> عدن «الأيام» خاص:

عبر مناضلو الثورة اليمنية عن شكرهم وتقديرهم لفخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، على رعايته أسر الشهداء والمناضلين، مؤكدين في رسالة تقدير ووفاء –تلقت «الأيام» نسخة منها–وجهوها إلى فخامة رئيس الجمهورية في ختام ندوة الثورة اليمنية: (الانطلاق.. التطور.. آفاق المستقبل) في جزئها الخامس (الاستقلال ووحدة النضال الوطني) المنعقد في جامعة عدن خلال الفترة من 5-1 ديسمبر 2007م, ان مواقفهم الثابتة من كل الأحداث والتطورات التي تشهدها الساحة الوطنية وضد كل التآمرات التي يتعرض لها وطن الـ22 من مايو تمثل امتدادا عمليا لقيمهم ومبادئهم الثورية الوحدوية ونضالاتهم وتضحياتهم ضد الإمامة والاستعمار وترسيخ قيم الثورة والوحدة والديمقراطية والدفاع عنها.

وفيما يلي نص رسالة مناضلي الثورة اليمنية:

«رسالة تقدير ووفاء لفخامة الأخ الرئيس على عبد الله صالح، رئيس الجمهورية، من المشاركين في ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية (الانطلاق.. التطور.. آفاق المستقبل) الجزء الخامس المنعقد في عدن من 5-1 ديسمبر 2007.. فخامة الأخ المناضل الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية–حفظكم الله ورعاكم–يطيب لنا نحن مناضلي الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر المشاركين في ندوة الثورة اليمنية:( الانطلاق .. التطور .. آفاق المستقبل) في جزئها لخامس أن نهنئكم بأعياد الثورة اليمنية ونعبر لكم عن بالغ الشكر والتقدير لإشرافكم ورعايتكم لهذه الندوة معربين لكم عن جزيل امتناننا لما حظي به رجال الثورة ومناضلوها القدماء وشهداؤها من رعاية واهتمام كبيرين يرتقيان إلى مستوى الأعمال والتضحيات الوطنية التي قدمها هؤلاء لوطنهم وشعبهم.

كم أنت عظيم وخالد في وجدان وضمير وعقول كل المناضلين وأسرهم الذين بادلتهم الوفاء بالوفاء وحرصت على تكريمهم بتخليد أسمائهم ومآثرهم وأعمالهم البطولية في ذاكرة الوطن والتاريخ عند استدعائك لهم من كل أرجاء الوطن إلى ندوة توثيق تاريخ الثورة بأجزائها الخمسة في وقت تعمد فيه الآخرون نسيانهم وتجاهل أدوارهم وتضحياتهم وفي هذه القاعة تسامت إلى ذرى المجد مشاعر هؤلاء المناضلين البسطاء الفياضة بالحب والوفاء والإخلاص لشخصكم كأول قائد وطني أنصفهم وأعطى تضحياتهم وأعمالهم في سبيل الوطن حق قدرها.

فخامة الأخ الرئيس القائد.. ان عقد هذه الندوة في مدينة عدن يمثل تكريما لهذه المدنية ولدورها النضالي الوحدوي الريادي .. هذه المدينة التي توجت في 22 مايو 1990 واحدة من اعظم صفحات نضالها عبر التاريخ على أيديكم وطليعة كل المناضلين الوحدويين حين رفعتم أول علم لدولة الوحدة خفاقا في سمائها ليؤكد للعالم والتاريخ عظمة تضحيات وعطاءات هذه المدينة ومكانتها ودورها الحاسم في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر كأحد أهم منابع وإنتاج الفكر والثقافة الوطنية التحررية والوحدوية. إن هذه المدينة التي تعرضت عبر تاريخا التليد للكثير من المآسي والويلات .. واستعصت على الغزاة والمستعمرين قهرت كل أشكال الغزو الثقافي وقيمه البالية القائمة على العصبية والمذهبية والانتماءات الضيقة المناقضة لمكانتها وقيمها الحضارية الجامعة لكل أبناء الوطن.

هذه المدينة تدين لكم يا فخامة الرئيس بكل عمل جميل وبما شهدته من تطور وازدهار ونهوض حضاري أعاد لها شبابها ووجهها المشرق ومكانتها الحقيقية كبوابة لليمن على المستقبل ففي هذه المدينة وما تشهده من تطورات تنموية وتوسع عمراني واقتصادي واستثماري متسارع يتجلى بوضوح صواب خياراتكم وفاعلية نهجكم في قيادة البلد.

فخامة الأخ الرئيس.. إن مناضلي الثورة اليمنية يتابعون بفخر واعتزاز خطواتكم العملية وأنتم تعيدون بناء هذه المدينة طوبة طوبة ويرون في كل حجر أساس تضعونه لمشروع تنموي أو خدمي جديد انتصارا حقيقيا لأهداف الثورة التي ناضلوا من أجلها وإنجازا واقعيا لآمالهم وأحلامهم في الأمس فيما يجد أبناؤهم وأحفادهم في هذه اللبنات الصغيرة نافذة نحو الغد الجميل المشرق. على النقيض من ذلك تجد قوى التخلف والظلام في كل انتصار وإنجاز وطني يتحقق على يديك تعرية لمساوئها وعجزها وتقويضا لبنيانها المختل ومشروعها ألتآمري وما نسمعه اليوم من أصوات نشاز تتعالى هنا وهناك في الحقيقة إما حشرجات موت لقوى موتورة ومأزومة تعيش لحظات احتضارها وإما صرخات استغاثة مكلومة لقوى أخرى فقدت مصالحها وأفل نجمها من سماء الوطن وارتمت في مزبلة التاريخ تسحقها أقدام الجماهير الزاحفة نحو المستقبل الوحدوي الجميل.

فخامة الأخ الرئيس.. لقد سبق أن أعلنا نحن مناضلي الثورة اليمنية مواقفنا من كل الأحداث والتطورات التي تشهدها الساحة الوطنية ومن كل التآمرات التي يتعرض لها وطن الـ22 من مايو في أكثر من مناسبة وهذه المواقف تمثل امتدادا عمليا لقيمنا ومبادئنا الثورية الوحدوية ولنضالاتنا وتضحياتنا ضد الإمامة والاستعمار وترسيخ قيم الثورة والوحدة والديمقراطية والدفاع عنها. وفي هذه الندوة جدد مناضلو الثورة عهدهم بالوفاء والولاء الوطني من خلال الكلمات التي ألقيت في افتتاح الندوة باسم الجهات المنظمة للندوة وباسم المناضلين المشاركين فيها وحرصنا أن تكون أعمال هذه الندوة أحد أشكال تنمية الوعي والنضال المعاصر لحماية الثورة والوحدة من أعدائها التاريخيين المتربصين بها والتصدي القوي والحازم لكل دعاة التمزق والانفصال ولكل المحاولات التي تسيء للوطن والتاريخ النضالي لشعبنا وتضحياته الجسيمة.

لقد علمتنا تجارب الماضي استحالة المضي قدما بأهداف الثورة والحل الناجز لأكثر مشاكل الواقع الوطني تعقيدا والتصدي لتحديات المستقبل إلا في ظل الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي وكبح جماح الغوغائيين ودعاة التخلف والانعزالية وقوى التآمر أيا كانت أهدافها أو مطالبها وشعاراتها السياسية وانتماءاتها الفكرية والجهوية ونحن على يقين من أن حماية الثورة والديمقراطية ستظل اليوم كما كانت بالأمس ضرورة تاريخية وسنة طبيعية للثورة وأهم عناصرها وواجباتها على الإطلاق .

فخامة الأخ الرئيس القائد.. لقد تميزت هذه الندوة عن سابقتها في ارتفاع عدد المشاركين فيها وبحضور فاعل للمرأة إلى جانب عدد من رجالات الدولة والباحثين المختصين من جامعة عدن مما أضفى على هذه الندوة المزيد من التنوع والشمولية في طبيعة أوراق الندوة ونقاشاتها.. والقضايا التي بحثتها ووثقتها.

وفي الوقت ذاته شكلت هذه الندوة لوحة بانورامية وطنية جميلة لواقع النضال الوطني التحرري بشقيه المدني والعسكري، واختزلت جميع مكوناته السياسية الاجتماعية السائدة حينها بكل ما ساد فيها من اختلاف وتناقض في المواقف ووجهات النظر حول بعض القضايا التي مازالت حتى اليوم محل اختلاف العديد من فرقاء النضال التحرري وهذا ما تجلى في بعض جلسات هذه الندوة التي اتسمت بحدة الطرح والمهاترات وتبادل الاتهامات التي أضفت على أعمال الندوة المزيد من الأهمية والبعد التاريخي في توثيق الوقائع والاحداث من وجهات نظر مختلفة ومتباينة تاركة للباحثين والمؤرخين مهمة فرز الغث من السمين وتصنيف هذه الوقائع والاحداث ودراستها وتحليلها من منظور علمي تاريخي ووفق تطور مذاهب التاريخ وفلسفاته وأدواته النظرية والعلمية المعاصر.

فخامة الأخ الرئيس القائد. إن المشاركين في هذه الندوة يعتبرون كلمتكم التوجيهية التي ألقيت في الجلسة الافتتاحية أحد أهم وثائق هذه الندوة بما تحمله من مضامين ذات أبعاد سياسية وطنية كبيرة تتجاوز معطيات الحاضر نحو معالجة اشكالات الماضي وتركته السياسية الاجتماعية المثقلة وتمهد الارضية المناسبة لإعادة بناء حاضر الوطن ومستقبله على أسس وحدوية اجتماعية صحيحة ومتينة تعكس نهجكم التسامحي وحرصكم الدائم على معالجة جراحات الوطن وعلله المختلفة .

لقد تحققت الوحدة المباركة في 22مايو 1990م وكانت قناعاتكم وتوجهاتكم صحيحة، من حين أعلنتم أن بناء الحاضر والمستقبل لا يمكن ان يتحقق بشكل سليم وناجز إلا من خلال معالجة جراحات الماضي وإشكالاته وموروثاته المختلفة التي مازالت تفرض نفسها وآثارها السلبية على حاضرنا بفعل رواسبها المتخلفة المعشعشة في وجدان ووعى قطاع واسع من أبناء هذا الوطن وتتحكم في نمط تفكيرهم وسلوكهم المعاصر الذي يبدد قدرات الوطن وطاقاته البشرية الخلاقة من صراعات ومعارك ثأر سياسية ثانوية ويحد من قدراتنا على الانطلاق نحو المستقبل .

إن جهودكم المبكرة في معالجة مخلفات ورواسب وموروثات الماضي المتخلفة التي تعود جذورها إلى ما قبل الثورة اليمنية 26سبتمبر و14أكتوبر، تمثل بكل المعايير التاريخية أحد أهم وأعظم وأخطر معارككم التي تخوضون غمارها في سبيل الحفاظ على هذه الثورة وتجديد روحها، وفي سبيل صيانة وتعزيز عرى الوحدة الوطنية للشعب والظفر بالحاضر والمستقبل ولقد حققتم في هذه الحرب الضروس والمعقدة والمكلفة الكثير من الانتصارات والنجاحات التي لا ينكرها إلا جاحد أو معاد لهذا الوطن.

فخامة الأخ الرئيس..

إن إعلانكم رد الاعتبار لجميع أبناء الوطن الذين استشهدوا بعد الثورة في دوامات الصراعات الداخلية التناحرية من داخل كل شطر وبين الشطرين وتكريمهم معنويا وإنصافهم تاريخيا ورعاية ودعم أسرهم وأبنائهم يمثل امتداداً عضوياً لنجاحاتكم وأعمالكم في التصدي لإشكالات الواقع الاجتماعية المعاصرة من خلال معالجة جذورها الماضوية من مصادرها وتجاوز مسبباتها وآثارها السلبية.

إننا نحن مناضلي الثورة اليمنية نعلن تأييدنا ودعمنا الكامل لهذه التوجيهات وننذر أنفسنا للعمل تحت قيادتكم لإنجاز مختلف مهام البناء الوطني التي تتصدون لها، ونؤكد لكم نحن المشاركين في هذه الندوة الذين عايشوا أحداث الماضي وساهموا في صناعة نجاحاته وإيجابياته، كما ساهموا في صناعة اخفقاته وسلبياته، وان العديد ممن شاركوا في صناعة مآسي وإشكالات تلك المرحلة، لم يتخلوا عن مسؤوليتهم وسيكونون مشاركين فاعلين ومؤثرين في إنجاح هذه الدعوة.. فهؤلاء المناضلون وما عرف عنهم من روح للتضحية ونكران للذات، أكثر قدرة من غيرهم على إدراك أسبابها وعواملها وشخوصها والمساهمة العملية في معالجتها.

فخامة الأخ الرئيس.. لقد كان وسيظل مناضلو الثورة اليمنية حريصين على تنفيذ توجهاتكم الخاصة بإغلاق ملفات الماضي، إلا انهم في الوقت ذاته يحرصون على توثيق هذه الملفات كجزء من تاريخ هذا الوطن في وجهه السلبي، حتى يتسنى للأجيال دراستها برؤية نقدية تحليلية واقعية تمكنهم الاستفادة من الأخطاء وعدم تكرارها أو إعادة إنتاجها، فالذي لا يدرس التاريخ لا يتعلم من ماضيه، ولا يمكن له أن يتجاوز أخطاء هذا الماضي وسلبياته بل سيعمل على إعادة إنتاج سلبيات وإشكالات الماضي بوسائل وأشكال وأساليب معاصرة.

فخامة الأخ الرئيس القائد.. قبل أربعين عاماً توج شعبنا نضالاته الوطنية التحررية بالاستقلال السياسي من السيطرة الاستعمارية بيد أن هذه الاستقلال السياسي لم يحقق كامل أهداف الثورة التي نجحت إلى حد كبير في إحداث تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية كبيرة، لم تصل إلى المستوى الذي يساعدها على التحرر من جمودها وشمولية السياسي وضيق قاعدته الاجتماعية وغيرها من السلبيات المولدة لدورات الصراعات السياسية التناحرية التي شهدها الوطن قبل الوحدة.

لقد تمكنتم يا فخامة الرئيس من تجديد روح الثورة وتحريرها من جمودها الداخلي وقوالبها السياسية الاقتصادية والفكرية الجامدة وتحرير الوطن من براثن التشطير وإخماد جذور الفتن والصراعات والحروب الداخلية والشروع في بناء الدولة الوطنية المؤسسية الحديثة.. والأهم من ذلك الأخذ بالخيار الديمقراطي كأحد أهم الوسائل الحضارية المعاصرة لبناء وإعادة بناء الإنسان اليمني الجديد في ظل واقع جديد يحقق له الحرية السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية ويضمن صيانتها وحمايتها.

لقد جاءت مبادرتكم في التعديلات الدستورية وتطوير النظام السياسي الديمقراطي في بلادنا لتؤكد صواب خياراتكم وقدرتكم العالية على فهم معطيات الواقع الوطني السياسي واحتياجاته المعاصرة والمستقبلية، وتمثل خطوة متقدمة في مسار ترسيخ وتطوير التجربة الديمقراطية وتوسيع نهج المشاركة الشعبية المباشرة في صناعة القرار وإدارة البلد وتهدف إلى تفعيل وتبسيط المنظومة الاجتماعية والسياسية وتطوير أدائها وتعزيز إسهاماتها العملية في بناء الوطن.

لقد مثلت هذه المبادرة أحد محاور الندوة التي تم بحثها ومناقشتها باستفاضة من قبل كافة المشاركين الذين اعتبروها ضرورة حتمية معاصرة اشترطتها قوانين تطوير التاريخ الوطني واحتياجات الوطن إلى حلول علمية واقعية لمشكلات الحاضر وتحديات المستقبل وتحديث البناء المؤسسي للدولة اليمنية.

مرة أخرى نعاهدكم يا فخامة الرئيس على المضى قدماً في دروب الثورة واستكمال مشوارنا الذي بدأناه قبل نصف قرن والعمل المشترك تحت قيادتكم الحكيمة لمواجهة مختلف التحديات المعاصرة برؤية وطنية موحدة تستمد قيمها وأهدافها من واحدية الثورة اليمنية... وشكرا,,,

المشاركون في ندوة الثورة اليمنية (الانطلاق .. التطور .. آفاق المستقبل) الجزء الخامس (الاستقلال وواحدية النضال الوطني) عدن 5 ديسمبر 2007م».