سباق مع الوقت قبل يومين من الموعد الدستوري الاخير لانتخاب الرئيس في لبنان

> بيروت «الأيام» ريتا ضو :

>
تسابق الحركة الدبلوماسية والسياسية في بيروت الزمن قبل يومين من الموعد الدستوري الاخير لانتخاب رئيس للجمهورية وسط اجماع على التحذير من مغبة الفراغ وعدم حصول الانتخابات.

وعقد لقاء مفاجىء لم تتضح ابعاده مساء أمس الأربعاء بين النائب سعد الحريري احد قادة الاكثرية الحاكمة مع النائب المعارض ميشال عون المرشح للرئاسة، وفق ما اعلنت محطتا التلفزة التابعتان للطرفين.

وكان عون والحريري التقيا قبل اسابيع في باريس في اطار الجهود الجارية لحل الازمة بدون ان تؤدي لقاءاتهما الى نتيجة.

وبدون ان يدلي باي تصريح تابع وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير الاربعاء حركته المكوكية التي بدأها عند وصوله الاحد الى بيروت، مع المسؤولين والشخصيات وابرزهم رئيس البرلمان نبيه بري احد قادة المعارضة.

وقالت مصادر في الوفد الفرنسي المرافق له انه يعقد غالبا اجتماعات لا يتم الاعلان عنها.

وقد اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الايطالية ان وزير الخارجية ماسيمو داليما سيتوجه اليوم الخميس الى بيروت لينضم هناك الى نظيريه الفرنسي برنار كوشنير والاسباني ميغيل انخيل موراتينوس.

وكان الوزراء الاوروبيون الثلاثة زاروا لبنان في العشرين من تشرين الاول/اكتوبر الماضي في محاولة لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

كما قام الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بجولة على القيادات قبل ان يغادر بيروت مساء الاربعاء داعيا الى "عدم الياس". وقد تعهد العودة اذا اقتضت الحاجة.

وقال موسى اثر اجتماعه بالزعيم الدرزي وليد جنبلاط احد قادة الاكثرية "الامل لا يزال قائما ادعو الى عدم الياس والى اقامة التوافق على مرشح للرئاسة". واضاف ان "امكانية الاتفاق قائمة وانا قلق على لبنان".

من ناحيته اكد رئيس الجمهورية اميل لحود حليف دمشق مساء الاربعاء تمسكه بالحفاظ "على وحدة لبنان وامنه واستقراره".

وقال في كلمة متلفزة بثت عشية الذكرى الرابعة والستين للاستقلال "فيما البلادتتلمس سبل النجاة اجدد عهدي امام الله وامامكم بان اواصل سعي حتى اخر دقيقة من ولايتي من اجل المحافظة على وحدة لبنان وامنه واستقراره".

ولم يوضح لحود الاجراءات التي سيتبعها اذا لم يتم انتخاب خلف له مكتفيا بالقول ان "اي اجراء يمكن ان اتخذه اذا ما تعذر تسليم مسؤوليتي الدستورية الى رئيس وفاقي تلتف حوله الغالبية العظمى من اللبنانيين سيعكس ارادتكم في ان يبقى وطنكم مرفوع الراس وقويا ومتماسكا".

واكد نائب من الاكثرية لوكالة فرانس برس ان المفاوضات مستمرة وباتت تتركز حول اسم محدد. وقال طالبا عدم كشف هويته "حاليا هناك ارادة للانتهاء باسرع ما يمكن عبر تنازلات متبادلة والمفاوضات تتناول ادق التفاصيل".

واوضح النائب نفسه ان المفاوضات تتمحور حول الوزير السابق ميشال اده. وقال "الامر لا يتم سريعا وليس مضمونا ولكننا نفاوض ونحاول".

وكانت الاتصالات قد تكثفت ليل الثلاثاء الاربعاء وابرزها لقاء عمرو موسى والامين العام لحزب الله حسن نصرالله.

وعقد اجتماع مساء أمس الأول بين بري والحريري حضره كوشنير.

وفي دمشق التي وصلها مساء أمس الأول موفد الرئيس الفرنسي كلود غيان، اعلن عن اتصال اجراه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بنظيره السوري بشار الاسد. وكان بري اعلن ارجاء جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة الاربعاء الى الجمعة.

وقال النائب حسن حب الله من حزب الله لوكالة فرانس برس ان "مساعي التوافق مستمرة من الوسطاء الفرنسيين بين الاطراف اللبنانيين ولم يتم التوصل بعد الى اي نتيجة حتى الآن".

واضاف "لا اعلم ما الذي ستحمله الساعات المقبلة، لكنني لست مرتاحا".

وردا على سؤال، قال ان عدم حصول انتخابات هو احد الاحتمالات، مضيفا "ان الانتخاب بنصاب النصف زائد واحد مستحيل، وبقاء الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة مستحيل، وهو يدخل البلاد في مغامرة ويعرض البلاد للخطر".

وعن الحل البديل، قال حب الله "اذا لم يحصل توافق، لا بد من فكرة لا تعرضالبلاد للخطر، مثل تشكيل حكومة وحدة وطنية تمسك بزمام الامور سريعا ويتفق عليها جميع اللبنانيين".

وسيناريوهات التشاؤم كثيرة، بعضها يتداوله الناس عن قطع طرق ومواجهات آتية، وبعضها تحفل به الاوساط السياسية حول احتمال الفشل في اجراء الانتخابات وما يمكن ان يستتبعه من وجود حكومتين وانقسام في البلاد، او حتى اضطرابات امنية.

واللافت أمس الأربعاء ما ذكرته صحيفة "تشرين" الحكومية السورية التي اعتبرت ان لبنان بات الان "على حافة الهاوية وفي بداية مرحلة الفوضى الهدامة" واتهمت الولايات المتحدة بمحاولة دفع البلاد الى الحرب الاهلية.

من جانبه صرح النائب وليد جنبلاط لصحيفة "السفير" ان "حماية السلم الاهلي في لبنان واتفاق الطائف تقتضي من الجميع تقديم تنازلات". واضاف "لا مانع عندي في ترك القرارات الدولية للحوار الوطني بعد انجاز الاستحقاق مباشرة. (...) لا نريد تنفيذ القرارات الدولية على جثث اللبنانيين".

وكان جنبلاط حتى قبل فترة قصيرة يتمسك بانتخاب رئيس من قوى 14 آذار التي ينتمي اليها او رئيس قريب منها.

كما كانت الاكثرية تشدد على وجوب ان يكون الرئيس المقبل ضامنا لتنفيذ القرارات الدولية بما فيها القرار 1559 الصادر في ايلول/سبتمبر 2004 والذي ينص على نزع سلاح كل الميليشيات في لبنان بما فيها سلاح حزب الله.

الا ان هذه التسوية لا تبدو حتمية، رغم تراجع بورصة مرشحي الفئة الاولى لصالح مرشحي "التوافق".

فمنذ دخول الاستحقاق اسبوعه الاخير، تراجع الحديث في صفوف قيادات الاكثرية عن عقد جلسة بنصاب النصف زائد واحد لانتخاب رئيس، وهو ما كانت تهدد به في حال امتناع المعارضة عن تأمين نصاب الثلثين.

وبرزت اسماء مرشحين على حساب اسماء اخرى، وبين الاسماء البارزة في وسائل الاعلام وفي التصريحات اسما ميشال اده وروبير غانم. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى