قرار تحويل لقاء منتدى المستقبل إلى خارج عدن:صفحة سوداء في تاريخ المنظمات غير الحكومية

> علي هيثم الغريب:

> كنا نعلم جيداً أن هناك اختلافاً وخلافاً كبيراً داخل الهيئة الإشرافية للتحالف اليمني للمنظمات غير الحكومية المنظمة لمنتدى المستقبل الذي تقرر عقده في عدن في الفترة 29-27 نوفمبر بمشاركة ممثلي منظمات المجتمع المدني في الدول العربية والدول الصناعية.. «غير أن الجهة المنظمة للمنتدى فوجئت بتغيير مكان انعقاد الفعالية ونقله إلى العاصمة صنعاء» («الأيام» :5251).

ولم نفاجأ نحن أبناء عدن بمبررات عضو الهيئة الإشرافية الأخ عز الدين سعيد الأصبحي التي قال فيها:«.. ليس لدينا إمكانية نقل أكثر من مائتين وعشرين شخصية عربية ودولية إلى عدن، ليس هناك طيران ولا إمكانية لأن يتابع الناس أعمالهم في الخارج من عدن، لا تملك عدن بنية من النقل والمواصلات الدولية المناسبة»، لأن هذا هو حال عدن فعلاً.. بعد أن أصبحت مرتعاً للنهب والسلب ومكاناً غير آمن للتجارة والاستثمار، نعم لقد عمل المتنفذون وزعماء سماسرة الأراضي على تفتيت عدن ومسخ هويتها المدنية.. فحلاقة شعرنا محلية وملابسنا (مآزر) وتفكيرنا مجرم ومحرم وحياتنا هامشية، واهتماماتنا خارج الوطنية.. آباؤنا خرجوا إلى دار المسنين أو اعتقلوا بدون ذنب، أولادنا ذهبوا يبحثون عن وطن ومعيشة كريمة أو يلاحقون داخل أحيائهم، وكل من جاء إلى عدن تحول إلى ذئب جائع، والفريسة هي عدن.. ولا يمرح فيها إلا أنصاف الرجال، المنافقون.

نقول للأخوة المشاركين في منتدى المستقبل الرابع نتمنى لكم الصبر، واعلموا جميعاً أننا مع أعمالكم المدنية السلمية، فاعقدوا لقاءكم حيثما شئتم، واهربوا من عدن بأي طريقة كانت، أما نحن فسنظل في عدن، منارة الحرية، وشعلة التسامح الإنساني، هذه بعينها ضريبة الثبات على الحق في دنيا الفساد والفاسدين، الذين لا يليق من وجهة نظرهم أن يجرؤ أحد من عامة الناس أو ممن اضطلعوا بالدفاع عنهم على تبني قضاياهم، حتى منظمات المجتمع المدني التي كنا نرى فيها الأمل أن تقف إلى جانب عدن وتعقد لقاءها فيها، تقدمت إلينا بحجج النخبة الذين صوروا لها أن عدن هي عزبة خاصة بهم.. وأنتم يا من هربتم من عدن بسبب انعدام المواصلات والاتصالات، نسأل الله أن يجعله هروب خير، وأصدق تعبير عما يحدث في عدن.

وشكراً، لأنكم دلعتموها وسميتموها « نافذة الضوء والقاعدة الأساسية للمجتمع المدني، وهي التي احتضنت كل بوادر تطور المجتمع المدني والأحزاب والصحافة في اليمن والجزيرة العربية بشكل عام» ونسيتم في مدحكم لعدن أنها المكان الطبيعي للأحرار في أمة مستعبدة.. ومادمتم هربتم من عدن فلستم أحراراً، ولن تستطيعوا أن تبنوا مجتمعاً مدنياً.. ولن تحظوا بالشرف الذي حظي به الأحرار عندما جاءوا إليها على ظهور الحمير.

قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «من دعا بدعوى الجاهلية فهو في جهنم وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم» صدق رسول الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى