> اختير النائب الاول لرئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، القيادي في الجناح "الليبرالي" في الكرملين، مرشحا لحزب روسيا الموحدة الحاكم الى الانتخابات الرئاسية بدعم من الرئيس فلاديمير بوتين، ما يجعل وصوله الى الرئاسة في آذار/مارس 2008 مرجحا جدا.

وقال رئيس حزب "روسيا الموحدة" بوريس غريزلوف مخاطبا الرئيس الروسي بحسب مشاهد بثتها قنوات التلفزة الروسية "نريد ان نقدم اليكم هذا الترشيح الذي ندعمه جميعا، ترشيح النائب الاول لرئيس الوزراء ديمتري اناتوليفيتش ميدفيديف".

ورد بوتين "في ما يتعلق بترشيح ديمتري ميدفيديف، انا اعرفه جيدا منذ 17 عاما وعملت معه خلال كل هذه الفترة وادعم ترشيحه دعما تاما وكاملا".

واعلن غريزلوف ان ميدفيديف (42 عاما) سيكون مرشح حزبه وكذلك حزب "روسيا الصحيحة" المقرب من الكرملين وحزبي الفلاحين و"القوة المدنية".

وحصد حزب "روسيا الموحدة" 64% من الاصوات في الانتخابات التشريعية في الثاني من كانون الاول/ديسمبر. واذا ما اضيفت اليها الاصوات التي حازتها الاحزاب الاربعة الباقية يصبح المجموع 75% من الاصوات.

وقال الرئيس الروسي ان اشتراك الاحزاب الاربعة في تقديم "اقتراح كهذا (...) يشير الى ان لدينا فرصة تشكيل سلطة مستقرة في روسيا بعد انتخابات آذار/مارس".

واكد غريزلوف ان حزب روسيا الموحدة سيعقد في 17 كانون الاول/ديسمبر مؤتمرا حزبيا يتبنى فيه رسميا ترشيح ميدفيديف الى الرئاسة.

واضاف ان ديمتري ميدفيديف "اهتم جيدا بمشاريع وطنية (حكومية) وببرامج ديموغرافية وعلى الرغم من المشاكل فقد حقق نتائج".

من جهته اعلن سيرغي ميرونوف زعيم حزب "روسيا الصحيحة" المقرب من الكرملين ان "ميدفيديف حقوقي لامع وخبير فذ بالقانون العام والدولي" وهو "على الصعيد المهني جاهز" للرئاسة.

واضاف "بالنسبة الي الاهم هو انه احد رفاق السلاح لفلاديمير بوتين".

وتردد اسم ميدفيديف، الحقوقي الذي بدأ حياته المهنية في فريق بوتين في بلدية سانت بطرسبورغ في التسعينات، كاحد المرشحين لخلافة الرئيس الروسي في 2008.

وميدفيديف ليس عضوا في حزب روسيا الموحدة لكنه ليس مضطرا للانتماء الى الحزب لكي يترشح الى الانتخابات الرئاسية المقررة في الثاني من آذار/مارس و23 منه.

ويعتبر هذا المرشح من بين قادة الجناح "الليبرالي" في الكرملين. وقد بدأ ارتقاء المناصب فعليا منذ توليه منصب رئيس مجلس الادارة الرئاسية وتعيينه رئيسا للمجموعة الروسية العملاقة للغاز "غازبروم".

واعتبر المحلل السياسي في مركز كارنيجي اليكسي سيدورنكو ان هذا الترشيح "كان غير متوقع بعض الشيء".

واضاف "كل الشائعات التي سرت مؤخرا كانت تشير الى ان سيرغي ايفانوف (الذي يشغل بدوره منصب نائب رئيس الوزراء) سيكون خليفة بوتين وان القرار لن يتخذ الآن بل في 17 كانون الاول/ديسمبر".

واوضح ان الوقت امام الحملة الانتخابية لا يزال طويلا ويمكن ان يخبئ مفاجآت كاحتمال ان يدعم الرئيس ترشيحا آخر، ولا سيما ترشيح شخصية مستقلة.

في المقابل اعتبر النائب المستقل فلاديمير ريجكوف ان ديمتري ميدفيديف "هو من دون ادنى شك الخليفة المختار، ولكنه خليفة تسوية".

ويمنع الدستور الروسي الرئيس فلاديمير بوتين الذي شغل ولايتين رئاسيتين متتاليتين مدتهما ثماني سنوات، من الترشح لولاية ثالثة.

لكن سيناريوهات عدة تحدثت عن امكانية عودته الى الرئاسة في انتخابات 2012، بل حتى قبل هذا التاريخ عبر انتخابات مبكرة يفرضها رئيس "تكنوقراطي". (أ.ف.ب)