لاجئون صوماليون:فقدنا أعز الناس والمهربون أذاقونا سوء العذاب وسعاد حالة استثنائية

> ميفعة «الأيام» جمال شنيتر:

> «الأيام» توجهت مغرب الجمعة 2007/11/23 الى مخيم اللاجئين الصوماليين بجول الريدة بمديرية ميفعة والتقت عدداً من اللاجئين الناجين من حادث غرق القارب وذلك على النحو التالي:

> جمال قدير موسى (30سنة): «تحركنا من بصاصو يوم الاثنين ليلا ووصلنا الى الشاطئ اليمني بعد 48 ساعة وحينها تعرضنا لضرب شديد من قبل المهربين وأنزلونا بالقوة على بعد مائتي متر تقريبا من البر اليمني وكان عدد المهربين ستة وكانوا يهددونا بتوجيه مسدساتهم الى صدورنا ولقد ماتت أختي زبيدة وجئنا اليمن بسبب اشتداد الحرب في الصومال بين الجيش الاثيوبي وقوات الحكومة من جهة والمحاكم الاسلامية من جهة أخرى».وعبدالله مختار علي (16سنة):«لقد فقدت في هذه الرحلة الاليمة أعز انسانة في حياتي انها زوجتي طيبة، فقد قام المهربون برميي أنا في البحر أولاً ثم رموا زوجتي وكان الوقت ليلا وقد حاولنا ان نلتف حول القارب لإنقاذ بعضنا البعض لكن المحاولة لم تفلح في انقاذ زوجتي».

عمر محمد علي (28 سنة):«لم يستطع أخي الاكبر محمد (45سنة) الوصول الى البر اليمني بعد ان ألقى به المهربون في البحر فقد رموه قبلي بينما استطعت أنا ان أصل سباحة الى البر اليمني لكن وصلت دون أخي الذي مات غرقاً».

جرحى ومرضى

> في العيادة الطبية التابعة للاجئين بمخيم ميفعة التقينا بعض الجرحى والمرضى الذي نجوا من الحادث وأولهم عثمان عبدالقادر (33 سنة) الذي تحدث لـ «الأيام» قائلا: «تحركنا من الصومال وكان عددنا حوالي 145 لاجئاً وعندما اقتربنا من البر اليمني قام المهربون بضربنا ضربا مبرحا بالعصا والبلاستيك فحدثت فوضى وارتباك وكنا في نفس الوقت منهكين بسبب الرحلة وكان الوقت ليلا وقد أرغمنا المهربون على ان ننزل البحر بالقوة وتمكنت أنا من الوصول الى البر اليمني إلا أنني سمعت صيحات كثير من اللاجئين وهم بين الحياة والموت والامواج تتقاذفهم يمينا ويسارا فرجعت مرة أخرى الى البحر أريد مساعدة بعض اللاجئين على الخروج الى البر وتمكنت ومعي بعض الاخوة من انقاذ أربع نساء وثلاثة شباب ثم سمعت في عمق البحر صوت بنت تصرخ وتطلب النجدة فدخلت أنا وأحد الاخوة الى داخل البحر ووصلنا الى البنت واسمها فرتون وعمرها في حدود (20 سنة) وسحبناها الى البر لكن للاسف توفيت عند وصولها الى البر والحمد لله».

كما التقينا أحد اللاجئين وهي شابة في مقتبل العمر اسمها سارة يوسف وكانت في وضع صحي صعب وحالة نفسية سيئة فقالت بصوت خافت:«لقد ماتت فرحة.. نعم ماتت فرحة أختي لقد فجعت كثيرا بموتها، أما أنا فأعاني من آلام في الصدر ودخل ماء كثير في جوفي اثناء السباحة في البحر».

سعاد.. حالة استثنائية

أما سعاد حسن (30سنة) فلها حكايتها الخاصة التي روتها لـ «الأيام»:«في بداية الرحلة تعامل معنا المهربون بشكل بطبيعي ولم نتعرض للاذى، ولكن الحال انقلب تماما عندما اقتربنا من السواحل اليمنية حيث قام المهربون باستخدام القوة لإنزالنا الى البحر وحدثت فوضى وارتباك في القارب إدى الى انقلابه. وصاح اللاجئون وكانت حالتي أنا تختلف عن الآخرين لقد انقبلت الزعيمة (تقصد القارب) الساعة الثانية فجرا وبقيت أنا وحدي فيها لمدة ثمان ساعات حتى العاشرة صباحا وكنت أصيح طوال الوقت وأطالب بإنقاذي وإخراجي، وفي الصباح انتبه بعض الجنود اليمنيين وقاموا بإحضار منشار يعمل على ماطور كهرباء وقاموا بقطع جزء من جسم الزعيمة حتى تم اخراجي وأنا أشكر الجنود اليمنيين على ذلك».

وقالت حليمة محمد عثمان: «لقد قام أخي بحملي على ظهره حتى تم اخراجي الى البر، ونحن أتينا الى اليمن هرباً من الحرب في الصومال».

ويستمر التدفق

من خلال اللقاءات التي أجريناها مع عدد من اللاجئين وجدنا ان هناك نحو أربعة لنشات بحرية وصلت من محافظة شبوة خلال الأيام الثلاثة الماضية وحكى لنا أفراد أحد هذه اللنشات عن تعرضهم للتفتيش من قبل الجنود اليمنيين الذين قاموا بمصادرة أموالهم ولكن لم يحدد هؤلاء اللاجئون المنطقة التي حدث فيها ذلك.

عند مغرب الجمعة توجه اللاجئون لأداء صلاة المغرب في مصلى المخيم فالصلاة هي الوعاء الروحي الذي يجد فيه الإنسان نفسه خاصة في مثل هذه الظروف التي يعيشها اللاجئون الذين فقدوا أعز الناس لهم وتركوهم خلفهم.

وبعد المغرب وحلول الليل انتشر اللاجئون في ساحة المخيم .

ومازالت آثار المعاناة والتعب والإرهاق بادية على وجهوهم السمراء إلا أن المعاملة الإنسانية الرفعية من قبل المسؤولين في المخيم خففت عليهم ولو جزءاً من مشقة وفواجع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى