المرشدي.. نجم لا يأفل

> «الأيام» جلال صالح عبدالرحمن:

> صوته الجميل الشجي يحلق كحمائم تجول تنثر الياسمين والريحان ممزوجة بأصالة التربة اليمنية وعبيرها الفواح.

الفنان الكبير محمد مرشد ناجي الذي سبق عصره وأحد عمالقة الفن اليمني في الجزيرة العربية والخليج .

هذا الفنان المبدع الذي استطاع صناعة اللون اليمني بفطرة عبقريته وأضاف أجمل الجمل الموسيقية عليه بألحانه المميزة وبصوته الرائع العذب ، ودائما ما يبحث عن الجديد سواء الكلمة أم اللحن .

محمد مرشد ناجي مدرسة لامعة في سماء الفن جامعة لكل الأجيال والعصور، والتي وصل صداها إلى خارج الوطن العربي، هذا الفنان العملاق والمثقف عندما يتناول أي قصيدة لتلحينها يعرف من خلالها أبعاد ومضمون القصيدة وبالفطرة ما تحتاجه من مقامات موسيقية ويصوغ لها أجمل وأروع الألحان، بل ويضيف لها رونقاً وبهاء.. وللإنصاف فهو عازف مثقف لآلة العود.

(المرشدي) هذا الرجل الطيب الأصيل الفنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى له القدرة على التلحين والغناء لكل الألوان لا نظير له في فنه ، وما إن يغني اللون الصنعاني إلا ونحس أن الغناء الصنعاني يجب أن يكون ذلك الغناء وكذلك بقية الألوان؛ اللحجي، الحضرمي، اليافعي واللون العدني، فصيح في غنائه وأدائه ومخارج ألفاظه صريحة وواضحة.

ويمتلك صوتاً عذباً وقوياً، وعندما يتنقل بمساحات صوته بين المقامات الموسيقية والأصوات الغليظة والحادة، أي بين الصوت (القرار والصوت الجواب) بكل سهولة ودون عناء .

محمد مرشد ناجي : عرفته بسيطاً قريباً من الناس متواضعا يحمل في طياته كل معنى الحب ويؤدي رسالته النبيلة بكل أمانة وكما يحب أن تكون .

هذا الرجل الذي استطاع أن يبني لنفسه مدرسة مستقلة ، إنه عملاق الأغنية الطربية اليمنية .

صاحب ذوق رفيع المستوى وثقافة فنية راقية .

محمد مرشد ناجي :

كنا ومازلنا نستمع ونستمتع ونتذوق أغانيه الجميلة الرائعة ، منها: إلى متى، على ذكراها، لقاء، وقفة، ياطير يارمادي، خلاني وراح، ودعت حبك، أخي كبلوني، عرفت الحب .. إلخ .. إلخ.

وما إن يلحن قصيدة ويغنيها إلا وتدخل القلب دون استئذان .ويتردد صداها إلى خارج الوطن، حيث صنع له لوناً مميزاً وكان صادقاً في فنه الجميل الهادف .. وليس من السهل أن تغني له إلا إذا كنت تحمل المؤهل اليمني أي تتقن اللهجة اليمنية مالم فانسحب واذهب بعيداً من حيث أتيت .كتب له الكثير من الشعراء أعذب الكلمات ، كما شكل أجمل ثنائي مع رفيق دربه الشاعر الكبير -عليه رحمة الله- لطفي جعفر أمان . كما تغنى أيضا بأشعار محمد سعيد جرادة، عبدالله هادي سبيت، عبدالله فاضل فارع، عبدالله غالب عنتر، أحمد الجابري، وديع أمان، سعيد الشيباني، علي عبدالعزيز نصر، إبراهيم صادق، محمد علي لقمان، أحمد شريف الرفاعي، الشاعرة الفلسطينية سميرة أبو غزال، علي عوض مغلس، محمد عوض عولقي، محسن بريك، علي عبدالله العصار، محمد سيف الكبشي، عبدالله سلام ناجي، فؤاد عبدالله حاتم، عبدالرحمن باعمر، عبدالفتاح إسماعيل، حسن اللوزي.. وغيرهم.

محمد مرشد ناجي : قدم الكثير من الألحان العصرية الجميلة راقيات المعاني ولم يبخل يوماً أو يتردد لحظة واحدة ليعطي لحناً جديدا لموهبة شابة ناشئة في بداية مشوارها الفني شريطة اقتناعه التام بتلك الموهبة .

غنى له الكثير من الفنانين والفنانات سواء على المستوى اليمني أم على مستوى الجزيرة والوطن العربي .

على المستوى اليمني : محمد صالح عزاني، فؤاد الشريف، عبدالرحمن الحداد، الثلاثي الكوكباني، أبوبكر سكاريب، أمل كعدل، أنور مبارك، عصام خليدي ..إلخ .

وعلى مستوى الجزيرة والوطن العربي: الفنان محمد عبده، فهد بلان، .. إلخ .. كما تغنى بألحانه الكثير والكثير من مطربي العالم العربي .

ومن مؤلفاته فقد صدر له :

- كتاب أغانينا الشعبية - الطبعة الأولى 1959م الطبعة الثانية 1998م.

- كتاب الغناء اليمني القديم ومشاهيره الطبعة الأولى 1983م.

- صفحات من الذكريات - منشورات جامعة عدن 2000م.

- كتاب أغنيات وحكايات - الطبعة الأولى 2001م.

ومن تاريخه وفنه الابداعي فقد غنى لليمن ، للحب ، للأرض ، للإنسان ، يحفظك الله ويرعاك ، فناننا الرائع الكبير .. لا .. ولن ننساك (يا أبا علي) .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى