الصلح خير

> «الأيام الرياضي» سعيد عمر باشعيب:

> ما تعرض له المدرب المصري القدير محسن صالح من هجوم ما هو إلا صورة مستنسخة مما حصل للذين سبقوه في تدريب منتخبنا الوطني الاول، كعادة دأب عليها الاعلام، وغيره في مرحلة من مراحل السير للمنتخب الاول في طريق ترسيخ وتثبيت قواعده، إذ أنهم لايرون المنتخب الا كما يحبون ان يروه متجاوزين كل اسباب التهيئة والاعداد في سبيل الوصول الى منتخب ناضج كرويا لذا وقعوا في المحذور .. للاسف الشديد ان عواطفنا غالبا ما تكون هي دليلنا نحن الرياضيين في تصرفاتنا وتحركنا في اتجاهات متعددة حتى نصطدم في النهاية بالحقيقة المرة التي يعقبها الندم والحسرة، وليت ذلك نابعا من شباب لم يختبر الحياة وتختبره أو محب متطرف أعماه حبه فقام مصروعا يخبط هذا ويضرب ذاك في لحظة ذهول وعدم تصديق بل شملت هذه الحالة اغلب اطياف الكيان الرياضي بدءا من الوزير ومرورا بالاتحاد العام فالاعلام المرئي والمقروء .

إن الصعود والهبوط من سمات هذه المرحلة ولدينا امثلة لمنتخبات عملاقة كالمنتخب الاسباني مثلا البعيد عن البطولات ويحضرني هنا تصريح لنجم المنتخب الانجليزي جيرارد الذي طالب فيه ببقاء المدرب (ستيفن مكلارين) حتى اذا لم يصعد المنتخب لنهائيات أمم أوروبا معتبرا ان المنتخب يحتاج الآن الى الاستقرار أكثر من اي شيء آخر .. فهل هناك من هم أعلم بالكرة من الانجليز .

النقد بمفهومه العلمي طرف رئيسي ومساعد للنجاح، والمنتخب الوطني يحتاج اليه والمدرب واللاعبين ولكن السؤال المهم : كيف يكون النقد عاملا ايجابيا ؟ يبني ولايهدم يساعد ولا يعرقل ،وإن إطلاق زفرات الانفعال، وتلبيس الالفاظ بمعاني السب والشتم والتعريض أسلوب أحمق ينم عن تهور سيضر لا محالة بحاضر ومستقبل رياضتنا المصابة أصلا بأمراض عديدة ويكفينا درسا تفريطنا بالخبير رابح سعدان، فالاخطاء واردة والانفعال مذموم، وتضخيم منتخبنا وتقزيم الآخرين مرفوض مثلما نتطور غيرنا كذلك، والفوز حق مشروع لنا ولغيرنا وترتيب الفيفا لا يلغي فوز منتخب متأخر في الترتيب على منتخب متقدم في الترتيب، ودعوني أذكركم بما قاله الكابتن محسن صالح: (إن ملاعب المالديف ودوريهم أفضل من ملاعبنا ودورينا) .

العقلانية والهدوء والتريث مطلوب فنحن نرسم صورة للقيادة الرياضية والاعلام الرياضي اليمني، وهي محط متابعة من الخارج وتعكس مستوى الادارة والفكر للعقل اليمني، فعلينا ان نكون عند مستوى المسئولية وإلا سنحرم من أشياء كثيرة أقلها التعاقد مع مدربين مرموقين وسنظل حقلا للتجارب الفاشلة مع مبتغي المادة وأنصاف المدربين وسنبقى نراوح في مكاننا نعاني رداءة المستوى ونشرب من كؤوس الهزائم والانتكاسات .. أعزائي الاعلاميين سلطوا أقلامكم وجهودكم وبالأسلوب الحسن في الضغط على إيجاد ملاعب حقيقية معشبة ومنارة على منشآت عليها القيمة وعلى دوري محترم وفئات عمرية وبعدها ستأتي النتائج طواعية .. ركزوا على اللعب داخل حدود الملعب وفي اتجاه هز الشباك ثم سيأتي الفرج والفرحة .. في الأخير نحن مع بقاء محسن صالح مدربا، ومع الاستقرار للمنتخب الاول وإعطاء الفرصة الكافية لهذا المدرب الخبير .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى