ملحقية أنعم التابعة لمدرسة حطين سابقاً ..بين اعتماد الاستقلالية وعدم التجهيز

> «الأيام» وجدي الشعبي :

>
صورة للملحقية
صورة للملحقية
ملحقية أنعم المكونة من ثلاثة فصول دراسية ورابع عبارة عن مكتب ملحق لها، تقع في قرية الغرقة السفلى بمديرية طور الباجة بنيت كملحق لمدرسة «حطين» ونطراً لبعد المسافة الجغرافية بين المنطقة والمدرسة وصعوبة وصول الطلاب الصغار إليها خصوصاً، ونظراً لكثرة الطلاب الصغار في تلك المنطقة وإقبالهم على التعليم مما حدى بمنطقة اليونيسف التي تكفلت ببناء ما يزيد على 25 ملحقية في المديرية إلى اعتماد تكاليف بنائها عام 2005 - 2006م بميزانية قدرها خمسة ملايين وسبعمائة وستون ريالاً يمنياً كدعم منها للتعليم في المديرية وكمشروع تكميلي لمدرسة حطين التي كانت تتبعها إدارياً سابقاً قبل أن يتفاجأ مدير المدرسة ومدرسوها باعتمادها مدرسة مستقلة من قبل إدارة التربية في المديرية وخارجة عن إدارة وتوجيهات المدرسة، الأمر الذي أدى إلى استياء عام من قبل المواطنين ومجلس الآباء، فبين الرافض لصحة اعتمادها بسبب عدم اكتمالها كمدرسة وبين من يتشكك بصحة اعتمادها كمدرسة مستقلة تخضع لإدارة التربية والتعليم في المديرية وتوجيهات مديرها المعني بأمورها.

بداية كان الحديث عن الملحقية مع الشيخ ياسين المصفري أحد أعضاء مجلس الآباء في الملحقية وعضو الهيئة المركزية لحزب الرابطة (رأي) الذي تحدث إلينا قائلاً:«أولاً نشكر صحيفة «الأيام» الغراء على تكرمها بالاطلاع على هموم الناس وتلمس معاناتهم وممارستها الدور الرقابي الإنساني للمنطقة وكذلك منظمة اليونيسف التي لم تبخل علينا بتوفير اعتماد بناء الملحقية خدمة منها لتعليم أبنائنا، أما ما يخص موضوعكم حول الملحقية، فقد مرت سنتان على موعد الإنجاز ولم يكتمل بناؤها حتى الآن كما ترون بينما المقاول مهتم بمشاريع أخرى مما تسبب في عدم صلاحيتها أصلاً للتدريس وبالتالي تحولت إلى لوكندة للمحزنين ومتناولي القات نهاراً وملتقى رياضي للاعبي الدمنة ليلاً» مؤكداً أن المقاول «قد تسلم القسط الكامل الخاص بالمقاولة وقد سلمها لإدارة التربية والتعليم في المديرية التي قامت هي الأخرى بتحويل أربعة من مدرسي مدرسة حطين التي كانت تتبعها إليها إشارة منها إلى قبول تسلمها وقناعتها بما تم إنجازه من قبل المقاول».

ومن الملحقية توجهنا باستطلاعنا نحو المدرسة التي كانت تتبعها (مدرسة حطين) وهناك التقينا بمديرها الأستاذ أسامة عبدالله الذي تلمسنا من خلاله ما يخص الوضع الإداري الراهن للملحقة وصحة ما يقال عن استقلاليتها كمدرسة معتمدة بفصولها الدراسية الثلاثة وعدم تدخلهم في إدارتها حيث قال:«صحيح في البداية كانت الملحقية تابعة لنا وتخضع لإدارة هذه المدرسة التي أعمل مديراً لها ولكني وكغيري قد تفاجأنا بفصلها كمدرسة مستقلة عنا وبفصليها الدراسيين وقرار التربية بتحويل عمل أربعة من المعلمين في مدرستنا إليها رغم عدم صلاحيتها للتعليم وعدم تجهيزها كما رأيتها أثناء زيارتي التفقدية إليها مكلفاً من مكتب التربية والتعليم في المديرية أثناء ما كانت تابعة لنا».

الملحقية غير صالحة للتدريس.. والتعليم ساعة يومياً في المسجد

رغم كل التأكيدات على عدم صلاحية الملحقية للتعليم وعدم تكملة بنائها كما كان مخططاً لها بحسب الميزانية المعتمدة لها من قبل منظمة اليونيسف التي تكرمت مشكورة بتمويل بنائها، وكذا عدم التعليم فيها ومزاولة المعلمين المكلفين بالتدريس فيها كما أشار مجلس الآباء في رسالتهم الموجهة بتاريخ 2006/5/9م إلى كل من: مدير منظمة اليونيسف فرع عدن وكذا مدير التربية والتعليم في المديرية ومدير عام المديرية ومدير عام التربية في المحافظة والتي أكدوا فيها على عدم تكملة البناء بالشكل المتفق عليه وعدم صلاحيتها للتدريس ومخلين مسؤوليتهم عنها ومبرئين أنفسهم أمام المنظمة وإدارتي التربية في المديرية والمحافظة.

وفي سعى منا لتقصي الحقائق حول واقع الملحقية وصحة ما يقال عن عدم التدريس فيها وعدم صلاحيتها لذلك فقد التقينا بأحد المدرسين المعنيين بالعمل فيها والذي من خلاله استطلعنا أيضاً واقع وحال التعليم في المنطقة فقال لنا معرفاً باسمه في بداية الحديث معنا: «اسمي صادق عبداللطيف معين للعمل في الملحقية بدلاً من مدرسة حطين التي كنت أدرس فيها ولكن نظرا لعدم صلاحية الملحقة للتدريس وعدم استكمال بنائها فأنا أقوم بتدريس الأطفال والطلاب في المسجد لمدة ساعة كل يوم من الثامنة صباحاً وحتى التاسعة». واستنكر في حديثه قرار اعتمادها كمدرسة وعدم اكتمال فصولها الدراسية الستة كأقصى تقدير لاعتمادها قانونياً كمدرسة مستقلة، كما قال. مستنكراً ما جاء في المنشور الصادر عن إدارة التربية والتعليم بالمدرسة تحت مسمى «تعليم الفتاة» الذي جاء فيه أن المدرسة جاهزة وتكلف بناؤها ما يزيد على خمسة ملايين ريال بينما هي في الحقيقة لم تنجز بعد وغير صالحة للتعليم فيها إضافة إلى وجود إخلالات فنية في عملية البناء المتمثلة في الجدران والسطح التي لا تمنع نزول الأمطار على رؤوس الطلاب أثناء نزول الأمطار.

ولذلك تظل الملحقية معلقة بين آمال اعتمادها كمدرسة وآلام واقعها الحقيقي القائم على مجموعة من الأعمدة المنصوبة وبقائها خارجاً عن نطاق الخدمة التربوية والمصلحة الإنسانية، وتظل حسنة لم تكتمل من قبل منظمة اليونيسف ومشروعاً لم ينجز بعد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى