الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها

> صالح محمد صبري:

> طالعت مقالاً للأخ ياسر اليماني تحت عنوان «لماذا الإجحاف بحق فخامة الرئيس» والحقيقة، إن عنوان المقال شدني وأثار فضولي لقراءته والتمعن فيه، إلا أنني أصبت بالدهشة والذهول من ذلك الأسلوب البدائي والعدائي الذي يفقتر إلى المصداقية في الطرح الصريح، والبعيد عن الواقع المعيش والذي دعانا فيه أخونا للعودة صراحة إلى شريعة الغاب ونبذ الخير والقفز فوق منطق العقل والحكمة والسير في طريق الشر وذلك من خلال نبش الماضي وإيقاظ الفتنة وإشعال فتيل الحرب وإضرام النار لتحرق الجميع.

أي مصلحة تقتضي ذلك. وأي عقل أو حكمة تقبل هذا المنطق العقيم؟ لم ولن أفكر في يوم من الأيام أن أكون سياسياً أو كاتباً أو متابعاً من هذا الطراز الذي دائماً ما يقول الحق وفي نفسه ما في نفس أبناء يعقوب.

أنا لا أعرف الرجل حقيقة ولكني سمعت عنه أثناء وجودي في الحوطة خلال السنوات الثلاث الماضية وعرفت أنه يعمل مديراً لمديرية الوحدة بأمانة العاصمة، ولكن كل هذا لا يفسد للود قضية فالرجل يمتلك الحق أن يقدم «الثناء» لشخص السيد الرئيس وأن يذكرنا بمنجزات الرجل ويحثنا على حبه وحب الوطن والذي لا يوجد سواه من يفعل ذلك.

وإنني هنا أجزم أنه لا يوجد اثنان يمكن أن يختلفا حول شخص الرئيس وقلبه وعقله وسعة صدره. كما أن الرجل ليس بحاجة إلى كل هذا الإطراء والثناء، والتاريخ كفيل وخير من ينصف هذا الرجل أو غيره ممن لهم بصمات واضحة في خدمة هذا الشعب والوطن. أما المدح والثناء فيقال للغواني كما قال أمير الشعراء إن الغواني يغريهن الثناء؟ أما ما ذهب إليه أخونا العزيز من تحريض ونبش للآلام وأحزان الماضي وإثارة النعرات بين أبناء الوطن الواحد وهو يعلم أن الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها ويعلم أن الفتنة أشد من القتل نفسه وهو ما تحدث عنه أخونا ويأتي بذلك بعد أن تحققت الوحدة وطويت صفحة الماضي بكل حلاوتها ومرها. فلماذا كل هذه الحقد على الوطن ومن ذا الذي صور لأخينا أن الرئيس بحاجة لمثل هذا النصح العقيم فكيف والرجل يملك من المستشارين والمتخصصين في شتى مجالات الحياة. كما أن لديه من الحكمة والعقل والطيبة ما يجعله يتقزز وينفر من هذا الطرح والنصح والمشورة. شيء يقشعر له البدن وتتقزز منه النفس وأنت تسرد وتنبش أمواتاً من قبورهم وتتحدث عن مجازر جماعية وكأنك الشاهد الوحيد على ذلك العصر. والسؤال: أين كنت حينها؟ وما هو موقفك تجاه كل هذه الأخطاء؟ ولماذا لم تستنكر ذلك حينها؟ لنحظى بالشهادة إذا كنت مؤمناً بما تقول.

أنا لست ضد أحد ولكني ضد الأخطاء أينما وجدت، ومادمنا طوينا صفحة الماضي ونحن نعيش عهداً جديداً، عهد الوجدة والديمقراطية فيجب أن يكون الحديث في نفس الإطار ويصب في خدمة الوطن والمواطن ويعالج سلبيات النظام ويصلح اعوجاجه إذا وجد ولسنا بحاجة لنعود بالوطن إلى الوراء من خلال طرحكم بالتحريض على نبش الماضي وآلامه وأحزانه وإشعال فتيل الحرب ودق طبولها في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة إلى التهدئة ولم الشمل ورص الصفوف وتوطيد أواصر المحبة والوئام ورأب الصدع وإصلاح ذات البين الذي أمرنا به ديننا الحنيف، وطرح ماهو مفيد ويتماشى مع تلك المصفوفة من الإجراءات والمعالجات الأولية التي أعلن عنها الأخ الرئيس في برنامجه الانتخابي وكذلك الإجراءات الأخيرة التي أصدرها الأخ الرئيس لمعالجة آثار حرب 94م التي أعترف بها الأخ الرئيس وأصدر أوامر بتشكيل لجان لمعالجة هذه الآثار والتي نالت رضى المواطنين وإعجابهم وهو لا يزال يقدم وبدون كلل أو ملل المزيد من المعالجات لإصلاح الأخطاء أينما وجدت ويعطيها اهتمامه ووقته وهذا ما كان الأجدر بك أن تتحدث عنه، حتى تكون قد ساهمت في طرح ما هو نافع ويعود بالخير لهذه الأمة ولوحدتها وتقوية أواصر المحبة فيما بينهم وبما يساعد على الحل والتغلب على هذه الأزمة وتداعياتها والرجوع إلى منطق العقل والحكمة والاحتكام إلى القانون والدستور ونبذ العنف، ومن يريد أن يقول شيئاً فليقل خيراً أما الصوت النشاز فيجب أن يصمت. فالوطن كبير ويتسع لكل أبنائه. واليمن (حبلى) بالخيرين وأصحاب العقول النيرة والرشيدة، وبالصبر والحكمة قادرون على تجاوز كل الأزمات وحل خلافاتهم. وماهي إلا سحابة صيف وستمر إن شاء الله وأعوذ بالله من نصحك ومن شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى