وتلك الأيــام .. علينا أن نرفع القبعات للجميع

> أحمد القمع:

> في مساحة المسموح به للتعبير عن الرأي وهامش الحرية المتاح تحية ملؤها كل معاني الاعتزاز والفخر لـ «الأيام» الصحيفة وللأستاذين هشام وتمام باشراحيل للمهنية العالية والتقيد بالمهمة الصحفية رغم ردود الأفعال وبذاءة الألفاظ العنيفة والفجة، فمن المدرسة الصحفية ومنهما نتعلم في كل يوم ولحظة أن مهمة الصحافة الحرة هي تحري الدقة في نقل المعلومات ونشرها حين توافرها للوصول إلى الحقيقة أو محاولة الاقتراب منها دون مبالغة أو تضخيم، وهذا ما يتوجب أن نضعه نصب أعيننا في عصر التكنولوجيا والمعلومات ووسائل النشر الحديثة.

وعلى طريق النضال السلمي لاستعادة الحقوق المشروعة تحية ممزوجة بالسمو والكبرياء إلى كل الأبطال في ميادين الشرف، حملة الرايات البيضاء الذين استوعبوا لغة العصر وساروا على طريق نشدان الحرية يرسمون ملامح الفجر وبمعية زملاء العتاب بالأقلام، فالعصر كما يعلمون جميعاً لم يعد عصر عتاب الملك الجبار بالسيوف أو الحاكم المستبد بالكلاشنكوف، فللرايات والأقلام دورها الفاعل في تجسيد معالم النضال مهما كانت التضحيات، وانتزاع الحقوق المسلوبة وحقوق المقهورين والمهمشين.

من تلك المساحة والهامش كان الصمود في وجه عنفوان وأدخنة وروائح عصابات الماضي، وعلى الطريق المشروعة ذاتها سقط الشهداء الأبطال والجرحى في الضالع وحضرموت والحبيلين وعدن، وكانت هناك حملات الاعتقالات للقيادات والنشطاء دون وجه حق، حيث لايزال الزعيمان ناصر علي النوبة وحسن أحمد باعوم وغيرهما رهن الاعتقال غير المبرر حتى اللحظة.

علينا أن نرفع القبعات للجميع والاستفادة من دروس الماضي وعبره ونحن في مواجهة الأعمال القمعية والعنجهية والتصرفات الهستيرية المخالفة للدستور والقوانين والتشريعات السماوية.. فنحن حملة المشروع الحضاري للدولة العصرية الحديثة، تعلمنا من عدن المدنية فكرة وتجربة اتساع دولة المدنية لتشمل مساحة الوطن بأكمله، وكما قلنا مراراً وتكراراً، ونحن ندعو إلى التمسك بحقوقنا المشروعة عبر وسائل وطرق سلمية: فمارتن لوثر كنج كان الضحية ولكن الملونين حصلوا على حقهم في العيش الكريم بعد أن أوصلهم كفاحهم المستميت إلى تغيير الدستور الأمريكي، وحصلت الهند على استقلالها بفضل حيوية وفاعلية الزعيم الذي سار حافياً في موكب مسيرة (الملح) وغيرها وانتهى عهد التمييز العنصري إلى الأبد بكفاح مانديلا وآخرين واعتلى قبة قيادة النظام هناك من كانوا في عداد المسحوقين والمهمشين».

ومن تلك المساحة وطريق الشهداء والتسامح والتصالح علينا جميعاً أن نستوعب ونتعلم كيفية التعاطي مع المستجدات الأخيرة العاصفة.. فلم يعد في الوقت متسع، ونعتقد أن للحرية حضوراً في تاريخنا وقلوبنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى