«الأيام» تزور مركز غسيل الكلى في عزان بشبوة ..مرضى: بعد أن كان حلما تحقق بعد انتظار طويل

> «الأيام» جمال شنيتر:

>
غرفة الغسيل
غرفة الغسيل
افتتاح مركز غسيل الكلى في مدينة عزان بمديرية ميفعة كأول مركز لغسيل الكلى في محافظة شبوة شكل أحد إنجازات العمل الخيري الإنساني في هذه المحافظة لما لذلك من أهمية كبيرة في تخفيف الألم والمشقة عن كثير من أبناء هذه المحافظة الذين عانوا كثيراً في الفترة السابقة وظلوا يتنقلون بين المحافظات الأخرى لإجراء عملية الغسيل.

فكيف تم إنشاء هذا المركز .. وما هي طبيعة العمل في المركز بعد بدء العمل فيه.. وماهي انطباعات المرضي حول المركز؟ للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها زارت «الأيام» مركز الكلى في عزان وخرجت بالمحصلة التالية:

في بداية هذا الاستطلاع التقينا عددا من المرضى في غرفة الغسيل الذين تحدثوا لنا عن انطباعاتهم ومدى الفرق بين وجودهم فيه مقارنة بمعاناتهم السابقة، وكان أول المتحدثين الوالد علي أحمد طالب بن معيض قائلاً:«أنا من منطقة الجشم مديرية عتق بدأت أغسل منذ خمس سنوات ونظراً لعدم وجود وحدة غسيل كلى في محافظة شبوة كنت أقوم بالغسيل في محافظة عدن طوال السنوات الماضية. ولكن الحمد لله بعد افتتاح مركز الكلى في عزان تسهلت لنا الأمور، ونشكر كل الخيرين الذين أسهموا في افتتاح هذا المركز وكذا القائمين عليه على معاملتهم الإنسانية لنا».

الأخ عبدالرحيم ثابت الحريبي قال:«بدأت أعاني من الكلى منذ سنة وثلاثة أشهر وكنت أتوجه إلى محافظة حضرموت لإجراء عملية الغسيل مرتين في الأسبوع وكان ذلك بالنسبة لي مشقة كبيرة حيث كانت المسافة بين ميفعة والمكلا ثلاث ساعات وهذا كان يسبب لي متاعب نفسية وصحية ومادية ولكن الحمد لله الآن بعد افتتاح مركز عزان خفف علينا الكثير من التعب والمال والزحمة حتى أن الأطباء هنا أضافوا لنا غسلة ثالثة اسبوعياً بدلاً أن كانت مرتين أسبوعياً في المكلا، فشكراً لأصحاب الخير على هذا العمل الانساني وجزاهم الله خيراً».

الأخ جلال صالح لقرع:«أرافق شقيقتي التي تقوم بالغسيل في مركز عزان الذي خفف علينا الأعباء الكبيرة عن الغسيل في محافظة حضرموت، حيث كنا في السابق نعاني مشقة كبيرة وتكاليف مادية، ونحن نشكر أهل البر والإحسان الذين قاموا على هذا المركز ونطالبهم بالاستمرار في دعم هذا الصرح الخيري والإنساني».

الأخ عمر أحمد علي بن حسن:«بدأت أغسل منذ ست سنوات وكنت أغسل في السعودية أثناء وجودي خارج البلاد وعندما أكون في البلاد كنت أغسل في حضرموت.

وكنت أواجه مشقة لا يعلمها إلا الله حيث كان الغسيل مرتيت أسبوعياً وكنت أنتقل من منطقة سكني الحوطة ميفعة في الساعة الثالثة فجراً للتوجه إلى المكلا والوصول في الوقت المحدد ثم أعود في نفس اليوم ليلاً إلى الحوطة وتصوروا كم من الوقت والمال والتعب الذي كنا نتعرض له، لكن أرجو من «الأيام» أن تسمح لي بتوجيه الشكر للأخ أحمد رشاد خيران في وحدة غسيل الكلى في المكلا الذي كان له دور إنساني رائع في تخفيف آلام مرضى الكلى فجزاه الله خيراً، والشكر موصول للأخوة القائمين على مركز عزان».

الأخ أبوبكر محمد باحاج :«لقد كان افتتاح وحدة غسيل الكلى في مركز عزان مديرية ميفعة إنجازاً لحلم راود الكثير من أبناء محافظة شبوة الذين انتظروه طويلاً فشكراً لأهل الخير والإحسان الذين ساهموا في إنجاز هذا الصرح الطبي الإنساني وشكراً للاطباء والإدارة والعمال.. لقد انبعث السرور والفرحة في قلوب مرض الكلى في محافظة شبوة وأسرهم بافتتاح مركز عزان وذلك نظراً للمعاناة والمشقة التي كانوا يعانونها قبل ذلك حيث كانوا يتنقلون إلى محافظات أخرى وقد سبب ذلك لهم متاعب صحية ونفسية ومادية صعبة ولكن الآن الأمور طيبة وتسهلت بشكل كبير، والأمل كبير في أهل الخير في مواصلة دعمهم لمركز غسيل الكل في عزان».

إقبال متزايد

من خلال تجوالنا في المركز لوحظ ازدياد الإقبال على المركز رغم أنه في بداياته الأولى وقد التقينا باثنين من الأطباء العاملين في المركز، حيث تحدث لـ«الأيام» أولاً الأخ د. محسن مقبل الشكلية قائلاً:«لقد تم تدشين العمل في المركز مطلع شهر سبتمبر الماضي واللافت أن عدد المرضى الذين توافدوا إلى المركز كان كبيراً منذ البداية وهم يتوزعون على جميع مديريات المحافظة ولا يزال الإقبال مستمراً، حيث تم توزيع المرضى على فترات الغسيل كل مريض جلستين أو ثلاث جلسات غسيل أسبوعياً ولمدة أربع ساعات لكل جلسة وقد بلغت الجلسات أسبوعياً أكثر من خمسين جلسة وعلى فترتين صباحية وظهيرة، ونحن على استعداد لرفع عدد الجلسات إذا ازداد عدد المرضى لاحقاً. وبالنسبة للصعوبات التي تواجه عملنا فالحمد لله الأمور جيدة ولا توجد صعوبات تذكر باستثناء طلب المرضى توفير بعض الأدوية وصرفها مجاناً».

كما تحدث د. صلاح علي حبتور قائلاً:« الشكر والعرفان لأصحاب الأيادي البيضاء الذين امتدت أياديهم لإقامة هذا المشروع الإنساني المهم في هذه المنطقة التي تفتقر إلى مثل تلك المشاريع والتي حرمت ومازالت من أبسط المشاريع التنموية وخاصة في المجال الصحي، ونقول لأهل الخير هنيئاً لكم الأجر والثواب وتخفيف معاناة مرضى الفشل الكلوي وندعو بقية المحسنين إلى مد يد العون والمساعدة لهذا المركز الذي يقوم نشاطه على دعم أهل الخير وليس الحكومة، ومن خلال منبر «الأيام» أدعو السلطة المحلية بالمحافظة أن تولي هذا المركز اهتماما كبيرا حيث إنه أول مركز في هذه المحافظة وعدد المرضى الذين يصابون بالفشل الكلوي في ازدياد مستمر.

الصعوبات

سألنا الأخ د. علي عوض حبتور الأمين العام للجمعية الخيرية لغسيل الكلى في عزان عن طبيعة سير العمل في المركز والصعوبات إن وجدت فأجاب قائلاً:«يسير العمل في المركز بصورة جيدة فالمركز يحتوي على 7 أجهزة غسيل ومحطة معالجة المياه وجهاز التبريد ومستودعات طبية والكادر العامل يتكون من طبيب منتدب من مركز الكلى الصناعية مستشفى الثورة صنعاء وطبيبين آخرين تلقيا تدريباً جيداً في مستشفى الثورة صنعاء بالإضافة إلى مجموعة ممرضين، والعمل يسير بشكل جيد وعدد المرضى حالياً 25 مريضاً وهم في ازدياد. أما عن الصعوبات فهي تكمن في التكلفة التي رصدت للسنة الأولى ونحن نرى أن الدولة يجب أن تتحمل القيمة الأساسية لجلسات الغسيل ويمكن للداعمين أن يسهموا في تحسين الخدمة.

مستودع الادوية
مستودع الادوية
كما أن بعض العاملين في المركز غير موظفين ونسعى مع الجهات ذات العلاقة لتوظيفهم. ومن الصعوبات أيضاً عدم توفر بعض العقاقير الطبية ممثل هرهرن الأيرثر وبيوتين Ergthropiotei ونأمل من وزارة الصحة أن تساعدنا بتوفير مثل تلك الأدوية».

الأخ ناصر مذيب مسلم رئيس الجمعية الخيرية لغسيل الكلى ومدير المركز تحدث قائلاً:«جاءت فكرة انشاء مركز غسيل الكلى في عزان بمحافظة شبوة من خلال بعض رجال الأعمال الذين لمسوا معاناة مرضى الفشل الكلوي وذويهم داخل الوطن وخارجه وقد قام عدد من الكوادر الطبية والشخصيات الاجتماعية بعمل دراسة إحصائية للمرضى وكذا دراسة الكلفة الانشائية وآلية التشغيل وتم رفع ذلك إلى عدد من رجال الأعمال وجاءت الموافقة مشجعة لهذه الجهود ومن أجل ذلك تم تأسيس الجمعية الخيرية لغسيل الكلى في عزان لتكون الجهة التي تنفذ إنشاء مركز الغسيل وتشرف على سير العمل وقد بلغت التكلفة الاجمالية للمشروع 361 ألف دولار أمريكي».

كلمة أخيرة

- مركز الغسيل مكون من صالة انتظار، صالة غسيل، وحدة التحلية، مستودع الادوية، 4 مكاتب إدارية، غرفة المولد، وقد تمت معاينة الموقع من قبل مهندسين مختصين.

- تم الاتفاق مع إحدى الشركات الطبية لشراء المحاليل والأدوية لثلاثة ألف جلسة غسيل سنوياً وتوريد جميع ما يلزم عملية الغسيل وفي المركز 7 أجهزة منها جهازان مخصصان لمرضى فيروس الكبد C وB، ويوجد مولد 80 كيلووات وأجهزة تكييف.

- يطلب مرضى الفشل الكلوي في المحافظة من أهل البر والإحسان مواصلة دعمهم السخي للمركز حتى يستمر نشاطه بشكل متواصل وبما يلبي حاجة المواطنين.وكانت «الأيام» قد تابعت منذ البداية الخطوات الأولية لإنشاء هذا المشروع الإنساني الخيري حتى أصبح واقعاً ملموساً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى