الازمة في لبنان في ظل الفراغ الرئاسي قد تستمر لوقت طويل

> بيروت «الأيام» نايلة رزوق :

>
بعد يومين من بدء الفراغ في راس السلطة في لبنان، تخوف محللون أمس الأحد من استمرار الازمة لمدة اسابيع، وتأقلم اللبنانيين مع الوضع الجديد.

وقال المحلل السياسي مايكل يونغ لوكالة فرانس برس "يمكن لهذا الوضع ان يستمر اسابيع".

واضاف "انما لا يمكن القول ان هناك عنصرا جديدا. فلبنان يعاني من شلل سياسي منذ اكثر من سنة، فيما المؤسسات لا تعمل بشكل صحيح، بما فيها الرئاسة والحكومة والبرلمان".

وانتهت ولاية الرئيس السابق اميل لحود منتصف ليل الجمعة السبت من دون ان يتمكن مجلس النواب من انتخاب رئيس جديد.

وامضى اميل لحود تسع سنوات في الرئاسة. وكان يفترض ان تنتهي ولايته في تشرين الثاني/نوفمبر 2004، الا ان البرلمان مدد له في حينه، بضغط من سوريا، سلطة الوصاية آنذاك في لبنان، لمدة ثلاث سنوات اضافية.

وسبق التمديد قرار صدر عن مجلس الامن الدولي حذر دمشق من التدخل في الشؤون اللبنانية وطالب باجراء انتخابات في لبنان بحسب الدستور اللبناني.

ومنذ مقتل رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 وحتى خروجه من القصر الرئاسي قبل يومين، قاطع المجتمع الدولي عمليا لحود الذي بقي على ولائه لسوريا.

ويشهد لبنان ازمة سياسية حادة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2006، تاريخ استقالة ستة وزراء من الحكومة، بينهم كل الوزراء الشيعة.

ومنذ ذلك الحين، تعتبر المعارضة الحكومة "فاقدة للشرعية"، بينما جمد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، احد اقطاب المعارضة، اعمال البرلمان، بهذه الحجة.

وفشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد خلف للحود قبل انقضاء المهلة الدستورية,وحدد بري موعدا جديدا لجلسة الانتخاب الجمعة المقبل، بينما انتقلت صلاحيات رئيس الجمهورية موقتا الى الحكومة مجتمعة,ولا تبدو في الافق بوادر حصول توافق على الانتخابات تم السعي اليه طويلا في الاسابيع الاخيرة من الاستحقاق الرئاسي.

ورغم كل التخوف من سيناريوهات تصعيدية في حال حصول الفراغ الرئاسي، لم تتاثر في الواقع الحياة اليومية في لبنان.

وسبقت انقضاء المهلة الدستورية ضغوط دولية كثيفة على الافرقاء اللبنانيين للتوصل الى توافق، باءت كلها بالفشل.

وينظر العديد من المحللين الى الازمة في لبنان على انها امتداد للمواجهة الاقليمية بين الولايات المتحدة من جهة وسوريا وحليفتها ايران من جهة ثانية.

ورأى النائب سيرج طور سركيسيان (من الاكثرية) في حديث مع فرانس برس ان هناك "حركة دولية بدأت في اتجاه لبنان وبات من الصعب اجراء الانتخابات في معزل عن هذه الحركة".

وقال الاستاذ الجامعي في القانون سامي سلهب "يمكن حل المشكلة في يوم او في شهر، ما دام لبنان تحول مرة اخرى ضحية للتوتر الاقليمي".

واضاف "تحول لبنان مرة اخرى الى علبة بريد يرسل عبرها كل لاعب اجنبي رسالة الى اللاعبين الآخرين. بات لبنان مرة اخرى رهينة التطورات في الشرق الاوسط، بما فيها التطورات في سوريا وفلسطين والملف النووي الايراني".

وقال يونغ "علينا ان ننتظر ما سيحصل على المسار السوري في انابوليس"، في اشارة الى الاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط الذي يبدأ الثلاثاء.

واضاف "اما ان يتحقق تقدم على المسار السوري فتطلب الولايات المتحدة تنازلات من سوريا، واما الا يحصل تقدم على المسار السوري وتصبح سوريا اكثر عزلة".

وقال "في الحالتين، سيطلب من سوريا تنازلات في لبنان".

الا ان محللين آخرين يتخوفون من "صفقة" سورية اميركية على حساب لبنان، كما حصل على مدى اكثر من 15 سنة قبل 2005.

وكتب رئيس تحرير صحيفة "الانوار" اللبنانية رفيق خوري في افتتاحيته أمس الأحد "هل عاد لبنان من جديد ورقة على طاولة صفقة اقليمية دولية بعد عامين من تكرار القول ان زمن الصفقات على حساب لبنان قد ولى؟".

واضاف "الحديث عن انتخاب رئيس خلال اسابيع قليلة هو رهان على ما ليس ولم يكن اصلا في يدنا"، مضيفا "اليس العرب ذاهبين بالاجماع الى انابوليس في حين ان اصواتا ترتفع في لبنان بالرفض"، في اشارة الى رفض حزب الله مشاركة لبنان في المؤتمر ورفض مقرراته سلفا.

ووافقت دمشق على تلبية دعوة الولايات المتحدة لحضور مؤتمر انابوليس حول الشرق الاوسط بعد ادراج المسار السوري على جدول اعماله، بحسب ما افاد مصدر اعلامي سوري أمس الأحد.

وتتهم الاكثرية في لبنان حزب الله بانه عرقل انتخابات الرئاسة في لبنان تنفيذا لرغبات سورية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى