رحلة العكوك من صنعاء إلى بانكوك ..تأخر الحجوز.. الأمل في الفوز .. إرهاق وعطش وعوز

> «الأيام الرياضي» صالح الحميدي:

>
لم تكن رحلة منتخبنا الوطني الأول إلى أرض الأفيال (تايلند) كرحلة الشتاء والصيف ،بل كانت رحلة القلق والخوف ،ولهذا وقعت جملة من المنغصات وعدد من المعوقات، التي دحضت بالدليل القاطع عدم صحة المقولة التي يتناقلها الناس بأن للسفر سبع فوائد، بل وبرهنت هذه الرحلة أن قائلها واهم ولم يسبق له السفر وإلا لما قالها..عموما تابعوا معنا تفاصيل «رحلة العكوك من صنعاء إلى بانكوك»:

هوشلية متوارثة

كل المؤشرات والبراهين والسفريات تؤكد أن الهوشلية والتخبط ماركة مسجلة يمنية تتوارثها البعثات الرياضية اليمنية في كل مشاركاتها الخارجية بصورة تخدش حياء النظام وتؤدي الى خجل الترتيب والانتظام.. ولهذا نجد أغلب تجهيزات المشاركات الخارجية من تذاكر وبدل سفر وحجوزات ...إلخ تبقى معلقة في حبال المجهول حتى اللحظات الاخيرة والحرجة.

وهذا ما حدث لنا في هذه الرحلة التي ما إن تغلبنا فيها على مشكلة الحجوزات في مطار صنعاء من خلال تدخل واتصالات الشيخ حسين الشريف، نائب رئيس الاتحاد ود. حميد شيباني، الامين العام للاتحاد حتى وجدنا مشكلة أخرى في مطار المنامة رافضا السماح لنا بالصعود الى الطائرة التي كانت محركاتها قد بدأت تمارس الإحماء استعدادا للطيران،وصوت المذيعة الداخلية لم يمل من تكرار جملة النداء الاخير للطيران في رحلتها رقم «..» المتجهة إلى العاصمة بانكوك ولولا تدخل صوت العقل واحتكام الجانبين لصوت المنطق لبقي ستة من أعضاء البعثة رهن الترانزيت الإجباري في مطار المنامة.

بانكوك تكشف تداخل الاختصاصات

هبطت الطائرة بسلام في مطار بانكوك وكان الوقت يتسرب بسرعة محاولا كسر الفارق بين توقيت العاصمتين صنعاء وبانكوك .. الساعة تنطلق باتجاه خط الثامنة صباحا بتوقيت تايلند بينما يفرض الارهاق سيطرته على اللاعبين ويظهر التعب جليا على الجميع ومع ذلك لا وقت للتقاعس فعلى كل شخص أن يقف في الطابور ويستكمل إجراءاته بنفسه فالأصدقاء التايلنديون اكتفوا بإرسال شخص واحد لاستقبالنا تشعر من النظرة الأولى أنه بحاجة إلى من يساعده أكثر من قدرته على مساعدتنا ويحاول أعضاء البعثة الإدارية عمل أي شيء لكن العين بصيرة واليد قصيرة وخبراتهم لاتسعفهم لتحديد الأولويات التي ينطلقون من خلالها ناهيك عن تداخل اختصاصاتهم ومهامهم فأحدهم يملك المال والآخر يملك القرار ولهذا افتقد الجميع لوجود الإداري المحنك والمؤثر الذي يمكنه أن يلعب دور القائد القادر على القيادة وتحمل المسؤولية وتوفير الأجواء المناسبة للاعبين حتى يتفرغوا للمهمة الأساسية التي جاءوا من أجلها.

حضر أريكسون فأصيب محسن

على مدار أربعة أيام في بانكوك حدثت أربعة أحداث احتلت الصدارة في اهتمام البعثة وأحاديث الشارع الرياضي التايلندي والصحافة أيضا..الحدث هو قيام المدرب العالمي السويدي أريكسون مدرب مانشسترسيتي الإنجليزي بزيارة بانكوك لمتابعة مباراة المنتخب التايلندي ومنتخبنا الوطني وذلك لتوقيع عقد احتراف إثنين من لاعبي المنتخب التايلندي وهما رقم 2 ورقم 7 وضمهم للنادي الإنجليزي الذي يملكه رئيس وزراء تايلند السابق ..وكان أهمية الحدث في توقيت زيارة أريكسون وتوقيع العقد وقيام الصحافة في المبالغة فيه بهدف تثبيط معنويات لاعبينا ومحاولة زعزعتهم وإخافتهم بغية إجبارهم على الاستسلام بسهولة ودون أي مقاومة وهو ما لم يحصل.

أما الحدث الثاني فهو إصابة المدرب القدير محسن صالح بذبحة صدرية نقل على اثرها إلى أحد مستشفيات بانكوك وهناك أجريت له عملية فتح الشرايين «قسطرة» وبعدها تطلب الوضع بقاءه طريح فراش المرض وكون العلاقة التي تربط الكابتن محسن باللاعبين علاقة حميمة حيث أنهم يشكلون أسرة واحدة أساسها الحب والاحترام المتبادل فقد كانت الخشية أن يؤثر ذلك على نفسيات ومعنويات اللاعبين إلا أن محسن وكعادته استشعر مسؤوليته نحو أبنائه ونحو اليمن التي يحبها كما تحبه تغلب على الألم وتحدث إليهم حديث القائد لجنوده المخلصين وهم على أعتاب أبواب المعركة دقائق معدودة كانت كفيلة بأن تزرع بداخلهم الثقة والإطمئنان والحماس والحب والتضحية من أجل وطن إسمه اليمن، كما أن اتصال طيب الذكر الشيخ أحمد صالح العيسي، رئيس اتحاد الكرة كان له الأثر الكبير والمفعول السحري في رفع معنويات اللاعبين وتعهدهم بتقديم أداء رجولي ومستوى مقنع وهو ما حدث.

الحدث الثالث: كنا نظن وبعض الظن محصن من صعود الطائرات أن ما حدث في مطار صنعاء من تأخير حجوزات 13 شخصا وبعدها ما حدث في مطار المنامة قد انتهى ولن يتكرر في بانكوك خاصة وأننا في بلد العجم ولسنا في بلد العرب لكن للأسف تم إبلاغنا من أفراد البعثة بأن مشكلةالحجوزات لا تزال قائمة ولم تحل ،وهكذا كتب على الكابتن سالم عبدالرحمن أن يداوم في مكتب الطيران ثلاثة أيام اتصل خلالها بصديق فوجد الأخ أحمد سالم باعليان قنصل بلادنا الفخري في تايلند يبدي استعداده لمساعدته ،ثم استعان بالاتحاد التايلندي الذي تدخل وساهم في حل هذه المشكلة العويصة.

فيما كان الحدث الرابع هو أن منتخبنا الوطني دخل المباراة وما زال صدى الحملة الاعلامية التي شنتها بعض الوسائل الاعلامية ضده تشكل الهم الأكبر لدى أغلبية النجوم ولهذا كانوا على يقين بأنه ليس أمامهم إلا تقديم أداء رجولي يمنحهم الأفضلية نتيجة ولعباً،فحققوا الثانية وأخفقوا في الاولى حيث قدموا مباراة قتالية استبسلوا فيها بحماس وفدائية حتى وإن ودعوا التصفيات الأهم على مستوى العالم.

عطش وجوع

إذا كانت رحلة الذهاب إلى بانكوك كانت رحلة القلق والخوف فإن رحلة العودة تستحق لقب العطش والجوع فما إن حطت البعثة رحالها في مطار المنامة حتى بدأت المعاناة حيث لم تجد البعثة وسيلة المواصلات التي تنقلها إلى فندق الإقامة فتم تقسيمها على ثلاث باصات صغيرة،وفي الفندق حدثت المشكلة فالغرف غير كافية وبالتالي يجب أن ينام كل ثلاثة في غرفة واحدة فيها سرير واحد فقط..والطعام لم يقدم للاعبين إلا بعد أن فاض بهم الكيل ناهيك عن عدم توفير الماء ولهذا نام الكثير وهم يشعرون بالعطش واستمر الحال في اليوم التالي حيث اشتكى اللاعبون أثناء تواجدهم في رحلة العودة بمطار المنامة من العطش والجوع لكن كان الرد دائما لا يحمل أي أمل حتى صعد الجميع إلى الطائرة.

نقاط مضيئة

مثلما كان هناك عكوك وأخطاء وسلبيات إدراية أسهمت في رسم الصورة المشوشة كانت هناك إيجابيات ونقاط مضيئة يجب أن نذكرها وأن نبرزها ونعمل على تعزيزها ومنها:

1- الألفة والوئام الذي يسود اللاعبين والجهاز الفني والطبي والذي يجعلك تنظر إليهم كأسرة واحدة يجمعها الود والتآخي.

2- د. مصلح سلمان طبيب المنتخب تجسيد حي لمعنى الرحمة وعنوان بارز للإخلاص والحب وإيثار الآخرين على نفسه ولقد وجدناه الطبيب القريب من اللاعبين والإدراي الذي يغطي النقص الذي يخلفه غيره..وهذا الأمر ينطبق أيضا على أخصائي العلاج الطبيعي وائل قيراط الذي يمتلك قلبا كبيرا يشبه جسده الكبير.

3- سالم عبدالرحمن رئيس البعثة شخص لديه القدرة على إنجاز الأعمال الصعبة لكن يحدث ذلك أحيانا على حساب الأعمال المناطة به، أما الأخ محمد ثابت إداري المنتخب فهو شخص مجتهد جدا تنقصه الخبرة الإدارية ولهذا تعرض لبعض المعوقات التي كان تجاوزها يتطلب شيئا بسيطا من حسن التصرف كان تجاوزها يتطلب شيء بسيط من حسن التصرف.

4- طلال بن حيدره وسالم الهيج ومن خلفهما الزميل الخضر الحسني رافقوا المنتخب وكانوا عند مستوى المسؤولية وهم يبذلون جهودا كبيرة في رفع معنويات اللاعبين والسعي إلى توفير ما يمكن توفيره من احتياجات وراحة نفسية للاعبين.

5- الأخ أحمد سالم باعليان قنصلنا الفخري في تايلند حرص بشكل دائم على التواصل مع البعثة وأبدى استعداده لتذليل أية صعاب قد تواجهها.

5- الأخوان أحمد سيف أبو دية وزين اليافعي وغازي سالم بن هلابي وعبد ربه حسين بن عطية بشير وفوازعبدالسلام وعلي باعلي ومسك ختام هذه الحلقة نقول إذا كان طيب الذكر الشيخ أحمد صالح العيسي قد ظل على تواصل يومي مع البعثة فإن الشيخ حسين الشريف أثبت بأنه مع أبو صالح ثنائي الأمل فقيامه باستقبال لاعبي المنتخب وصرف المكافأة لهم خطوة تصب في خانة رفع المعنويات للاعبي المنتخب الاول وتؤكد مسؤولية وحرص الشيخ حسين على البقاء قريبا من لاعبي المنتخبات الثلاثة ناشئين وشباب وكبار.

في العدد القادم

< هل يكون سالم عوض أول يمني يحترف في الدوري الإنجليزي؟

< هل يلعب أوسام السيد لأحد الأندية القطرية؟

< لماذا بقي المدرب محسن صالح والدكتور مصلح سلمان في بانكوك؟

كما نكشف تفاصيل خفية متعلقة بنجوم المنتخب فكونوا معنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى