ابراهيم محمود..الادبيات العربية-الاسلامية والاكراد..والشعر والتاريخ

> بيروت «الأيام» رويترز:

> (القبيلة الضائعة.. الاكراد في الادبيات العربية-الاسلامية) كتاب ابراهيم محمود الاخير يورد المؤلف معلومات كثيرة ويكتب بطريقة مشوقة لكن المتعة التي يقدمها للقارئ قد تحمل في طياتها وما تقوم عليه سببا لبعض ما قد يؤخذ على الباحث الكردي السوري.

والمأخذ هنا قد يدخل احيانا في باب ما اسمته العرب الذم في معرض المدح فالكتاب على ما به من غزارة في المعلومات وايرادها مثل فيض احيانا يتسم اسلوبه بزئبقية غريبة.. انه يحفل بالمتعة الفنية ويصل احيانا بكل ما فيه من فكر وفلسفة وغوص في التاريخ والاجتماع الى مستوى الكتابة الشعرية التي يصعب في كثير من الحالات حصر ما تقوله بل اننا قد نجد انفسنا نحوم حول المعنى الذي سعى اليه الكاتب فلا يتضح لنا بل نكاد نشعر بانه غير واضح تماما للكاتب نفسه.

الابحاث كما هو مسلم به تخضع للعقل البارد وتبتغى منها نتائج محسوسة او نتائج فكرية واضحة المعالم. الا ان كلام ابراهيم محمود يبدو احيانا مثل موسيقى اذ ترف النفس حوله دون ان تستطيع في حالات عديدة ان تحط على ارض ثابتة. الكتاب الذي جاء في 311 صفحة كبيرة القطع صدر عن دار (رياض الريس للكتب والنشر).

وصف الناشر المؤلف وكتابه ومحتويات الكتاب عل الشكل التالي «في هذا الكتاب يبرز ابراهيم محمود الباحث الكردي منقبا في التاريخ والجغرافيا وفي كل ما كتب وقيل عن الكرد انتماء ولغة وهوية ودينا بدءا بالاصول ونسب الكردي العربي والشيطاني والميثولوجي والفارسي والتوراتي ...الخ .. متنقلا الى الكردي في الادبيات العربية تحت عناوين مختلفة منها.. الشعوبية وموقع الكرد فيها - الايوبيون..الكردي تحت الضوء ثم يتناول الاسلام الكردي وفيه.. سنيون اكثر من السنة - الكرد الايزيديون والاسلام والعرب - التنافس على قيم الدين الواحد».

ويفرد المؤلف فصلا عن الكردي في الخطاب العربي الحديث مستعرضا وناقدا ومفندا كل ما كتب اخيرا عن الكرد وفيهم العشرات من المؤلفين المعاصرين حيث تبدو الثنائيات الكردية الصارخة المتقاربة حينا والمتضاربة اكثر الاحيان. وقد توزع الكتاب على ستة فصول مع استهلال وفهرس اعلام وفهرس اماكن. وفي كل فصل من الفصول عناوين فرعية متعددة. اما عناوين الفصول فجاءت كما يلي.. الفصل الاول (حديث النسب نسب الحديث). واثر ذلك (ميثولوجيا النسب. في ميثولوجيا النسب الكردي. علامات). وتحت عنوان (تفكيكات) نقرأ «الكردي في نسبه العربي. الكردي في نسبه الشيطاني. الكردي في نسبه الميثولوجي المجهول. الكردي في نسبه الفارسي». ومما ورد في هذا الفصل «الكردي في نسبه التوراتي. الكردي ازاء العربي العربي ازاء الكردي». اما الفصل الثاني فعنوانه (الكردي في الادبيات العربية-الاسلامية) وبعده الفصل الثالث بعنوانه (الاسلام الكردي) ثم الرابع وعنوانه (الدخول في العصر الحديث عبر فخاخ الآخرين).

اما الفصل الخامس فتناول (الكردي في الخطاب العربي الحديث). عنوان الفصل السادس هو (نصف قرن طويل بتاريخ قصير.. أهي الصورة الاخيرة للكردي عربيا ؟). ومن المجالات التي تظهر «نفس» المؤلف واسلوبه نأخذ بعض ما جاء في الحديث عن «الغوص في العمق الاسلامي الكردي والتنافس على قيم الدين الواحد» حيث يتساءل محمود قائلا «هل من امكانية للقول بوجود..اسلام كردي؟ بصيغة اخرى.. كيف يمكن الحديث عن الكردي الذي تمايز اسلاميا؟». الجواب عن هذا التساؤل المثير للاهتمام هو على رغم ما فيه من حقائق او اشارات الى ما يفترض انه وقائع اقرب الى نص ادبي لزئبقيته وتداخلاته الطويلة شبه الخطابية و«جمال» اخراجه الفني ففيه امور محددة والى جانبها اخرى كانها غمامات عابرة لا يمكن الامساك بها والاستناد الى محتواها وجل ما نستطيعه هو التخمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى