الزولو بين مطرقة الحسني وسندان ديدات

> نجيب محمد يابلي:

> شعب الزولو المناضل فرع من قبيلة البانتو الكبرى في جنوب أفريقيا وجرى تناول هذا الشعب من زاويتين مختلفتين كان صاحب الزاوية الأولى هو المناضل الوطني والقائد العسكري البارز أحمد عبدالله الحسني فيما كان صاحب الزاوية الثانية هو الداعية الإسلامي العطر الذكر أحمد ديدات وكان من مواطني جنوب أفريقيا.

الزولو في تناول الحسني

استضافت فضائية «المستقلة» الشخصية الوطنية والعسكرية والدبلوماسية المعروفة الأخ أحمد عبدالله الحسني والشخصية الإعلامية المعروفة الاأخ ناجي الحرازي وكان محور اللقاء: الوحدة اليمنية -ما لها وما عليها، وللأمانة أبلى الاخ الحسني بلاء حسناء في تقديم وجهات نظره معززة ببيانات وحجج منطلقاً في ذلك من خلفيات نضاله ضمن تيار قومي (حركة القوميين العرب) ووطني (الجبهة القومية التي اندمجت مع فصيلين آخرين لتشكل الحرب الاشتراكي اليمني) وكانت الوحدة اليمنية كما أشار الأخ الحسني من ضمن الأهداف التي ناضل من أجلها في سياق نضال حزبه وأوضح الأخ الحسني أنه كان في مقدمة الدفاع عنها في حرب صيف 1994م. خاب ظن الحسني في المنتصر عام 1994 ووصل إلى قناعة راسخة بأن التفكير المؤسسي والعقلية المؤسسية والدولة المؤسسية حلقات غائبة ولا أمل في عودتها وفجأة يظهر أحدهم على الخط من صنعاء وقال له: «يا أستاذ حسني أنت وقفت معنا في حرب صيف 1994م» وهنا لفت الحسني نظر مقدم البرنامج إلى ما قاله المتحدث من صنعاء «أنت وقفت معنا» وأضاف الحسني: لاحظ.. إنه يقول إنني وقفت معهم، إنها ثقافة الزولو.. أي إنها ثقافة الإقصاء (أنت ونحن) وثقافة الاستعلاء (وقفت معنا وكأنه يقصد أنه أجير لأنه لا حاجة للقول «أنت وقفت معنا» أي أن هناك شمالاً وهناك جنوب، أي أن هناك مقاولاً وهناك عمال تراحيل).

الزولو في تناول ديدات

ورد في كتاب «الله في اليهودية والمسيحية والإسلام» للعالم والداعية الإسلامي أحمد ديدات أن الزولو «قوم مناضلون وهم أشبه ما يكونون في طباعهم بقبيلة قريش العربية قبل الإسلام وهم يسمون الله القدير «ام?يلين كانجين» وعندما تنطق هذه الكلمة في لغتها الأصلية فإنها تبدو للسامع مماثلة للكلمة العربية «والله الغني».. يضيف العلامة ديدات، رحمه الله بأنك لو سألت أي فرد من الزولو عن شرح «ام?لين كانجي» لقدم لك تفسيراً بالزولوية هذا نصه:

«هاوو امنيمزاني اويينا أمويا اوينسويلي أكازالي يينا فووتي أكازالوانجا، فووتي أكوكو لوتو أولو فانا نايي».

«هذا يكاد أن يكون ترجمة حرفية لمعاني سورة الإخلاص في القرآن:?{?قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد?}? الإخلاص 1-4».

«المصطلح الأكثر شيوعاً والذي يستعمله الزولو للإشارة إلى الهمم هو «انكولونكولو» ومعناه الحرفي «أعظم العظماء أو أقوى الأقوياء (أي القدير)». تناول ديدات الأمر من ناحية أخرى فيقول «وعندما يقسمون فإنهم يصيحون بحماسة وبأسلوب أكثر عامية قائلين «انكوزي في زولو» يعني الرب العلي القدير يعلم أو الله في السماء يعلم أو الله يعلم أنني أقول الحق. إن المعني الحرفي لكلمة زولو في اللغة الزولوية هو «السماء العالية» والزولو يعتبرون أعلى مكانا وأرفع منزلة من قبائل أفريقيا الجنوبية الكثيرة الأخرى».

يتضح من خلال ما عرضه علينا العلامة ديدات أن الزولو تأخذهم العصبية بأنهم متميزون عن القبائل في أفريقيا الجنوبية بتميز معتقداتهم بدءا من اسمهم «زولو» (السماء العالية) مرورا باعتقادهم بوجود قوة ميتافيزيقية في السماء وهو «أعظم العظماء» وانتهاء بتفسر مفردة «الله» (ام?يلين كانجي) المقارب في تفسيره لمعاني سورة الإخلاص.

في الاستنتاج الأخير، شتان بين عصبية متخلفة تعيدك عشرات القرون إلى الخلف وتشحنك بالغطرسة والإقصاء، وبين عصبية تتمسك بالسماء وبأعظم العظماء، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى