سيل من الانتقادات وعقود بمليارات الدولارات بمناسبة زيارة القذافي لفرنسا

> باريس «الأيام» فيليب الفروي :

>
الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي
الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي
وصل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أمس الإثنين الى باريس في زيارة تستغرق خمسة ايام اثارت سيلا من الانتقادات حتى داخل الحكومة الفرنسية استقبله خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اعلن عن توقيع عقود ب"عشرات المليارات من الدولارات".

واكد الرئيس الفرنسي المتهم باعتماد "دبلوماسية دفاتر الشيكات"، انه طلب خلال اللقاء الاول الذي جمعه بالزعيم الليبي "احراز تقدم على طريق حقوق الانسان"، في وقت اثارت زيارة القذافي حملة احتجاجات في فرنسا.

وقال ساركوزي امام الصحافيين "ان فرنسا تستقبل رئيس دولة تخلى نهائيا عن حيازة السلاح النووي وقرر وضع مخزونه تحت مراقبة المنظمات الدولية واختار التخلي نهائيا عن الارهاب والتعويض عن الضحايا".

وقال ساركوزي الذي واجه انتقادات شديدة اللهجة من المعارضة وجمعيات حقوق الانسان لاستقباله القذافي "ان فرنسا هي التي فاوضت من اجل الافراج" عن الممرضات والطبيب البلغار في تموز/يوليو بعد اعتقالهم ثماني سنوات في السجون الليبية "والا لكانوا ما زالوا في السجن".

كما اعلن ساركوزي ان "عقودا بقيمة عشرة مليارات يورو" ستوقع مع ليبيا خلال زيارة القذافي.

وقال ساركوزي "سأوقع عقودا بقيمة عشرة مليارات يورو مع الطرف الليبي".

واوضح ان فرنسا ستوقع مساء الاثنين "عقود تعاون بشأن مصنع لتحلية مياه البحر يعمل بمفاعل نووي" و"تعاون في مجال الاسلحة وعدد من العقود الاقتصادية".

وكان سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي تحدث الجمعة عن شراء "طائرات ايرباص بما يزيد عن ثلاثة مليارات يورو" و"مفاعل نووي"، مضيفا ان ليبيا تريد ايضا شراء "العديد من التجهيزات العسكرية" والتفاوض على طائرة رافال القتالية.

وبعد نزوله من الطائرة في مطار اورلي، صعد القذافي في سيارة ليموزين بيضاء وانطلق موكبه المؤلف من مئة سيارة رسمية على الفور باتجاه قصر الاليزيه,وفرضت اجراءات امنية مشددة لمناسبة هذه الزيارة.

ووصل القذافي الى باحة قصر الاليزيه حيث استعرض ثلة من الحرس الجمهوري قبل ان يستقبله الرئيس الفرنسي على سلم الاليزيه.

وانتشر قناصة لضمان امن الزعيم الليبي الذي رافقه عدد كبير من حراسه الشخصيين.

وتم توقيف حوالى ثمانين شخصا من معارضين او مؤيدين للزعيم الليبي كانوا يحاولون التظاهر في باريس.

وستقام في الاليزيه مساء مأدبة عشاء على شرف الزعيم الليبي على ان يعقد لقاء جديد مع ساركوزي الاربعاء.

وفي حين ما زالت لجنة برلمانية تحقق في ظروف اطلاق سراح الفريق الطبي البلغاري في تموز/يوليو، تثير زيارة القذافي انتقادات حادة من المعارضة ومن داخل الحكومة نفسها.

جانب من المتظاهرين
جانب من المتظاهرين
وما عزز الاحتجاجات الوعود التي قطعها ساركوزي خلال الحملة الانتخابية باتباع دبلوماسية "جديدة" تراعي في الخصوص حقوق الانسان.

وقد زاد عليها امام البرلمان الاوروبي في تشرين الثاني/نوفمبر بقوله ان "كل من خاضوا تجربة التخلي عن حقوق الانسان من اجل الاستفادة من عقود لم يحصلوا على العقود وخسروا في ساحة القيم".

وانتقدت وزيرة الدولة الفرنسية لحقوق الانسان راما ياد بشدة زيارة القذافي.

وقالت ياد في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" ان "بلدنا ليست ممسحة يمكن لاي زعيم، ارهابي كان ام غير ارهابي ان يأتي ويمسح فيها قدميه من دماء جرائمه" مضيفة "يجب ان لا تتلقى فرنسا قبلة الموت هذه".

ثم خففت من وطأة تصريحاتها وجدد الرئيس الفرنسي ثقته بالوزيرة المنتدبة لحقوق الانسان.

وقال ساركوزي الذي واجه انتقادات شديدة اللهجة من المعارضة وجمعيات حقوق الانسان لاستقباله القذافي "ان فرنسا هي التي فاوضت من اجل الافراج" عن الممرضات والطبيب البلغار في تموز/يوليو بعد اعتقالهم ثماني سنوات في السجون الليبية.

وبدأت طرابلس الخروج من عزلتها عام 2003 حين اعلنت التخلي عن انتاج اسلحة دمار شامل وقدمت تعويضات لضحايا اعتداء لوكربي في اسكتلندا (270 قتيلا عام 1988) والاعتداء على طائرة دي سي-10 تابعة لشركة اوتا فوق النيجر (170 قتيلا عام 1989).

وغداة الافراج عن الطاقم الطبي البلغاري قام ساركوزي بزيارة لليبيا وقع خلالها اتفاقي تعاون نووي وعسكري. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى