ما رأيكم.. هل نهدم المعبد؟!

> محمد راوح الشيباني:

> من حق إخواننا وأهلنا وأحبابنا في المحافظات الجنوبية والشرقية خصوصاً، وكل مواطن في أي من محافظات الجمهورية عموماً على امتداد ساحات الوطن الموحد من صعدة إلى عدن ومن المهرة إلى حرض أن يطالبوا بحقوقهم ويعبروا عنها بكل الوسائل السلمية.

وأكاد أقول و(غير السلمية) بالقدر الذي يكفي للفت الانتباه في حالة التعنت من قبل من يرفضون الاستجابة للمطالب المشروعة المعبر عنها والمطالب بها بالطرق السلمية، ويعملون على التسويف والمماطلة إلى درجة التيئيس من نيل الحقوق وسماع الصوت، مما يدفع الناس قهراً إلى اتباع الوسائل غير الحضارية رغماً عن أنوفهم على قاعدة- مكره أخوك لا بطل- لاسترجاع حقوقهم وحماية أعراضهم ودمائهم وأموالهم والمطالبة بالمواطنة المتساوية في الحقوق والتنمية دون استئثار فئة أو جماعة أو قبيلة أو محافظة بكل خيرات الوطن على حساب كل أبناء ومحافظات الوطن الأخرى ودون تسلط البعض وإقصاء الآخرين وتهميشهم. إلى هنا والأمور لا خلاف عليها وقابلة للنقاش والتباين في وجهات النظر على هذه النقطة أو تلك مهما كانت في إطار الحوار وبلورة الأفكار للخروج بما يحفظ حقوق وكرامة وآدمية الجميع في الوطن الموحد دون استثناء.

لكن ليس من حق أي مواطن كائناً من كان في داخل الوطن أو خارجه، وسواء في عهد (علي عبدالله صالح) أم في عهد من سيأتي بعده، ومهما كانت له من مطالب مشروعة أو حقوق منهوبة أو أملاك مغتصبة أن يحمّل الوحدة بكل عظمتها وقداستها وخيراتها تبعات وتصرفات ثلة فاسدة متنفذة ومستهترة وغير مسئولة أهلكت الحرث والنسل، وسامت الناس سوء العذاب في المحافظات الشمالية والجنوبية على السواء، وبالذات في صنعاء وعدن والحديدة وحضرموت ولحج وتعز وأبين وإب.

فهل يعقل مثلاً إذا انتشرت ظاهرة سرقة الأحذية من المساجد أن يطالب من سرقت أحذيتهم بإلغاء صلاة الجماعة وهدم المساجد بحجة أن هناك من يسرق الأحذية منها وأن السبب هو في المساجد ذاتها وليس في سلوك المنحرفين منا؟!

أم نطالب بالحلول والضوابط حماية لمقدساتنا وصونها من العابثين بها والمنتهكين لحرمتها؟!

إن المشكلة أيها الأعزاء في عموم الوطن الموحد ليست في الوحدة ذاتها، التي هي ليست ملكاً لـ (علي عبدالله صالح) أو (علي سالم البيض)، رغم أنه لا يستطيع أحد إنكار دورهما في شرف تحقيق هذا الحدث العظيم، حتى وهم يحذفون بكل غباء وبلادة متأصلة ومعتقة صورة شريك الوحدة الأستاذ علي سالم البيض يوم رفع علم الوحدة في عدن، وذلك معيب ومخجل في حق الأخ الرئيس نفسه، ولا أدري كيف يسمح بالإساءة إلى نفسه بنفسه؟! فمع من توحد ورفع علم الوحدة، وبين من ومن كانت، هل مع نفسه؟!

نعم هناك تجاوزات مستفزة من قبل بعض المسئولين الذين كان يفترض بهم أن يكونوا القدوة لغيرهم في المسئولية والانضباط، وهناك تعسف مقيت وممارسات ضارة تصل أحياناً إلى مستوى الجريمة الوطنية، وهناك من يعتبر نفسه المليئة بكل مركبات النقص والعقد النفسية بسبب أصله الوضيع أنه فوق الجميع وأنه خارج نطاق المساءلة والعقاب، لكن هل يجوز للأسباب المذكورة أو لغيرها أن يطالب البعض بالانفصال؟! من خولهم المطالبة بذلك؟ في نظري أن المطالبين بالانفصال لا يقلون فساداً عن تلك العصابات المجرمة التي أساءت إلى الوحدة بتصرفاتها وخيانتها لشرف المسئولية الملقاة على عاتقها.. وكلا الفريقين في نظر الشعب الواحد مجرد أسماء منبوذة ومرفوضة سواء أكانوا من شمال الوطن أم من جنوبه، ويسهل جداً فضحهم والتشهير بهم اسماً اسماً والمطالبة بمحاكمتهم.

إن مجرد التفكير بالارتداد عن الوحدة أو التفريط بها هو ارتداد عن الدين ذاته الذي يدعو إلى الوحدة، وهو الكفر بالوطن في أوضح صورة، كون حب الوطن من الإيمان، ولا أحد يملك تقرير ذلك مهما كانت مكانته أو مركزه بمن فيهم محققا الوحدة ذاتها (صالح والبيض)، وسيبقى تاريخ الأستاذ (علي سالم البيض) رائعاً ومشرقاً في وجداننا باستثناء تلك (الندبة) غير المستحبة في تاريخه النضالي يوم أعلن الانفصال، وعلى هذا الأساس وانطلاقاً من حفظنا لمكانة الأخ الرئيس في نفوسنا وأيضاً تقديرنا للأستاذ علي سالم البيض فيما أنجزا معاً يوم الثاني والعشرين من مايو 90م نطالبهما بأن يترفعا عن الصغائر، وأن يسموا إلى مستوى الحدث الذي صنعاه، وألا يسمحا بأي إساءات أو تصرفات تشوه أو تسيء إلى هذا الحدث العظيم، يستطيع الأستاذ علي سالم البيض أن يوجه حزبه في الداخل بأن لا يتبنوا أو يناصروا القضايا المطلبية والحقوقية التي يتم تشويهها وصبغها من قبل بعض الحمقى والمعتوهين والجهلاء بشعارات انفصالية، وعلى الحزب الاشتراكي ألا يسمح لبعض المندسين بتشويه إنجازه التاريخي، كما أن المسئولية الكبرى في الوقت الراهن تقع على الأخ الرئيس في غربلة القوات المسلحة والأمن والمؤتمر الشعبي الحاكم من الذين يشوهون وجه الوطن ويسيئون للوحدة والوطن بحماقاتهم واغتصابهم لحقوق الآخرين وعبثهم المكشوف بخيرات الوطن ومقدراته، واستفزازهم لمشاعر الناس بعنجهيتهم المفرطة في الجهالة والضلال التي تكشف كم هو حجم ومقدار الحقد والكراهية والطمع في نفوسهم المريضة، ويستطيع الأخ الرئيس أن يضحي بهؤلاء المفسدين قرباناً للوحدة في مذبح الوطن إذا أراد فعلاً أن يحافظ على وحدة الوطن ويسجل اسمه في أشرف صفحات التاريخ، لينعم الوطن والمواطنون بعدهم بالسكينة والهدوء والأمان على أموالهم ودمائهم وأعراضهم، فهؤلاء قلة يعلمهم الأخ الرئيس فرداً فرداً، اسماً ووظيفة، ونأمل من الأخ الرئيس أن يعيد للوحدة طهارتها وعفتها وقدسيتها ورونقها في عيون إخواننا وأبنائنا في المحافظات الجنوبية والشرقية، وأنها أتت مغنماً لهم ولكل الوطن لا مغرماً عليهم وحدهم.

إننا نثق بحكمة وحنكة وقيادة الأخ الرئيس في الظروف الصعبة والاستثنائية في كل الأحداث الجسام التي مرت بالوطن، ولم يبق أمامه سوى استئصال شأفة هؤلاء الرهط الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، ويسيئون له شخصياً ولأسرته الكريمة ولعهده قبل غيره، بينما هو قادر- إن أراد- ومعه كل أبناء الشعب الذين انتخبوه قائداً ورباناً لسفينة الوحدة والوطن أن يقتص للوطن من هؤلاء العابثين حتى لا تتحمل الوحدة أوزارهم، إن هذه الشلة العابثة المستبدة والمستفزة لا حاجة للنظام إلى (خدماتها)، فالرئيس قد استمد شرعيته اليوم من الشعب مباشرة، وربما كانت الحاجة تدعو لهم قبل تجسيد شرعية الصندوق الانتخابي وأيام الأحداث العاصفة والانقلابات المتتالية والصراع بين الشطرين، ثم التقاسم بين الحزبين الكبيرين ثم الائتلاف و(الاعتلاف) مع الإصلاح، وكل ذلك كان مفهوماً وحتى مبرراً بحساب موازين القوى في تلك الفترة، أما بعد انتخابات الرئاسة العام 99م حتى وإن كانت شكلية يومها وديكورية إلا أنها أسست دون قصد منها لانتخابات الرئاسة الحقيقية في العام الماضي 2006م، ولكن وبقدر ما أعطته هذه الشرعية بقدر ما حملته المسئولية الكاملة عن الإخفاقات التي تحدث الآن منذ تلك الانتخابات وبالذات فيما يتعلق بمعيشة المواطنين وأمنهم وحقوقهم والحفاظ على دمائهم وممتلكاتهم، ولا أعتقد أن الأخ الرئيس سيضحي بـ (22) مليون مواطن من أجل إرضاء ومرضاة (15) فاسداً ومتسلطاً مهما كانت قرابتهم أو نفوذهم.

آخر السطور

خالص التحية والتقدير للكتاب الوحدويين الكبار في صحيفة «الأيام» الغراء الذين ينتقدون الأوضاع السلبية ويفندونها، ولكن دون أن تنزلق أقلامهم إلى مهاوي الردى بما ينعق به البعض حين يردد (القضية الجنوبية.

ونحن الجنوبيين، والجنوب المحتل، والمطالبة بالعودة إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو 90م!!) فتحية لهؤلاء الوحدويين أمثال الأستاذ القدير نجيب يابلي ود. هشام محسن السقاف والأستاذ عبده حسين أحمد، وكل الرائعين أمثالهم ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن، ونحن معهم في نفس الجبهة والخندق ضد المفسدين، وكذلك الساخر اللاذع بطعم (العُشّار) الأستاذ سعيد العولقي الذي تعب بالصراحة وهو ينصح أنه يا معنى ميستويش منشان يعني يتفهم للهبارين ويبطلوا شغل (المفتليشن) دون فائدة.. وأيضاً التحية للأستاذين العزيزين هشام وتمام باشراحيل على المهنية العالية في الأداء من خلال إتاحة الفرصة لكل الآراء المتباينة في التلاقي والاختلاف على صفحات الغراء «الأيام»، وللخال العزيز سعيد الجريك أطال الله لنا في عمره كل التهاني والتبريكات بعودة شروق «الصباح» الصحيفة وعقبى شروق صباح الوطن، الصباح (الذي فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) والذي افتقدناه منذ ثلاثين سنة عجاف أكلهن (حمران العيون والأسماء) وتركوا لنا يابسات السنابل فقط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى