المعارضة الجورجية تختار مرشحها للانتخابات الرئاسية

> تبيليسي «الأيام» كريم طالبي :

> سمت المعارضة الجورجية أمس الإثنين النائب ليفان غاتشيتشيلادزه مرشحا عنها للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في الخامس من كانون الثاني/يناير المقبل، في مواجهة الرئيس الحالي ميخائيل ساكاشفيلي الموالي للغرب.

وقال مرشح المعارضة في مؤتمر صحافي في تبيليسي "سنحارب التسلط، وانا مستعد للانسحاب من الساحة السياسية فور النجاح بهذه المهمة".

واوضحت المعارضة خلال المؤتمر الصحافي انه في حال فاز مرشحها في الانتخابات، فسوف يعين وزيرة الخارجية السابقة سالومي زورابيشفيلي رئيسة للوزراء.

وقال المسؤول في المعارضة جيورجي خايندرافا خلال المؤتمر الصحافي "لقد اخترنا شخصين سيمثلوننا داخل وخارج البلاد. وعلى الجورجيين الاختيار بين فريق ساكاشفيلي وفريق ليفان غاتشيتشيلادزه وسالومي زورابيشفيلي".

وغاتشيتشيلادزه رجل اعمال ثري في الثالثة والاربعين من العمر ونائب معارض شديد الانتقاد لساكاشفيلي من دون ان يكون منتسبا لاي حزب.

وفاجأ هذا الاختيار المراقبين الذين توقعوا ان يقع الاختيار كمرشح للرئاسة على زورابيشفيلي او دافيت اوسوباشفيلي من الحزب الجمهوري (القريب من التيارات الاشتراكية الديموقراطية في اوروبا).

ويبدو ان حظوظ المرشح الجديد بالفوز لن تكون كبيرة خصوصا ان المعارضة الجورجية تتألف من مجموعة غير متجانسة تضم نحو عشرة احزاب تأسست في ايلول/سبتمبر الماضي لا يجمعها سوى العداء لساكاشفيلي.

واعلنت المعارضة ايضا انه في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية ستعيد العمل بدستور العام 1921 الذي يعتبر جورجيا جمهورية برلمانية.

ودعا المسؤول المعارض خايندرافا الى الغاء النظام الرئاسي الذي لم يجلب لجورجيا حسب قوله سوى "الحرب الاهلية والثورة والقمع".

وفاجأ الرئيس ساكاشفيلي المعارضة عندما اعلن عن انتخابات رئاسية مبكرة الاسبوع الماضي بعد ان قمع تظاهرات لها في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري واعلن حالة الطوارىء في البلاد.

من جهة ثانية اعلن رجل الاعمال الجورجي بادري باتاركاتسيشفيلي الذي اتهمته النيابة العامة بالعمل على القيام بانقلاب بعد التظاهرات الاخيرة للمعارضة، انه مرشح ايضا لرئاسة الجمهورية.

وجاء في بيان صادر عن وكالة للعلاقات العامة تتخذ من لندن مقرا لها ان باتاركاتسيشفيلي "سيعود الى تبيليسي قبل الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر لتقديم ترشيحه" للانتخابات الرئاسية.

واوضح بارتاكاتسيشفيلي الذي يعتبر اغنى رجل في جورجيا انه سيتوجه الى الولايات المتحدة "للبحث في سبل ضمان ان تكون الانتخابات الرئاسية حرة وديموقراطية".

من جهتها قالت سالومي زورابيشفيلي لوكالة فرانس برس في ختام المؤتمر الصحافي الذي عقدته المعارضة في احد الفنادق الكبرى في العاصمة الجورجية "ان الثنائي الذي قدمناه له حظوظه الكبيرة بالفوز".

واضافت هذه الدبلوماسية الفرنسية السابقة "ان حظوظنا بالفوز فعلية شرط رفع اجواء القمع السياسي".

وقبل ساعات من المؤتمر الصحافي التقت المعارضة ماتيو بريزا الموفد الاميركي الى جورجيا لمطالبة الحليف ساكاشفيلي برفع حالة الطوارىء.

وقال بريزا مساعد وزيرة الخارجية الاميركية المكلف الشؤون الاوروبية والاوروآسيوية "من الضروري اتخاذ عدد من الاجراءات على الفور مثل رفع حالة الطوارىء واعادة فتح كل قنوات التلفزيون".

ودعا الموفد الاميركي ايضا المعارضة الى ضبط النفس "وعدم التحريض على العنف".

وكان التقى رئيس الوزراء زوراب نوغايديلي على ان يلتقي الرئيس ساكاشفيلي اليوم الثلاثاء.

الا ان الرئيس الجورجي تجاهل حتى الان كل الدعوات لرفع حالة الطوارىء التي تسمح بفرض رقابة على وسائل الاعلام ومنع الاجتماعات والاضراب والتظاهر.

وما يحرج الولايات المتحدة والاوروبيين في هذه الازمة انهم كانوا دائما يقدمون نموذج الحكم في جورجيا برئاسة ساكاشفيلي على انه المثال الذي يتوجب الاقتداء به من قبل دول الاتحاد السوفياتي السابق.

وادت الازمة الاخيرة في جورجيا الى توتر العلاقة بين جورجيا وروسيا حيث اتهمت تبيليسي موسكو بتحريك المعارضة، وغادر ثلاثة دبلوماسيين روس تبيليسي في اطار هذا النزاع أمس الإثنين.

كما ان العديد من قادة المعارضة خصوصا في حزب المحافظين والحزب الجمهوري كانوا رفاق درب ساكاشفيلي عندما تسلم السلطة في تشرين الثاني/نوفمبر 2003. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى