أطفال الشوارع.. لماذا؟

> «الأيام» عفاف سالم يحيى /زنجبار - أبين

> أطفال الشوارع تسمية أطلقت على شريحة الأطفال الذين ينتمون إلى فئة الأسر الأشد فقراً أو ممن تمتهن أسرهم المهن الدنيا، ولم تتح لهم ظروف النشأة الآمنة ولا حتى الالتحاق بالدراسة.

فالحقيقة أننا عندما علمنا بأن هناك منظمة ستدعم الأطفال المتسربين وغير الملتحقين بالدراسة والمشردين، وستوفر لهم الاهتمام والرعاية الخاصة تفاءلنا وخاصة عندما تم تسجيل نسبة لابأس بها من هذه الشريحة وبدأت تداوم.

لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فجميع الدعم والرعاية والوعود والعهود تلاشت بل تغيرت وتجددت ظاهرة التسرب، وأضحى دعم المنظمة مجرد حبر على ورق، فلا فصول خاصة بهم تهذبهم وتعدل سلوكياتهم ولامتابعة لهم، بل إن كل ما وجدوه دمجاً أشعرهم بالنقص والتحقير، وتسمية أثارت دهشتي ورسمت في ذهني آلافاً من علامات الاستفهام، ولم أجد مبرراً لهذه التسمية المقززة.

إذ ليس ذنب هؤلاء الأطفال أنهم ولدوا فقراء أو أيتاماً، ولا حيلة لهم في عجز أسرهم عن توفير أسباب معيشتهم، فما بالكم بمستلزمات الدراسة ورسومها التي أرهقت ذوي الدخل المحدود ممن تكتظ منازلهم بالأطفال، فكيف بمن لا دخل لهم أو يعيشون على فتات صندوق الرعاية الذي لا يسمن ولا يغني من جوع في زمن تتضاعف فيه جرعات الأسعار وشراهة التجار الذين فقدوا الوازع الديني، وجعلوا يتسابقون في ميادين المكاسب الدنيوية مما أرهق كاهل هذه الأسر.

غير أنه من المخجل حقاً أن تطلق هذه التسمية (أطفال الشوارع) على صرح تربوي وتعليمي يفترض أن يوفر لهم العامل النفسي المساعد في أجواء أبسط ما يمكن أن نقول عنها أنها مستقرة، لا أن نعيرهم بواقع يعيشونه ويعرفونه تماماً.

ومن هنا أجدد دعوتي للقائمين على هذا الأمر أن يعملوا على إعادة تعليم وتأهيل هذه الشريحة مهنياً وأخلاقياً وتوفير فصول خاصة لهم وإذكاء روح التنافس بينهم حتى يكونوا جيلاً صالحاً وفاعلاً لا وصمة عار في جبين المجتمع.

فهذا الأمر إن لم يتم تداركه مبكراً أخشى أنه سينذر بعواقب وخيمة تهدد أمن المجتمع وسلامته، فهذه القلة ستكون حتماً عدوانية لأنها حرمت من أبسط مقومات حقها في الحياة، وبما أنها غير مؤهلة مهنياً ولا تربوياً فلن تجد ما تكسبه بالحلال وستطرق أبواب الحرام كنتيجة طبيعية وحتمية للكسب من سلب ونهب وأعمال إجرامية فضلاً عن الانحرافات السلوكية وغير الأخلاقية الأخرى، ولك أن تتخيل مجتمعاً قوامه اللصوص وقطاع الطرق!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى