30 نوفمبر بين مد المعارضة وجزر السلطة

> «الأيام» ناصر سالم حسن:

> أتت الذكرى الأربعون لعيد الاستقلال الوطني المجيد الـ 30 من نوفمبر، التي صادفت أمس، ونحن في ظل ظروف مختلفة بل معقدة إن صح تعبيرنا، فهذه المناسبة تقع هذه المرة بين طرفي جذب يحاول كل طرف تسخيرها لصالحه وإظهارها بشكل يختلف عمّا يريده الآخر، في حين أن المعارضة و فئات واسعة ممن قهرهم الفساد وقهرتهم الجرعات المتتالية، يرون أن هذه المناسبة الـ 30 من نوفمبر ذكرى ليعبروا فيها عن سخطهم من الأوضاع الراهنة، ويتذكروا إنجازات ثورتهم التي يرون أنها أصبحت اليوم بوقاً في يد المتاجرين بالثورات الوطنية بينما هم سلبوا متعة الاحتفال بهذا المنجز وما حققوه بدماء آبائهم وأجدادهم، فهذه الفئات الواسعة كانت مستعدة للاحتفال بهذه المناسبة من منطلق أن ذلك هو حق من حقوقهم الشرعية، وليس من حق الوارثين أن يحتفلوا نيابة عنهم، وتدخلهم بقوة في خطف الأضواء ليبرهنوا للداخل وللعالم أنهم مهتمون بالاعياد الوطنية جميعها، ولم نشهد مثل ذلك الاهتمام من قبل، حين كان الاهتمام منصباً على أعياد معينة واخرى تعتبر تابعة فقط، وهذا بحد ذاته يدعو إلى التفاؤل الذي يجنبنا كثيراً من الظن في أن ذلك ما هو إلا معركة إعلامية يريد كل طرف تسويقها إلى الرأي العام ونحن نرى أن الاحتفال الأكبر ورد الجميل لعيد الاستقلال هو في رفع الظلم ومعالجة أسباب ارتفاع الأسعار والفساد المستشري وتنفيذ الوعود وليس في المظاهر التي تخلق مزيدا من التأزم وتثقل ميزانية الدولة بأموال كان الأجدى لو سخرت لتغطية المواد الغذائية الأساسية وغيرها من المطالب .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى