> «الأيام الرياضي» شكري حسين:

يحق لـ «الأيام» ولناشريها العزيزين أبو باشا وشقيقه تمام ونجلهما المتقد حيوية ونشاطا الخلوق محمد باشراحيل وثلة المنظمين والمهتمين أن يستريحوا الآن على بساط الحب وديباج الاعجاب أو أن يلتحفوا برداء السعادة والسرور بعد أن تمكنوا جميعا من تحويل جلمود الصمت المطبق حيال المناسبة الى احتفالية رائعة أعادت للذكرى بريقها وللمناسبة مكانتها وعظمتها.

محاولات خائبة
كانت «الأيام» ومازالت ينبوع الحب الصافي والعطاء المتجدد والحضن الدافئ لكل أبناء الوطن والسحر الذي لا يقاوم في أعين كل الناس، فأثار ذلك حفيظة الكارهين لها على قلتهم وقضت مضجعهم صور الحب المتبادلة بينها وبين غالبية الناس فأرادوا الإيقاع بها فتعددت محاولاتهم وكثرت مناوراتهم وزادت مكايدهم ،وهالتهم النجاحات المحققة على كافة الأصعدة بما فيها بطولة كأس الاستقلال ومع ذلك ظلت سمعتها في السماء وبريقها في العلياء ولم تطفئها الجنادب والفراش.


من ريف أبين حيث صلابة البدو وعزيمة الرجال شد فريق أمعين الرحال إلى عدن دخلها مطموس الإسم غير معروف عند الكثير من الناس وليس له رسم في قاموس الترشيحات فجانبته التوقعات ومالت عن طريقه صنوف الحسابات لكنه تمرد على كل ذلك ولم يأبه للأحكام الاستباقية قط كان متدثرا بلحاف المنطق القائل أن كرة القدم لا تعرف صغيرا ولا كبيرا وتعترف فقط بمقدار الجهد والعطاء داخل الميدان ،كان لاعبوه يدركون أنهم بعيدون عن دائرة الضوء ومواقع الرصد ومراكز الاهتمام لكنهم رفعوا بيارق التحدي غير مبالين بأسئلة الخائبين ودهشة المتواجدين عن ما يمكن أن يفعله هذا الفريق الريفي أمام فريق الشهرة والاضواء ، دخل مباراته الأولى أمام هلال الحديدة الفريق الذي تسبقه شهرته فلم ترعبه الاسماء التي فيه ولم توهن تطلعاته قوة المواجهة وبسلاح العزيمة ضرب أمعين بكل التوقعات وقدم درسا بليغا من دروس الجد والمثابرة توجها بخماسية نظيفة منحت الفريق شيئا من الحساسية المطلوبة التي كان يأمل من خلالها لفت نظر الآخرين إليه.. ومع ذلك لم يسلم من الهمز والغمز فتارة يقولون إنما فاز لأن الهلال كان مستهترا وأحيانا يقولون لأنه لم يلعب بكامل نجومه أو أنه لعب بالفريق الرديف وفوزه يدخل فقط في دائرة المفاجآت التي عادة ما تحفل بها مباريات كرة القدم وعندما حلت المواجهة الثانية أمام هلال جعار ما تحفل بها مباريات كرة القدم وعندما حلت المواجهة الثانية أمام هلال جعار كان الجميع يتوقع أن تختفي أنوار أمعين أمام وهج الهلال المتلألئ وهو الفريق الذي يستحق بحسب وجهة نظري الشخصية أن يكون في مصاف الفرق الكبير فعاد سيناريو الخمسة المثيرة وبدأ الحديث عن أمعين يأخذ في التصاعد ورويدا يدخل دائرة الاهتمام فكان رد لاعبيه أن قالوا للجميع لا تستعجلوا فيا ما في جراب الحاوي من حكاوي وانتظروا المزيد فدنت ساعة المواجهة والجولات والانجازات الكبيرة، هنا أعتقد الجميع أن مغامرة العين ستتوقف وأن عجلة قطاره السريع ستصاب بالعطب فواصل نجوم أمعين أداءهم المذهل وتجاوز عقبة التلال الصعبة وبدأ الجميع يتحدث عنه وتبدلت النظرة القاصرة نحوه وانهالت عليه صنوف المديح والإشادة وكعادته لم يلتفت لذلك وعزم لاعبوه على معانقة الكأس والظفر بالبطولة فأعدوا لذلك العدة ولم ترهبهم الحشود الكبيرة التي غصت بها مدرجات الحبيشي ولم تنل من هممهم العالية قوة وشكيمة الفريق المنافس تأخروا بهدفين الى ما قبل نهاية المباراة بدقائق معدودة لكنهم في النهاية قلبوا الطاولة فوق رأس الجميع بتحقيقهم للتعادل ثم الفوز المستحق بضربات الترجيح عندها صحت أبين بكل مدنها وقراها على الحلم الجميل الذي طال انتظاره حلم معانقة الكأس ومصافحة نسائم الفرحة فأنهى مشواره كعريس في ليلة زفافه ورئيس للحظات السعادة الغامرة فهنيئا لأمعين ادارة ولاعبين وجماهير هذا التميز وذاك التفرد ومبروك لصناع الفرحة الكبرى وأخص بالذكر منهم زميلنا العزيز صاحب الطراز الرفيع في الكتابة المبدع محمد العولقي ولكتيبة الابهار الحميلة التي رافقته في حلة التشويق والاثارة الى عدن.