> «الأيام الرياضي» مازن سالم صالح:

جياب الخامس من اليسار قبل إحدى مباريات منتخبنا الأولمبي
هذا الجنرال الوديع خارج الملعب والجسور داخله، الذي أحيا راية الهجوم الحساني في ملاعب اليمن بغزوات لها ظلالها الأثيرة، يحكي تفاصيلها الآباء اليوم لأبنائهم مطلع كل ليلة، علّ أحدهم ينادى بحملها من جديد، تيمناً بأيام شبح حسان الذي أدام مِرجل الأفراح في أبين، حيث شع من مرابعها كروض أقاح فواح من بين جناينها الخضراء ففاحت معه المسرات والأفراح ، ولاحت به الانتصارات والليالي الملاح.
نعم إنه(جياب عبدربه سالم باشافعي) الذي تسلم راية الهجوم الحساني بعد شدة مرت به، فطوعها معه بالتعاون مع زملائه فأزاح العبوس جانبا بإصابات وردية كأحلام المنى في ليل الأماني ووصل التداني، بنعيم التألق وشدة البريق الذي واصل الطريق إلى الشباك على خطى هذا الجنرال، لكأنها حين تشتد وتتسارع - هذه الخطى- وتسمع وقعها كجواد عربي أصيل طوى البيداء بغزواته وحمحم بصهيل أسمع به كل من في المدرجات، لأنه الجنرال ذو الإرادة الفولاذية التي تكسرت أمامها الحصون الدفاعية المنيعة وفتحت أمام سرعة بديهته الهجومية وإتقان تصويباته الكروية وأناقة مراوغاته شباك الخشبات الثلاث.
وأنت تشاهد جياب باشافعي على النجيل الأخضر لاتملك إلا أن تركز عدسة الرؤية وبؤرة النظر على محياه، وتحيل كل ما في اللقاء جانبا، فقد يفاجئك بغزوات إعجازية تنتهي في الشباك تديم معها متعة النظر بهدف لايتكرر ، إلا من ماركة (الشبح) ولكم فعلها أمام أهلي صنعاء وأهلي الحديدة والتلال واتحاد إب .. إحداها في مرمى زميلنا العزيز مختار محمد حسن، ومرتان في مرمى الحارس السابق والحكم الدولي الحالي أنيس سالم، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
ولعلك قد تأنس لموقف فردي تتجلى فيه ملكاته الإبداعية في التهيئة وسحب دفاعات الخصوم مع المباغتة بالتسديد، وغالبا من منتصف الملعب، وللتذكير فقط عليكم العودة للقاءات حسان مع فرق أندية الشرطة وطليعة تعز وشمسان ووحدة صنعاء واليرموك والزهرة يومها، كما أنك لن تندهش إذا ما سردنا لك عزيزي القارئ أن مؤهلاته البدنية أسعفته لأن يسجل أهدافا من إعداد وإخراج ومونتاج (الشبح)،وبإيقاعات بصرية سبقت التقنيات العصرية، واسألوا مبروك قرابش وتوفيق عبدالجليل ومعلقنا المخضرم علي العصري، وأحيانا من (الجول) إلى (الجول).
بلى إنه ذئب الوادي الذي قرعت لخروجه الأجراس وحبست لرؤيته الأنفاس، وللتدليل على ذلك هناك هدفان رأسيان سجلهما في مرمى الشعلة من الوضع غير المواجه للمرمى، فكيف إذا علمتم أن أحدهما كان في مرمى الحارس الأول المرحوم عارف عبدربه، وكيف إذا علمتم أعزائي أن ثانيهما كان من خارج منطقة الجزاء! وهو المهاجم الذي أعاد لضربات الجزاء هيبتها حين تداعت يومها برحيل أصحاب الرؤوس الذهبية، فأتى الشبح (امسكوا الخشب وصلوا على المختار) فقد تحتار أهي ضربة رأس أم تصويبة بالقدم.
أيام الشبح جياب في حسان كانت مساحات عرض دائمة في شاشة الأذهان الأبينية بل واليمنية جمعاء لإحياء أمجاد الصخب الحنون والتحدي الهادر حين تساقطت كل الفرق على ملعب الشهداء بزنجبار في أبين كفراشات وديعة لم تقو على نيران الجنرال.
وحده الشبح الذي زاد من معدلات الحضور الجماهيري في جنبات ملعب الشهداء لإقامة الأمجاد الكروية الحسانية في عز مجده..ومازالت هذه الأرقام تحتفظ للشبح بود بالغ وحنين مقيد في انتظار أن يحطمها شبح جديد .. لعل وعسى.

جياب يصافح محافظ أبين الأسبق أحمد علي محسن في مهرجان تكريمه
نعم آن الأوان أن نخلع القبعات لنجم وضعناه في حدقات عيوننا ،وارتضينا لأنفسنا غير مكرهين أن نديم الوقوف على أرجلنا ونلهب أكفنا تصفيقا وتبح حناجرنا حين شدهت أبصارنا أمام إبداعه الكروي الخلاق وبراعته الهجومية الفائقة كنجم نادر لم يختلف عليه اثنان يوما، يوم استقام مقياس الجودة الهجومية على امتياز حضوره الكروي البديع في حضرة التسعينات وما بعدها عندما أعلن ذلك العقد وصول الشبح والنجم الجديد جياب باشافعي، فهل من مبارز هنا يشهد على خلافته، ويعلن قدوم شبح جديد يقول هل من مزيد؟!