«الأيام» أنشودة حب وجمال في حضرة عيد الاستقلال ..أرادوا عرقلة انطلاقتها فازدادت على وقع النجاحات سرعتها ..عيناوي أخضر دخلها بإسم مطموس وفي الختام كان رئيسها المرؤوس

> «الأيام الرياضي» شكري حسين:

>
يحق لـ «الأيام» و«الأيام الرياضي» وهي تطوي صفحة إشراقتها الثالثة بطولة كأس الاستقلال أن ترفع رأسها وتزهو فخرا واعتزازا فما تحقق للبطولة حتى اليوم من نجاح مبهر إنما هو ثمرة وجهد العقول النيرة التي حز فيها مرور الذكرى دون احتفال ففاحت من جنباتها روائح الوفاء والإجلال لذكرى ظلت طوال السنوات الماضيات تحت ركام التجاهل وذرى النسيان.

يحق لـ «الأيام» ولناشريها العزيزين أبو باشا وشقيقه تمام ونجلهما المتقد حيوية ونشاطا الخلوق محمد باشراحيل وثلة المنظمين والمهتمين أن يستريحوا الآن على بساط الحب وديباج الاعجاب أو أن يلتحفوا برداء السعادة والسرور بعد أن تمكنوا جميعا من تحويل جلمود الصمت المطبق حيال المناسبة الى احتفالية رائعة أعادت للذكرى بريقها وللمناسبة مكانتها وعظمتها.

فما أجمل البوح في حضرة العيد المجيد والاحتفال السعيد وما أحسن راحة البال وسكون القلب عقب كل نجاح مثير وما أحلى جني الثمار يوم الحصاد الكبير .. إذاً هكذا هي «الأيام» المؤسسة الاعلامية الرائدة في عالم المطبوعة الحرة لا ترضى بالأدوار الثانوية تعشق التفرد وتذوب ولعا في التميز وتحب دوما أن تكون في أول القافلة وفي مقدمة الصفوف لا في آخرها فكان التوفيق حليفها والله قد بارك خطواتها.

محاولات خائبة

كانت «الأيام» ومازالت ينبوع الحب الصافي والعطاء المتجدد والحضن الدافئ لكل أبناء الوطن والسحر الذي لا يقاوم في أعين كل الناس، فأثار ذلك حفيظة الكارهين لها على قلتهم وقضت مضجعهم صور الحب المتبادلة بينها وبين غالبية الناس فأرادوا الإيقاع بها فتعددت محاولاتهم وكثرت مناوراتهم وزادت مكايدهم ،وهالتهم النجاحات المحققة على كافة الأصعدة بما فيها بطولة كأس الاستقلال ومع ذلك ظلت سمعتها في السماء وبريقها في العلياء ولم تطفئها الجنادب والفراش.

وأتصور أن الختام الجميل والحضور المبهر الذي كان عليه حفل الثلاثاء الماضي وتعدد أطياف الحاضرين ما بين رسمي ممثلا بوزير الشباب والرياضة الأخ حمود عباد ومحافظ عدن أحمد محمد الكحلاني ورئيس اتحاد الكرة الشيخ أحمد صالح العيسي وشعبي ممثلا بتدفق الآلاف من الجماهير إلى ملعب المباراة من كل المحافظات لدليل قاطع على المكانة التي وصلت إليها بطولة الكأس تحت رعاية كريمة من دار الوفاء والعرفان صحيفة «الأيام» فلم تجد المحاولات الخائبة في حجب نور إشراقتها من خلال إقامة بطولة أخرى متزامنة مع توقيتها ولم تنل من لحظات البهاء التي ظهرت عليها ولم تستطع فرملة عجلة سرعتها المتجهة صوب أعالي النجاح ومن أراد أن يعرف أو يقيس ترمومتر بريقها فعليه فقط إعادة شريط النهائي المثير فعند جهينه الختام كان الخبر اليقين.

أمعين العريس المتوج

من ريف أبين حيث صلابة البدو وعزيمة الرجال شد فريق أمعين الرحال إلى عدن دخلها مطموس الإسم غير معروف عند الكثير من الناس وليس له رسم في قاموس الترشيحات فجانبته التوقعات ومالت عن طريقه صنوف الحسابات لكنه تمرد على كل ذلك ولم يأبه للأحكام الاستباقية قط كان متدثرا بلحاف المنطق القائل أن كرة القدم لا تعرف صغيرا ولا كبيرا وتعترف فقط بمقدار الجهد والعطاء داخل الميدان ،كان لاعبوه يدركون أنهم بعيدون عن دائرة الضوء ومواقع الرصد ومراكز الاهتمام لكنهم رفعوا بيارق التحدي غير مبالين بأسئلة الخائبين ودهشة المتواجدين عن ما يمكن أن يفعله هذا الفريق الريفي أمام فريق الشهرة والاضواء ، دخل مباراته الأولى أمام هلال الحديدة الفريق الذي تسبقه شهرته فلم ترعبه الاسماء التي فيه ولم توهن تطلعاته قوة المواجهة وبسلاح العزيمة ضرب أمعين بكل التوقعات وقدم درسا بليغا من دروس الجد والمثابرة توجها بخماسية نظيفة منحت الفريق شيئا من الحساسية المطلوبة التي كان يأمل من خلالها لفت نظر الآخرين إليه.. ومع ذلك لم يسلم من الهمز والغمز فتارة يقولون إنما فاز لأن الهلال كان مستهترا وأحيانا يقولون لأنه لم يلعب بكامل نجومه أو أنه لعب بالفريق الرديف وفوزه يدخل فقط في دائرة المفاجآت التي عادة ما تحفل بها مباريات كرة القدم وعندما حلت المواجهة الثانية أمام هلال جعار ما تحفل بها مباريات كرة القدم وعندما حلت المواجهة الثانية أمام هلال جعار كان الجميع يتوقع أن تختفي أنوار أمعين أمام وهج الهلال المتلألئ وهو الفريق الذي يستحق بحسب وجهة نظري الشخصية أن يكون في مصاف الفرق الكبير فعاد سيناريو الخمسة المثيرة وبدأ الحديث عن أمعين يأخذ في التصاعد ورويدا يدخل دائرة الاهتمام فكان رد لاعبيه أن قالوا للجميع لا تستعجلوا فيا ما في جراب الحاوي من حكاوي وانتظروا المزيد فدنت ساعة المواجهة والجولات والانجازات الكبيرة، هنا أعتقد الجميع أن مغامرة العين ستتوقف وأن عجلة قطاره السريع ستصاب بالعطب فواصل نجوم أمعين أداءهم المذهل وتجاوز عقبة التلال الصعبة وبدأ الجميع يتحدث عنه وتبدلت النظرة القاصرة نحوه وانهالت عليه صنوف المديح والإشادة وكعادته لم يلتفت لذلك وعزم لاعبوه على معانقة الكأس والظفر بالبطولة فأعدوا لذلك العدة ولم ترهبهم الحشود الكبيرة التي غصت بها مدرجات الحبيشي ولم تنل من هممهم العالية قوة وشكيمة الفريق المنافس تأخروا بهدفين الى ما قبل نهاية المباراة بدقائق معدودة لكنهم في النهاية قلبوا الطاولة فوق رأس الجميع بتحقيقهم للتعادل ثم الفوز المستحق بضربات الترجيح عندها صحت أبين بكل مدنها وقراها على الحلم الجميل الذي طال انتظاره حلم معانقة الكأس ومصافحة نسائم الفرحة فأنهى مشواره كعريس في ليلة زفافه ورئيس للحظات السعادة الغامرة فهنيئا لأمعين ادارة ولاعبين وجماهير هذا التميز وذاك التفرد ومبروك لصناع الفرحة الكبرى وأخص بالذكر منهم زميلنا العزيز صاحب الطراز الرفيع في الكتابة المبدع محمد العولقي ولكتيبة الابهار الحميلة التي رافقته في حلة التشويق والاثارة الى عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى