بمناسبة إحياء الذكرى الـ 14 للفقيد الأعز الكابتن علي محسن مريسي 2007-1993 ..لرحيلك الموجع طعم الحرائق

> «الأيام الرياضي» عوضين:

> لقد حباني الله القدير على كل شيء باللقاء والعيش الحميم إلى جانب فقيدنا الأعز على قلوبنا أبوالكباتن علي محسن مريسي ما يقارب 23 عاما بدءا من العام 70م إلى أواخر أيامه، وتحديدا إلى ما قبل وداعه الأخير في 26/11/1993م بأسابيع معدودة رحمه الله وطيب ثراه فقد كان لاعبا ومدربا وإعلاميا علمني الكثير، حيث كان بحق مدرسة لا تتكرر،درسني برحابة صدر ومحبة مختلف أسرار وتقنيات فنون كرة القدم، وفي لحظات إنسانية عارمة كان يتدفق ثقة بي ليتحدث معي شارحا معاناته الإنسانية والرياضية فضلا عن معاناته الوجدانية (الخاصة)..صراحة كنت أشعر بكل آلامه وجراحاته فيما كان يفاتحني حتى بخصوصياته، وبهذه الثقة كنت أحس في قرارة نفسي بأنه يحملني (مسئولية أخلاقية) ظللت طوال عمري وحتى كتابة هذه السطور وسأبقى ما حييت حريصا على كل أسراره احتراما وإجلالا لثقة هذا العملاق فقيدنا الأعز الكابتن علي محسن مريسي.

ولكن هناك مستويات من تاريخ وتجربة الرجل الفقيد يمكن تعميمها من خلال مختلف المنابر الإعلامية حتى يتعرف الجمهور ونجوم اليمن اليوم على الطبيعة الإبداعية الخلاقة والملكات الإنسانية التي تعاطى بها عراب الفن الكروي علي محسن مريسي رحمه الله مع مختلف ظروف حياته وعلاقاته وتجاربه الكروية التي لن تتكرر في نجم كروي يمني قادم.

كان من الطبيعي أن يحظى الكابتن علي بكل أشكال الاهتمام والتقدير والحب الرسمي والجماهيري بعد أن حقق لناديه الزمالك المصري العديد من النجاحات الكروية على مستوى مصر والمستويين الإقليمي والدولي، إلى جانب مشاركته في تمثيل مصر عبدالناصر مع المنتخب القومي المصري والدليل الـ 26 مباراة دولية التي مثل فيها الزمالك ومصر، ويكفيه فخرا أن النادي الإنجليزي الكبير آنذاك (وست هام) كان يرغب في شرائه إلا أن حب مصر جعله يرفض مثل هذا العرض الإحترافي فكان طبيعيا أن يصير نجما لامعا يضيء مساحات ومسافات شتى تؤهله بجدارة لأن يكون النجم الذي لايضاهى في ذلك الزمن(المريسي) الزاخر بالانتصارات والنجاحات.

ولقد عرضت عليه (الجنسية المصرية) وكان ذلكم العرض بمثابة تعبير جدي عن حب وتقدير ناديه وجمهوره له، بل كان تعبيرا ذا دلالات رائعة عن الوفاء لمكانة علي محسن الرفيعة التي تحمل تقدير مصر عبدالناصر وشعبها له لما قدمه هذا النجم الكروي اليماني من عطاءات للكرة المصرية.. ورغم أن الزعيم الخالد أبدا جمال عبدالناصر وجه سريعا بسفر الكابتن علي محسن إلى بريطانيا (لندن) على نفقته الخاصة لعلاج الإصابة التي تعرض لها في ركبته اليسرى (الكارتليج) وبالفعل غادر إلى لندن للعلاج عام 65/64 وهو النجم الأوحد في مصر الذي حظي باهتمام الزعيم العربي جمال عبدالناصر دون سواه، وهو تكريم لعلي محسن في حد ذاته، ورغم ورغم و... لكنه وبأدب جم وبأخلاق رفيعة عبر علي محسن مريسي عن سعادته غير المحدودة بذلكم التقدير إلا أنه اعتذر عن قبول الجنسية بوفاء واع لانتمائه الوطني لمسقط رأسه (عدن) معللا ذلك بأنه في الأول والأخير (عربي من اليمن) بمعنى أن اعتذاره عن قبول الجنسية المصرية لايقلل من هيامه بأرض الكنانة (مصر) ووفائه الكبير لها، إلا أن (الانتماء) لليمن مسألة فائقة الحساسية، والقيمة (الوطنية) عند الكابتن علي محسن مريسي ليست مجالا مباحا لأي مفاضلة.. هكذا كان المريسي ينظر لوطنه.

كانت هذه فلسفة الكابتن علي محسن الوطنية تجاه وطنه (الأم) اليمن، التي لم تنل رغبة بعض من (أعداء النجاح) في مصر ليختلق هؤلاء البعض يتقدمهم (علي شفيق) مدير مكتب المشير عبدالحكيم عامر بعض المنغصات في طريق استمرارية علي محسن من عدمها وجاء القرار التعسفي من أعداء النجاح في مصر آنذاك ليجد الكابتن علي محسن مريسي في عام 1967م نفسه عائدا إلى وطنه (اليمن) وهكذا عاد من غربته (فقيرا) وعاش بين الجميع (أكثر فقرا) بدءا من عام 67م وحتى رحيله إلى دار البقاء يوم الجمعة الموافق 1993/11/26م ، بعد أن عاش غريبا في وطنه الذي ضحى من أجله بكل أمجاده واستقراره، ومع كل هذا إلا أنه يعلمنا وكل الأجيال الكروية التي تتلمذت على يديه في الأندية الرياضية اليمنية أو منتخباتها، يعلمنا عزة النفس والاعتزاز بالكرامة، وكان يؤمن بمقولة (الشكوى لغير الله مذلة).. وهكذا أصبح ذلكم (الهرم الشامخ) بين ليلة وضحاها هيكلا عظميا بعد أن تمكنت منه بعض الأمراض التي كانت تنهش جسده مع كل يوم يمر ولا من مستجيب..وظل كثيرا يترقب الوفاء من الآخرين، وبدونه رحل عنا (رمز الوفاء) دون وداع.. هكذا عاش وهكذا مات (عراب الكرة اليمنية) علي محسن، إذاً ماذا أقول: أأرثي عليا أم أرثني أم أرثي وطناً وشعباً بهذا المصاب الجلل؟.. وبمناسبة إحياء الذكرى الـ 14 لوفاة فقيدنا الأعز أبوالكباتن علي محسن مريسي في الـ 2007/11/26 الذي سيصادف يوم الإثنين القادم لا يسعني إلا أن أقول :«نم قرير العين يا فقيدنا الغالي ، فستبقى دائماً خالدا في قلوبنا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى