يوم الايدز: مسيرات واحتفالات ودعوات لتعزيز حملات المكافحة

> باريس «الأيام» ا.ف.ب:

>
شدد آلاف الناشطين والقادة العالميون بمناسبة اليوم العالمي للايدز أمس الأول السبت على ضرورة مواصلة الجهود الحثيثة وحذروا من المهادنة في محاربة المرض مع حث الحكومات على تقديم الاموال اللازمة لذلك.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في رسالة وجهها في اطار اليوم العالمي للايدز “لقد حققنا تقدما ملموسا على كافة الجبهات. علينا ان نفعل المزيد.

فرغم ان المعطيات الجديدة تشير الى استقرار معدل انتشار الايدز، الا ان الارقام لا تزال مذهلة”.

وتم بمناسبة اليوم العالمي للايدز تنظيم عدة فعاليات ابرزها حفل انتخاب ملكة جمال العالم لسنة 2007 في الصين بمشاركة مائة من جميلات العالم في سانيا في جنوب الصين، الى حفل موسيقي ضخم في جوهانسبورغ نظمته مجموعة نلسون مانديلا 46664 التي تحمل رقم زنزانته التي امضى فيها 27 عاما في ظل نظام الفصل العنصري.

وشارك نحو 50 الف شخص في الحفل الذي احياه مغنون محليون واجانب بينهم بيتر غابرييل ولوداكريس وتم بثه عبر العالم.

وفي ظهور نادر له خلال الحفل دعا مانديلا البالغ من العمر 89 عاما الجميع الى “مكافحة الايدز بأيديكم”.

وقال “ان الارقام التي لدينا لا تزال مخيفة فمقابل كل شخص يحصل على العلاج يتم تسجيل اربع اصابات جديدة”.

واضاف حائز جائزة نوبل بصوت هادئ “نعم نحن بحاجة الى خطط طموحة وكبيرة لمحاربة هذه الآفة. ولكن ما يمكن ان يشكل فرقا في الحقيقة هي المبادرات الصغيرة الودية .. مثل ان يقوم كل واحد منكم بحماية نفسه من الاصابة”.

وتسجل جنوب افريقيا اعلى معدلات الايدز في العالم حيث يوجد فيها 5.5 ملايين مصاب بالايدز من اصل 48 مليون نسمة.

ولكن في الوقت الذي تعاني دول جنوب الصحراء الافريقية بصورة كبيرة من الايدز، سجلت دول افريقة اخرى نجاحات مثل مالي حيث انخفض معدل الاصابة الى 3.1 في المئة العام الفائت، وفق الارقام الرسمية.

ومنذ تنظيم اليوم العالمي الاول للايدز في 1988، تم تحقيق تقدم في مجال استقرار نسبة الاشخاص المصابين بالايدز او الحاملين للفيروس الاحياء في العالم بعد ان ارتفعت تلك النسبة بصورة كبيرة في نهاية التسعينات.

ويفيد تقرير برنامج الامم المتحدة للايدز الذي نشر في نوفمبر ان الاصابات الجديدة المسجلة تراجعت الى 5.2 مليون اصابة في 2007 مقابل 3 ملايين في نهاية التسعينات.

وقال التقرير ان الجهود الرامية الى توفير الادوية المركبة المضادة للايدز للسكان المصابين في افريقيا جنوب الصحراء حيث يعيش اكثر من ثلثي المصابين بالايدز، بدأت تؤتي ثمارها.

ولكن الناشطين يشددون على ضرورة مواصلة العمل بالحماسة نفسها طالما لا يزال في العالم 2.33 مليون شخص يعيشون مع الايدز ومع تسجيل مليونين و100 الف وفاة بسبب المرض في 2007.

وقال جيمس شلتون من وكالة المعونة الاميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد) “اننا لا نزال متأخرين بالرغم من التقدم المحرز في مكافحة الايدز على المستوى العالمي”.

فالادوية الكفيلة بوقف تقدم المرض متوفرة فقط لنحو 10 بالمئة من المرضى، في حين ان عدد الاصابات الجديدة المسجلة سنويا في الدول النامية والفقيرة تفوق بكثير عدد المرضى الذين بدأوا يحصلون على العلاج فيها. ولا يزال النقص في التمويل يشكل احدى العقبات الكبرى.

وتقدر الامم المتحدة النقص في الاموال اللازمة لمكافحة الايدز حاليا بنحو ثمانية مليارات دولار على الاقل.

ووفق تقديرات مجموعة الثماني الاقتصادية، يحتاج العالم الى 42 مليار دولار لتوفير الادوية المركبة لمكافحة الايدز لكل المصابين في انحاء العالم.

ولا يوجد من هذه الاموال سوى 4.15 مليار حاليا. ودعا الرئيس الاميركي جورج بوش بمناسبة اليوم العالمي للايدز المشرعين الاميركيين الى مضاعفة الاموال المخصصة لمكافحة الايدز الى 30 مليار دولار على خمس سنوات.

وظهر الرئيس الصيني هو جينتاو على صدر صفحات الصحف الصينية السبت وهو يصافح امرأة تحمل فيروس الايدز غداة التحذير الذي اطلقته الامم المتحدة التي تفيد تقديراتها ان ما بين 30 و50 مليون شخص مهددون بالاصابة بالفيروس او مرض الايدز في الصين وحدها.

وفي عدة مناطق في الصين، اعلنت الامم المتحدة وجمعية الصليب الاحمر عن تنظيم “مسيرة كبرى” لمكافحة الايدز عند سور الصين العظيم أمس الاحد بهدف التوعية.

وفي اندونيسيا، البلد المسلم الذي يسجل اعلى نسبة انتشار للمرض في القارة الاسيوية كلها، تم خلال يوم أمس اطلاق الحملة الوطنية الاولى للتوعية والتشجيع على استخدام الواقيات الذكرية.

ويبلغ عدد مرضى الايدز في آسيا 9.4 مليون شخص.

وفي استراليا، حذر الناشطون من ان اي تهاون في مكافحة المرض يمكن ان يؤدي الى ظهور امراض اخرى معدية.

ونظمت في العواصم الاوروبية حملات توعية مماثلة لتوزيع الواقيات عبر مراكز التوزيع والحفلات الموسيقية.

ففي اليونان، شارك المئات منذ الجمعة في مسيرة في ذكرى ضحايا الايدز، كما نظم في روما حفل موسيقي مجاني السبت في حين اجتاز براغ ترامواي حمل شعارات ولافتات تدعو الى محاربة الايدز.

وفي العاصمة الاوكرانية، كييف، وقف عشرات الناشطين دقيقة صمت على ارواح 12 الفا من مواطنيهم توفوا بسبب الايدز منذ 20 عاما. وقام بعض المشاركين بتكميم افواههم احتجاجا على ما اسموه صمت الحكومة ازاء مشكلة الايدز المتنامية.

وخلال الاشهر العشرة الاولى من السنة، تم تسجيل 14500 اصابة جديدة بالايدز في اوكرانيا وفق خبراء الايدز في الامم المتحدة الذين حذروا من ان معدل انتشار الايدز في اوكرانيا هو الاسوأ في اوروبا.

واوكرانيا واحدة من الدول السوفياتية السابقة التي بلغ معدل زيادة الاصابات بالايدز فيها في الاجمال %150 بين 2001 و2007.

وفي روما قامت صيدليات بتوزيع الواقيات الذكرية مجانا.

وفي استوكهولم دعا اساقفة الكنيسة البروتستانتية المسؤولين الروحيين عبر العالم الى تشجيع استخدام الواقيات التي لا تؤيدها الكنيسة الكاثوليكية.

وفي فرنسا تجمع المئات على جسر الفنون “باساريل دي زار” في باريس يرتدون قمصانا بيضاء وحمراء وشكلوا سلسلة كبيرة لرسم الشريط الاحمر الذي يرمز الى مكافحة المرض.

وفي البرازيل السباقة في توزيع الواقيات الذكرية والادوية المركبة مجانا كسا شريط ضخم احمر المسلة الكبيرة في حديقة ايبيرابويرا في ساو باولو، وفي ريو تمت احاطة قدمي تمثال المسيح المخلص الشهير في كوركوفادو بشريط احمر خلال قداس حاشد.

وفي عودة الى القارة الافريقية، نظمت مسيرات حاشدة في ابيدجان عاصمة ساحل العاج البلد الاكثر معاناة من الايدز في غرب افريقيا، وفي كينشاسا عاصمة الكونغو حيث طالبت مسيرة ضمت نحو الف شخص بتوفير الادوية للمرضى، وتم تنظيم كرنفال وعرض افلام في بداية حملة توعية تستمر شهرا.

وفي النيجر، شارك المئات في نيامي في مسيرة للتوعية من خطر الايدز في البلد الذي يدين %90 من سكانه بالاسلام وحيث يعارض المسؤولون الدينيون استخدام الواقيات الذكرية.

وفي افريقيا التي تسجل ثلاثة ارباع الوفيات الناجمة عن الايدز في العالم، قال البنك الافريقي للتنمية ان المرض يهدد فرص التنمية بعد ان سجل العديد من البلدان تقدما ملموسا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى