قصة قصيرة بعنوان (امبراطورية سعد)

> «الأيام» حسين فضل الفضلي:

> كل موازين الأيام لم تتأرجح أمام صديقنا الموظف سعد.. وبرهن لحيرتنا أنه أقوى من أهوال الزمن بل وأشد.. ولم نره تائهاً قط.. أو يضع يده يوماً على الخد.. تزوج سعد وله ثلاثون بنتاً وولد.. تزوج الأولى ولم تنجب والثانية كان يظن أنها عقيم لم تلد.. فتزوج الثالثة وحبلن جميعهن، سبحان الخالق الواحد الأحد!.. سألته عن المأكل؟ وكيف يكسو كل جسد؟ وهل يأتيه من هنا أو هناك بعض المدد؟.. فلم يأتني منه رد.. إلا بعد أن ذهنه قليلاً شرد.. وقال: لم يطرق باب منزلي أحد.. سوى رجل صالح، إلهي يطول في عمره أمد!.. وغير الله ثم الرجل الصالح لم أجد معيناً أو سند.. فقلت له: ما شاء الله على هذا العدد! ألا تعتقد؟. فقطع حديثي وقال: كثيرون مثلك وجهوا إليّ أسئلة ونقد.. فقلت له: ألم تعش ليالي القهد؟ ألم يكن بالك بين جزر ومد؟.. ألم تكن شبه مجنون حيث أصاب نصفهم رمد؟ فلا تبالغ ياسعد.. ولو أحد مثلك فإنه لذاكرته قد فقد.. ولربما مر على جثته زمن وهي في اللحد.. فابتسم سعد، ثم حمد الله وسجد، وقال: اسمع يا أخي فهد، أنا سأوفر عليك الجهد.. رغم إن كلامك لا يعطيني شيكاً أو نقد.. هذا قدري.. ومحكوم أنا فيه إلى الأبد.. ولا أنام حتى أطمئن على كل من أكل وشبع ورقد.. وإلى أكثر من هذا الحد.. والله رازق لكل من على الأرض وجد.. وقريباً إن شاء الله، وبإذنه سترى وقد زاد عندي العدد.. وسعد مزاح إلى أبعد حد.. ورجل مواقف فذ.. وآراؤه صائبة لا ترد.. وله كبرياء لربما يخفي وراءها هموماً وكد.. ومن يدري؟ فقد يكون أكثرنا سعادة وهناء وود.. وباختصار هو جاد جداً وقت الجد.. كيف لا وحكمته في الحياة: كل فرد بيد الله يومه والغد.

فودعته، وصافحت أولاده التوأم البكر: أسعد وسرمد، وقبلت يد طفلته شهد.. وهي الأصغر وما تزال في المهد.. وبينما كنت عائداً إلى أسرتي القليلة العدد.. أقول في نفسي كيف لسعد أن يكون في هذا الزمن كفيلاً وند؟! وهل يتخذ منه موعظة للفقراء الذين هم تحت الصفر من الخط .. هل هو عالم مقتصد؟ وهل يستفاد منه كاستشاري لأي بلد؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى