براون يواجه ازمة بسبب فضيحة تمويل حزب العمال

> لندن «الأيام» يل هيزلوود :

>
يواجه حزب العمال البريطاني فضيحة سياسية جديدة تتعلق بتمويل الحزب بعد اشهر من تولي زعيمه غوردون براون رئاسة الوزراء مما يهدد سمعته.

وعندما تولى براون منصبه في حزيران/يونيو الماضي، كان حزب العمال في خضم تحقيق بالفساد اثناء ولاية رئيس الوزراء السابق توني بلير الذي اصبح اول رئيس وزراء يتعرض للاستجواب من قبل الشرطة اثناء توليه منصبه.

وبعد اقل من ستة اشهر، ورغم وعوده باعادة الثقة الى الحزب، فقد يضطر براون قريبا الى الخضوع للاستجواب عندما يقرع المحققون باب مقره في 10 داوننغ ستريت.

وتدور الفضيحة حول قبول حزب العمال اكثر من 600 الف جنيه استرليني (2،1 مليون دولار) على شكل تبرعات من مستثمر العقارات ديفيد ابراهامز عبر اربعة من شركائه.

وقال ابراهامز انه اراد التبرع دون الكشف عن هويته حتى يبقى امر ثروته سرا.

ولكن عدم الكشف عن هويته يعد انتهاكا لقوانين تمويل الاحزاب.

وطغت على عناوين الصحف التساؤل بشأن من كان يعرف بهذا الترتيب ومتى، وذلك منذ ان طفت هذه الانباء على السطح يوم الاحد الماضي. ويتعرض تمويل حزب العمال للتحقيق والتدقيق كما لم يتعرض له من قبل.

واستقال الامين العام لحزب العمال بعد ان اعترف بانه علم بمسالة التمويل ولم يبلغ اي من مسؤولي الحزب الكبار. الا ان ابراهامز ينفي المزاعم بان كبار مسؤولي الحزب لم يكونوا على علم بما يجري.

واستبق براون تحقيق الشرطة بقوله ان الاموال التي دفعها ابراهامز غير قانونية وتعهد باعادتها,وحاول أمس الأول الدفاع عن الحزب بالدعوة الى اصلاح كامل لنظام التمويل السياسي للحزب.

من ناحية اخرى فان حزب المحافظين المعارض الرئيسي وحزب الليبراليين الديموقرطيين يكتفي بالتفرج على حزب العمال وهو يتقاتل داخليا في خلاف يبدو للكثيريين انه يدور حول امور فنية.

الا ان الحزبين بدآ في وضع ذلك في اطار سلسلة الازمات التي تحيط بالحكومة منذ تراجع براون عن دعوته لاجراء انتخابات مبكرة مما ادى الى اتهامه بالضعف وعدم القدرة على اتخاذ القرارات.

وقال فينس كيبل زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي بالانابة امام البرلمان الاربعاء "لقد لاحظ مجلس العموم تحول رئيس الوزراء الهائل خلال الاسابيع الماضية من ستالين الى مستر بين، حيث خلق الفوضى من النظام، بدلا من ان يخلق النظام من الفوضى".

واتهم ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين براون بالعجز والتساهل وقال انه لا يصلح لوظيفته.

وفي منتصف ايلول/سبتمبر، كانت الصورة مختلفة. فقد كان حزب العمال يتفوق على حزب المحافظين ب11 نقطة بعد نجاح براون في معالجة مسالة الهجمات الفاشلة بسيارات مفخخة، اضافة الى معالجة اسوأ فيضانات شهدتها بريطانيا منذ عقود، وانتشار مرض الحمى القلاعية.

ولكن استطلاع نشر الاحد اظهر ان حزب المحافظين يتقدم على حزب العمال ب11 نقطة-- وهو اكبر تقدم يحرزه المحافظون منذ 1988 -- بسبب الخلاف حول التمويل وطريقة الحكومة في معالجة ازمة "نورذرن روك بنك".

كما اجبرت الحكومة على الاعتراف بان قرصين يحتويان على معلومات شخصية حساسة لنحو 25 مليون مواطن بريطاني -- اي نحو نصف عدد السكان-- فقدت في البريد.

كما انتقد خمسة من كبار القادة العسكريين السابقين براون لفشله في توفير الموارد الكافية للقوات المسلحة.

ووصف براون كافة هذه المشاكل بانها مجرد عثرة صغيرة. والعذر الوحيد الي يمكن ان يختبئ ورائه براون هو انه ورث مشكلة تمويل الحزب عن سلفه بلير.

الا ان اداء براون المتلعثم امام البرلمان يخضع كذلك للانتقادات، حتى ان البعض يشككون حاليا في قدرته على البقاء في منصبه حتى الانتخابات العامة المقبلة خاصة مع التوقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي خلال عام 2008.

وفي مواجهة كل ذلك، فان امام براون وقتا كافيا لكي يصد الهجوم الذي يتعرض له,فهو غير مضطر الى الاعلان عن اجراء الانتخابات حتى ايار/مايو 2010. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى