بلجيكا تغرق في ازمة سياسية لا سابق لها

> بروكسل «الأيام» ياسين لي فورستييه :

> فشل حزبا الفلمنك والناطقين بالفرنسية للمرة الثانية خلال ثلاثة اشهر في تشكيل حكومة في بلجيكا، ما يعمق الازمة السياسية في البلاد ويثير مخاوف من تفكك المملكة.

واعترف المرشح لرئاسة الوزراء البلجيكية الفلمنكي ايف لوترم زعيم المسيحيين الديمقراطيين أمس الأول بفشله في تشكيل حكومة وطنية.

وقال لوترم "خلصت الى انه من غير الممكن التوصل الى اتفاق واضح بين اطراف المفاوضات بشأن محتوى" الاصلاحات "الضرورية" لبلجيكا.

وقبل ملك بلجيكا البير الثاني أمس الأول انسحاب لوترم من المهمة.

وبالنسبة لايف لوترم الذي فاز حزبه المسيحي الديمقراطي بالانتخابات التشريعية البلجيكية في العاشر من حزيران/يونيو، فان التاريخ يعيد نفسه.

وكان انسحب من هذه المهمة مرة اولى في 23 آب/اغسطس بسبب عدم تمكنه من التوصل الى تسوية بين احزاب يمين الوسط الفلمنكية والفرنكفونية في التحالف الذي كان يحاول تشكيله واطلق عليه "البرتقالة الزرقاء".

وعاود الملك البير تكليفه بالمهمة نهاية ايلول/سبتمبر في غياب بديل له.

والقضية الخلافية الدائمة تتمثل في درجة استقلالية الفلمنك الناطقين بالهولندية الذين يشكلون الاغلبية في بلجيكا (60 بالمئة) مقابل 40 بالمئة من الناطقين بالفرنسية.

وزاد من حدة التنافس بين المجموعتين تقدم احزاب الفلمنك المتشددة في انتخابات حزيران/يونيو ما ادى الى مواجهة لا سابق لها بين المجموعتين في المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة.

وتسعى بلجيكا بلا جدوى منذ نحو ستة اشهر الى تشكيل حكومة جديدة. وهي فترة قياسية في تاريخ هذا البلد منذ استقلاله في 1830.

وتحت تأثير الحزب الاستقلالي الصغير المتحالف معه، سعى ايف لوترم الى التفاوض حول كل الملفات سواء بشأن ادارة ذاتية اوسع للضرائب لمنطقة الفلمنك او لا مركزية المنح العائلية والضمان الاجتماعي.

وهذه المسائل يصعب قبولها من قبل الناطقين بالفرنسية الذين يشتبهون في سعي الفلمنك تدريجيا الى افراغ الدولة الاتحادية من جوهرها بهدف الاستعداد بشكل افضل للاستقلال.

وبعد اسابيع من المشاورات غير المجدية لعب ايف لوترم الجمعة ورقته الاخيرة من خلال منح مهلة للحزبين الناطقين بالفرنسية اللذين يتفاوض معهما وهما المسيحيون الديمقراطيون وليبراليو الحركة الاصلاحية.

وطلب منهما بالخصوص ما اذا كانا مستعدين لتبني اصلاحات مؤسساتية كبرى في البرلمان البلجيكي.

ورفض الحزبان الاجابة بوضوح ما دفع لوترم الى الانسحاب من مهمة تشكيل الحكومة.

واعتبرت وسائل الاعلام الفرنكفونية الامر مناورة اخيرة من لوترم "لتحميل الآخرين مسؤولية فشله" وتحديدا للناطقين بالفرنسية واظهارهم بمظهر من لا يلين.

والكرة حاليا بملعب الملك غير ان الحلول امامه ليست كثيرة.

وحتى اذا اعرب لوترم عن "استعداده" لمواصلة العمل للخروج من الازمة فانه من غير المرجح ان يمنحه الملك على الفور فرصة ثالثة.

واشارت وسائل بلجيكية الى احتمال تعيين شخصية اخرى من الفلمنك لتشكيل الحكومة تكون اكثر خبرة وتصالحية من لوترم.

والسيناريو الاخر الممكن الذي تحدث عنه بعض النواب، هو مواصلة تكليف الحكومة الحالية مؤقتا وان اضطر لتوسيعها لتشمل حزبا جديدا.

ويمكن اعتماد مثل هذا الحل حتى تنظيم انتخابات الاقاليم في بلجيكا في 2009. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى