الحضارم والتلفزيون القادم

> «الأيام» علي سالم اليزيدي:

> نستطيع أن نقول إن بداية اهتمام الحضارم بالثقافة والفنون الحية، ترتبط ارتباطاً مباشراً مع ما برز من اهتمام في عدن وبعض البلاد العربية مثل مصر. هواية التمثيل وظهور المسرح منذ الثلاثينات تمهيداً للأربعينات وروائع الأعمال المسرحية والأداء في الغيل والمكلا من الستينات مرورا بأعمال باكثير من مؤلفات ومسرحيات القادم من حضرموت الى مصر، ثم تصوير أول فيلمين سينمائيين بالمكلا 1952م بإشراف السلطان صالح بن غالب القعيطي السلطان المثقف والمهندس والعالم مرورا بظهور فيلم (واإسلاماه) المصري قصة الكاتب الحضرمي المنشأ والتربية علي أحمد باكثير وتسلسلا مع الأستاذ سعيد مهيري أول ممثل من الجنوب وحضرموت وعدن وزملاؤه وإعداد أحمد عوض باوزير وأخيه في فيلم (عبث المشيب) ثم فيلم (العلم والنور) اللذين صورا في فوه والحرشيات والغيل ولمدة عرض ساعة ونصف من إخراج محمد عبدالعزيز وسيناريو سلطان وتمثيل حي لمحمد جمعة خان وسعيد عاطف وآخرين، ولدينا بحث كامل نعده حول هذه الموضوع.

الصورة والمسرح والتلفزيون والسينما والحضارم، ربما تأخر إنشاء السينما في المكلا لكن الحضارم أقاموا دور السينما في المهجر، إنشاء آل بن كوير المشهورين بالثراء وأعمال الخير سينما (حضرموت) في مقديشومطلع الستينات وأقام آخر لا أتذكر اسمه داراً للأفلام في تنزانيا وساهم رجال حضرموت من الأغنياء والتجار في إنشاء سينما في عدن على التواصل، لم يتخلف الحضارم عن دعم التطور في حياة المجتمع إنهم على مر الزمن دعاة إصلاح متقدم، رجال ثقافة وتجارة، رجال مال وعلم، يخلطون دائما وإنما بالمعادلة، إنهم ينتجون مواكبة حقيقية ولا يؤجلون السفر مع الزمن.

دخلت الصورة المكلا وسيئون مبكراً نقلها المهاجرون وشجعها الحكام ومازلنا نتذكر كلمة (قمبرتي) وتعني بالملاوية صورتي، وظهور رجال الصورة مثل الراحل باجنيد الجوال بكاميرته الأبيض والأسود، وعاشور وسجلا تاريخاً معاصراً يتحدث من الصورة، وصورت مناظر متحركة للمكلا وسيئون شاهدت بعضها أثناء الصلح الذي اجتهد فيه انجرامس 1937 وعلي بن صلاح القعيطي وشيخ الكاف ثم جاءت سينما الإنجليز في مطار الريان والمستشارية بالمكلا وديس المكلا، وبعدئذ فتح السلطان ساحة قصره لعروض السينما لآل بارحيم وبن يحيى وشاهدنا يوم سعيد وفجر الإسلام والناصر صلاح الدين وبورسعيد ومن ثم جاء الائتلاف المالي الحضري الذي أنتج السينما الأهلية عام 1966 شركة مساهمة حضرمية، أسقطها الفكر الرجعي العائد في الألفية الثالثة.

وشاهدنا يومئذ فيلم القافلة وسنجم والحصاد وزد والأب الروحي والمذنبون الخ، جاءت مدرسة للفكر التنويري وثقافة المجتمع للناس من الشباب والمرأة، ثم أنشت سينما بن كوير بالمكلا ثم سقطت الاثنتان يوم جاء الغراب الأسود (التأميم).

الحضارم والتلفزيون الذي عرفوه في الثمانينات بإعادة البث مع عدن ثم محطة داخلية محدودة في المكلا ونجحت ومن ثم اختفت بعد حرب صيف 1994م وعلى ما أظن أن الحضارم يحبسون الأنفاس الآن، ليسوا صامتين، إذ إن مسألة فتح قنوات فضائية غنائية تراثية متنوعة وسياسية ستظهر فجأة سيخترقون الفضاء ويومها مثلما قال لي أحدهم : شف يا أخي إذا الجماعة يدورون في فلكهم ويرخصون للي بغوه باتقع بدلاً من ثلاث محطات عشرات وعشرات.. الحضارم يجيدون الترجمة الفورية وإن سكتوا دقائق لمص الكلام فقط.. ويا قافلة عدت من شبام رنحي..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى