هاورد يعتبر انه "مواطن عادي" ومعارضوه يصفونه "بالماكر"

> سيدني «الأيام» لورانس بارتليت :

> يصف الرئيس الاميركي جورج بوش رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد بانه "رجل فولاذي" بينما يرى فيه معارضوه "شخصا ماكرا"، لكن هاورد يعتبر نفسه "رجلا استراليا عاديا".

واظهر هاورد الذي يخوض الانتخابات السبت للفوز بفترة ولاية خامسة، كل هذه الصفات اثناء توليه رئاسة الوزراء. فقد كان صلبا بشان العراق، وماهرا في التغلب على حزب العمال المعارض، كما انه كان دائما مستعدا للحديث عن الرياضة.

وقال وين ارينغتون الاكاديمي الذي شارك في تاليف سيرة ذاتية عن هاورد نشرت هذا العام "المشكلة هي هل بدأ الناس يفكرون ان كافة تصرفات هاورد هي تمثيل ويتساءلون: اين هي شخصية هاورد الحقيقية؟"

وصرح لوكالة فرانس برس "لقد قوبل كل ما قام به رئيس الوزراء هذا العام بالكثير من السخرية. وقد اصاب وصفه بالسياسي الماكر وترا حساسا".

وفاز هاورد (68 عاما) بالانتخابات اول مرة على رأس حزبه الليبرالي المحافظ بالتحالف مع حزب القوميين الذي تشكل المناطق الريفية معقله الرئيسي، متغلبا على بول كيتنغ زعيم حزب العمال في عام 1996، واصبح ثاني رئيس وزراء يتولى رئاسة الوزراء لهذه الفترة الطويلة.

وظهرت على هاورد ابن صاحب محطة البنزين، بوادر الطموحات السياسية عندما كان على مقاعد الدراسة حيث التحق بصفوف اعضاء الحزب الليبرالي الشباب ولم يتجاوز عمره 18 عاما.

وحصل على شهادة في القانون وتم اعتماده محاميا في 1962. وتزوج من مدرسة تدعى جانيت في 1971 وانجب منها ثلاثة ابناء.

وفي ايار/مايو 1974 فاز بمقعد ضاحية بينيلونغ في سيدني عن الحزب الليبرالي. وفي العام التالي عين في اول منصب وزاري له ولم يتجاوز عمره 36 عاما.

وفي مقابلة تلفزيونية سبقت انتخابه رئيسا للوزراء لاول مرة، وصف هاورد نفسه بانه "مواطن استرالي عادي". واضاف "لا استطيع ان افكر في وصف اكثر نبلا من ان اكون شخصا استراليا عاديا".

وهذه العبارة ضرورية لفهم النجاح الذي حققه هذا المحامي الذي لا يتمتع بحضور قوي ويسخر رسام الكاريكاتور من صغر حجمه وحواجبه الكثة واسنانه المعوجة، حسب محللين.

وقال المعلق السياسي هيو ماكاي بمناسبة الذكرى العاشرة لانتخاب هاورد رئيسا للوزراء ان "سر نجاح هاورد يكمن في افتقاره للحضور والشخصية القوية".

واضاف ان "مظهره العادي قد يكون اقوى رصيد سياسي له. فمظهره وحديثه هو مظهر +الشخص العادي+ ما يعطي شعورا بانه +شخص محترم+".

وتابع "وحتى اقسى منتقديه الذين يعتقدون انه كذب عليهم، يقولون انه يكذب عليهم بشكل مقنع للغاية ويبدو صادقا في ما يقوله بحيث يصعب الوقوع في فخه".

ويتهم الناقدون هاورد بالاضرار بمصداقيته بالتفافه على الحقيقة لضمان تحقيق النجاح السياسي او نقض وعوده مما دفع البعض الى اطلاق لقب "جون الصادق" عليه تهكما. ويرى البعض انه تقدم في العمر واصبح قائدا هرما لدولة شابة.

الا ان كثيرين يرون انه ابدى شجاعة في تمسكه بمواقفه في المسائل التي يؤمن بها.

وقد وصفه بوش بانه "رجل فولاذي" بسبب التزامه بنشر قوات في العراق رغم المعارضة الشرسة لذلك في بلاده وكذلك بسبب دعمه الثابت لغزو العراق رغم تدهور الوضع في هذا البلد.

واظهرت استطلاعات الرأي خلال العام تقدم حزب العمال على التحالف الحاكم.

لكن رغم تراجع شعبية هاورد في الاستطلاعات التي جرت قبل الانتخابات السابقة تمكن من تحقيق الفوز.

واقر زعيم حزب العمال كيفين رود بانه رغم استطلاعات الرأي، سيكون من الصعب للغاية التغلب على الرجل الذي وصفه بانه "اذكى سياسي انجبته البلاد". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى