في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة 25 نوفمبر 2007م ..معا لتقرير مصائرنا.. لا للعنف ضد المرأة

> عفراء حريري:

> لا أدري حقاً ما الذي جعلني أقرر اليوم أن أكتب عن النساء بحزن وبؤس لأنه يصادف اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة حيث يحتفل العالم من هذا اليوم وامتداد لستة عشر يوماً أخرى هي (25 نوفمبر اليوم العالمي للحد من العنف ضد المرأة، 1 ديسمبر اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، و10 ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان) والنساء غائبات عن كل حقوقهن ماعدا من حالفهن الحظ في العيش بسرايا السلطة سبايا فرحات بسبيهن و للأسف أن هناك تاريخاً يحفل بالنساء المناضلات وعالماً بغض النظر عن الجنس يحتفل بما حققته النساء إلا نحن في هذه المدينة المنسية والملغية من حقبة التاريخ الجديد و التي أريد لها أن تطمر بكل ما فيها من (بشر وشجر وبحر وحجر) وبذلك يصبح العنف مضاعفاً لأنه لايطول النساء المنسيات ، المسبيات ولكنه يطول ويتطاول إلى الأجيال القادمة.

ومن حرقة الألم عصف بي خبر في صحيفة «الأيام» في هذا اليوم 25 نوفمبر «شاب يقتل والدته من أجل 500 ريال لشراء القات» ليضاعف ألمي بماهية وبكيفية احتفالاتنا خاصة عندما يكون الأمر بشأن النساء؟؟

النساء اللواتي تمكن من تنظيم أنفسهن وأثبتن بما لا يدع مجالاً للشك بأنهن تركن ويتركن بصمات خالدة لدى البسطاء من الناس وتناستهن الحكومات إلا من حالفهن بعض الحظ. والأهم من ذلك أن هؤلاء النساء نجحن في التغيير وفي معالجة القضايا وفي الدفاع عن حقوق المرأة في ردود أفعال معاكسة ترى أن ليس المساواة بين الجنسين فقط هي الضرر بل حتى الإنصاف هو خطر على الاستقرار الاجتماعي والمصالح الاقتصادية الراسخة وفي تلك الأوضاع لا تعاني سوى النساء .

وبرغم العقبات التي تعترض طريقهن استطعن التصدي للمعاناة ومواجهتها لكل ما يجري من سلب للحقوق والمكاسب القانونية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي حققتها المرأة وإلغائها أو تجاهلها .

فمن المهد إلى اللحد ، من الفضاء إلى الأرض ، في أنظمة ديمقراطية وفي أنظمة استبدادية، في السلم والحرب في كل الأضداد تتعرض النساء للتمييز وللعنف على أيدي الدولة وذاك هو الأخطروالأفدح خطورة ففي حين يجب أن تناهض الدولة العنف ضد النساء الموجه لهن وضدهن من المجتمع والأسرة نجدها تخط في بعض مصفوفات من تشريعاتها تمييزاً وعنفاً ضد النساء وتكرسه بإمعان ودقة مع سبق الإصرار والترصد مكرسة ومدعمة لموروث ثقافي قبلي سلبي فيما يتعلق بالنساء مهملة ومتناسية أنه يجب أن يسود القانون أولا.. والعنف أشكال والعنف أنواع وإن كان الجنسان يعانيان منهما في مثل هذه الأوضاع السائدة إلا أن النساء هن الحلقة الأضعف في ممارسة العنف ضدهن .

إن العنف ضد المرأة هو أكبر فضيحة في مجال حقوق الإنسان في العقد الراهن ويتفشى في كل مجتمع ولكن النظام السياسي الاقتصادي هو الأكثر تفشياً وتكريساً ضد النساء فهو يتخطى كل الحدود حين يدعم سياسياً واقتصادياً لأن هيكل السلطة داخل المجتمع في الوضع السياسي والاقتصادي يطيل أمد العنف ضد النساء ترسيخاً وتعميقاً وذلك ما يجعل منظمات المجتمع رسمية وغير رسمية تعنى بقضايا المرأة تدور حول نفسها كثور في ساقية لعدم مقدرتها على الحد أوالتخفيف من العنف ضد النساء.

فالنظام السياسي/ الاقتصادي أكثر ذكاء من تلك المنظمات حين جعلها تدخل في صراعات فيما بينها البين أو بمعنى أدق بينهن البين وبذلك رسخ وعمق قاعدة العنف مستخدماً النساء فلم يتمكن من تنظيم أنفسهن لفضح العنف والتصدي له ولم يتمكن من تحقيق تغييرات هائلة على صعيد القوانين والسياسات والممارسات إلا فيما يحدده النظام السياسي والاقتصادي .

وفي مثل هذه المناسبة لا يمكن أن نقول بأن تاريخ المجتمع يصنعه الرجل وحده وإن المجتمع قائم على الرجل وحده فذاك ليس أمراً طبيعياً ولا محتوماً كي ينشر أجواء الخوف التي تقيد وتحد من حقوق النساء وعلينا قبوله ، لا ، فنحن قادرات على المشاركة في صنع القرارات الخاصة والعامة التي تؤثر على كل أفراد المجتمع ، لأن غيابنا يؤدي إلى إفقار المجتمع اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً والكلفة الاقتصادية وحدها فقط التي يتحملها المجتمع نتيجة لغياب النساء هائلة .. مادام بمقدوري أن أعيش لتأدية رسالتي فإن ذلك يكسر حلقة عدم الاعتراف بإنسانيتي فينبغي للمجتمع الاعتراف بي دون الاستعانة بالنظام أو الحزب الذي أنتمي إليه فكل له حق وعليه واجب (رجالاً ونساء) وعلى المجتمع أن يحترمني والتاريخ أن يذكرني .. فقد حققت الكثير من الإنجازات في الحياة الخاصة والعامة برغم المخاطر والانتهاكات والإهمال والنسيان في نطاق الأسرة والمجتمع وينبغي على الإطلاق عدم السكوت عني ، بل يجب الإقرار بأني وجداتي وأمهاتي وأخواتي وبناتي وزميلاتي اللاتي لا حصر لهن نصنع الكثير من الإنجازات هكذا يجب أن أقول وأعبر وأصرخ من أجل إقرار حقوقي السماوية والإنسانية مهما كان النضال طويلاً وشاقا (فمصيرنا بأيدينا وليس بأيديهم).

معا لمناهضة العنف ضد المرأة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى