وتلك الأيــام .. العدميون علة المجتمع

> عمر محمد حليس:

> إن عدم الاعتراف بالحقيقة أو نكرانها لايعني عدم وجودها، وذلك أمر لاجدال حوله، ومن هذه الحقائق التي لاتقبل الجدال ما تقوم به صحيفة «الأيام» في عملها المهني ونشرها الحقائق ونقلها الصور بواقعية وصدق ماجعلها تتصدر طابور الإشادة من قبل رموز وشخصيات اعتبارية سياسية ومثقفة، وأكيد لن يكون آخرها الشيخ سلطان البركاني الذي أبدى ارتياحه الشديد بهذه الصحيفة.

حقيقة أخرى لايمكن نكرانها أو القفز عليها وتجاهلها هي الصفحة الجميلة من واقع الحياة المعاشة، لأنه من غير المنطقي القول إنه لايوجد جمال، فالحياة بحد ذاتها جميلة، فمابالك إذا سادها مزيد من الأمن والأمان والعدل والإخاء والمساواة، وسادها عنصر التفاؤل بمستقبل أجمل وغد أفضل، بكل تأكيد ستكون مخرجات ذلك أحسن بكثير مما يراه البعض من عديمي البصيرة.

العدميون وحدهم لايقرون بتلك البديهية، ولايعترفون بها لأنهم ببساطة وللأسف حصروا أنفسهم في دوائر ضيقة ليس بمقدورهم الفكاك منها، لذلك نراهم على الدوام يقفون خلف متاريس الهجوم على كل جميل، ولايبالون بالنتيجة التي تجرهم إليها أحلامهم المبنية من وهم وخيال عقيمين في نرجسية الرفضيين، فيضلون طريق العقل بإصرار غير مسبوق ظناً منهم أنهم ماضون في طريق سوي غير ذي عوجٍ، بينما يتبين للعقلاء من أهل الحكمة والبصيرة أن أعمالهم تلك خاسرة، لذلك ينطبق عليهم قول الحق تبارك وتعالى:

«قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً».

نعم فهم كذلك عملاً وقولاً، نراهم رأي العين وكأنهم موحدون وهم شتى، تنبري أصواتهم بنعيق لايسمن ولايغني من جوع، ألسنتهم تلوك الكذب، قلوبهم الغلف أشربت الجهل بغير حق، وعقولهم تحجرت وسادها التبلد، والأكثر من ذلك غرابة توجيههم الانتقادات وتوزيعها على من يخالفهم رأيهم، فنسوا أو تناسوا قول الله سبحانه وتعالى:«وجادلهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم...». هذا قولي والله على ما أقول شهيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى