حاجز وادي (مران مودية) وطريق (مران حيب) مشروعان مجهضان

> «الأيام» شكاوى المواطنين:

> كانت مودية من المناطق الزراعية المشهورة بمحافظة أبين التي تميزت بزراعة الحبوب والخضار والفواكه بكافة أنواعها والقطن طويل التيلة كما شهدت بجودة ذلك القطن شركات الغزل والنسيج البريطانية التي كانت تستورد القطن من بلادنا في مراحل ما قبل 30 نوفمبر 1967م.

وكانت هضبة مران الزراعية إلى ما قبل عشرين عاماً تمثل وجه مودية الحسناء ونسيمها الشاعري المستقر في النفوس الخضراء ومنذ خمسة عشر عاماً مضت دخلت مودية في دائرة العد التنازلي لمنتوجاتها الزراعية وتلاشيها تدريجياً عاماً بعد عام كما نشهد عجزها اليوم في تموين السوق المحلية نتيجة الجفاف ونضوب المياه من الآبار كمشكلة عظيمة تسببت في قلة الإنتاح الزراعي وانعدامه بالكامل عند الكثير من المزارعين مع إتلاف مئات الآلاف من أشجار البرتقال في معظم الأراضي الزراعية لمودية فعلى مستوى هضب مران الزراعية لوحدها أتلفت نتيجة جفاف الأمطار ونضوب المياه من الآبار ما يقارب خمسة وثمانين ألف شجرة برتقال حسب الاحصائيات الاخيرة لجمعية مودية الزراعية.

وأمام هذه المأساة التي حلت بمزارعي مودية قام المواطنون بمتابعة الجهات المسؤولة وتكللت مساعيهم باعتماد مبلغ مائتان وخمسين مليون ريال يمني لبناء حاجز كبير في وادي جبل مران عام 1996م وبتمويل من البنك الاسلامي وحينها تمت الاتفاقية بين ادارة مشروع التنمية الريفية للمرتفعات الوسطى وممثل عن البنك الاسلامي كطرف أول والمقاول المنفذ كطرف ثان وظل مواطنو مودية ينتظرون بأمل وشوق متزايد تنفيذ ذلك المشروع خلال ست سنوات إلا أن المقاول لم يعمل ولم ينفذ شيئا حسب اتفاقيته مع إدارة مشروع التنمية الريفية للمرتفعات الوسطى ولا ندري كيف وأين ذهب اعتماد ذلك المشروع.

وقبل ثلاث سنوات قام الأخ أحمد بن أحمد الميسري عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام ورئيس الكتلة الشبابية بالمؤتمر وشخصيات اجتماعية أخرى بمساعي مسؤولة مع الجهات المختصة وحققوا نتائج ايجابية اجتماعية أثمرت رصد مبلغ مائتين وتسعين مليون ريال يمني كاعتماد محلي لبناء حاجز وادي مران وشق طريق مران- حيب - اثنين بمسافة 15 كيلومتراً وأربعة أمتار عرضاً بتمويل من صندوق التنمية الزراعية وبموجب ذلك الاعتماد أبرمت اتفاقية رسمية بين صندوق التنمية الزراعية والمقاول المعني بالتنفيذ قبل عامين أو أكثر.

وبعد سماعنا الخبر تابعنا ذلك العمل بشوق وامتنان ولهف مضن شهراً بعد شهر وسنة بعد سنة وللاسف الشديد منيت آمالنا بالإحباط المزمن بعد زيارتنا الى موقع بناء الحاجز في 2007/11/21م والتقينا في البداية بأعيان ورموز قبيلة الحاتمي وبيت آل علي عوض الصالحي وهم السكان القريبون من موقع بناء الحاجز وأعربوا عن فرحتهم وأبدوا استعدادهم وتعاونهم اللامحدود مع الجهات المختصة من أجل تنفيذ بناء الحاجز واستكمال شق الطريق مران- حيب، ثم اتجهنا الى موقع بناء الحاجز وعرفنا عن قرب ان العمل متعثر للغاية..ولا يوجد هناك سوى حفريات لا يزيد عمقها عن بضعة أمتار حفرت قبل فترة طويلة وصارت هذه الحفرة مساحة خاصة للاكاذيب والاعذار الواهية ينسب إليها المعنيون أباطيلهم ومزاعمهم وجعلوا منها حفرة تتعرض لمعوقات السيول بينما نحن على معرفة تامة بأن جبل مران لن يفض بالسيول خلال العامين المنصرمين من الاتفاقية إلا مرتين وبسيول قليلة جدا.. وبين كل سيل وآخر أكثر من عشرة أشهر وهذه ليست قضية وليست حجة تمنحهم العذر فهم قادرون على تنفيذ الحاجز في مدة أقل من أربعة أشهر في حالة توفر النوايا الصادقة لديهم. وبالنسبة للآليات لم نشاهد إلا آلية واحدة (شيول) ينقل الاتربة من موقع بناء الحاجز الى مكان آخر وآليتين متهالكتين ولايصلحان للاستعمال، إحداهما متهالكة في خط الطريق الذي يمر بالقرب من الحاجز والثانية عاطبة في مجرى السيول وهذه كمؤشرات تعيدنا الى حالة الاحباط واليأس مع ان الكثير من الاشاعات المتناقلة على ألسنة الناس بصرف نصف اعتماد بناء الحاجز والطريق.

وعلى هذه الاوضاع المتردية للمشروع نحن خائفون كل الخوف وانقطع الامل في نفوسنا بأن الاعتماد الثاني للحاجز وشق الطريق سيمر في القناة التي مر فيها الاعتماد الأول للحاجز وستمر الأيام وستسحب معها فشل بناء الحاجز وشق الطريق.

وأمام هذه الاباطيل والاحتيالات الفاسدة التي نرى من خلالها فشل حاجز وادي مران والطريق فإن أبناء مودية بكافة شرائحهم الاجتماعية يجعلون من شكواهم هذه كنداء ومناشدة لفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بوقف المماطلات والألاعيب التي تعيق بناء حاجز وادي مران وشق الطريق والتكرم بإصدار توجيهاته الحاسمة بإلزام الجهات المسؤولة بالتنفيذ الفوري وبلا تراجع، كما نحن على أمل في الاخ الرئيس بأنه سيجعل من شكوانا هذه في محطة عنايته وأولويات اهتمامه لأننا أصحاب حق ما لم فإننا لن نسكت ولن نتوقف وسنواصل مطالبنا بشتى الوسائل وبالطرق المشروعة.

عبدالله عنبر-مودية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى