المسيمير لاتزال في عناق مستمر مع الظلام ..أطفالها وطلاب مدارسها يستغيثون: من ينقذنا من وحشة وقيود الظلام الدامس

> «الأيام» محمد مرشد عقابي:

>
يطلبن العلم.. ولو بضوء فانوس
يطلبن العلم.. ولو بضوء فانوس
الظلام الدامس هو العنوان البارز لكتاب المسيمير المحتوي على كل أشكال وألوان المآسي.. أجواء ملبدة بغيوم الظلام الموحش.. منازل احتلها وعشعش فيها، ومايزال يسكنها ويتسيد أرجاءها.. حارات وأزقة وشوارع تكتسي تلك الحلة الكئيبة التي أضحت نذير شؤم على كل منزل من منازل المسيمير.

ومن بين حواجز الظلام الدامس الذي يعتقل مديرية بأكملها تتعالى وتبرز آهات وصرخات معاناة الأطفال وطلاب المدارس الذين لا يجدون أي مخرج منه سوى الخضوع والرضوخ له وتسليم أنفسهم البريئة لسواده الحالك في صورة من صور الإذلال غير المسبوقة.. أطفال مدارس المسيمير يراجعون دروسهم ويستذكرون ماتعلمونه يومياً في مدارسهم تحت ضوء الفانوس الخافت، طلاب أصبح الفانوس المنقذ الوحيد لمستقبلهم الدراسي من الضياع، أطفال أصبح الفانوس أنيسهم في وحشة الظلام الحالك.

«الأيام» سبرت أغوار ظلام المسيمير لإبراز معاناة أطفالها وطلابها فخرجت بهذه الأسطر البسيطة من واقع المعاناة المعاشة تضعها منثورة على طاولة المسئولين.. فإليكم -أعزائي القراء- الحصيلة:

الفانوس.. في لقطة جماعية مع أصدقائه الطلبة
الفانوس.. في لقطة جماعية مع أصدقائه الطلبة
طلاب المدارس: كل آمالنا وأحلامنا للمستقبل مرهونة بضوء فانوس

أطلقت من أفواههم كلمات وكأنها حمم بركانية تلتهم مسامع كل من يسمعها، تحولت ملامح الطفولة والبراءة في وجه الطفلتين والطالبتين الذكيتين (ندى العبادي وجمعة عبدالمنعم) إلى كتل محمرة من الحزن العميق على حالتهما في المذاكرة تحت الفانوس؛ حيث بدأتا بالحديث إلينا:« لاندري إلى أي مكان نذهب للمذاكرة ومراجعة دروسنا بعد أن سيطر الظلام بسواده الحالك على جدران منازلنا ليبقينا معزولين ومجردين من كل سبل الراحة والتنعم بمراحل سننا ودراستنا» وأضافتا:« كيف لنا أن نشعر بوجودنا في منازلنا كأطفال وطلاب ونحن لانجد ضوءً يؤنسنا في وحشة الظلام ويساعدنا على قراءة واسترجاع دروسنا؟ وكيف لنا أن نشعر بأفضل مرحلة من مراحل عمرنا والظلام يحاصرنا أينما ذهبنا؟ وكيف لنا كطلاب أن نحلم بغد أفضل والظلام يحيط بنا من كل جهة ويسيطر علينا، وهو القرين والرفيق لنا حيث حللنا أو جلسنا؟» وواصلتا حديثهما:« وصلنا إلى درجة من الاكتئاب نتيجة الظلام المسلط علينا، وأصحبنا معه نكره وجودنا وبقاءنا في بلادنا ومسقط رأسنا -المسيمير- كوننا نفتقر فيها لأبسط سبل الحياة والراحة مقارنة بأطفال وتلاميذ المحافظات والمديريات الأخرى الذين تتوفر لهم سبل الحياة والكهرباء والماء والذين يستذكرون دروسهم تحت أنوار الكهرباء؛ بينما نحن أطفال وطلاب المسيمير تكالبت علينا الدنيا بظروفها القاسية لتمنحنا قساوة العيش والظلام الدامس الذي لم نجد منه مخرجاً سوى الاتجاه نحو الفانوس ليكون المنقذ والأنيس بعد ضياع كامل لأمل الخلاص من الظلام ووحشته».

أطفال وطلاب ومدارس المسيمير يستغيثون: من يفك عنا قيود الظلام الدامس

الفانوس أصبح الجليس والأنيس في أوقات الظلام العصيبة التي يقول عنها الطالب أيمن محمد الحكيم في حديثه:« الظلام هو سيد كل منزل ولم يعد بوسعنا- نحن الطلاب- مواجهته إلا برمز حضارة المسيمير (الفانوس) الذي أصبح المأوى والملجأ في لحظات الظلام الحالكة والعصيبة». وأضاف بنبرات حزن وبحشرجة صوت طفل بريء:« الفانوس جليسنا وقت المذاكرة ووقت الطعام، وأنيسنا وقت المنام في وحشة الظلام» واختتم حديثه بمناشدة كل الجهات بالمديرية والمحافظة بالتحرك لإنقاذ مستقبل أطفال وطلاب المديرية من الضياع بسبب الظلام؛ وذلك بتوفير ولو مولد كهربائي يعيد لنا بريق الأمل والبسمة للمستقبل قبل أن يطوي الظلام بسواده صفحات آمالنا وتطلعاتنا للمستقبل بالكامل.

أطفال المسيمير.. أعين تتطلع نحو مستقبل مجهول
أطفال المسيمير.. أعين تتطلع نحو مستقبل مجهول
نقرأ ونكتب تحت ضوء الفانوس الباهت

الطالب محمد العرابي تحدث إلينا بالقول:

«لايوجد لنا من سبيل للمذاكرة والكتابة سوى الفانوس وضوئه الباهت الخافت، كل ذلك يحصل لنا نحن الطلاب، وأعين من يعنيه أمرنا تغض طرفها عنا. وأصبح مستقبلنا الدراسي تذروه رياح الظلام، وأمل مواصلتنا لتعليمنا ومستقبلنا في ظل الظلام المتسيد أصبح من بين المصاعب التي تعرقل كل طموحاتنا وأحلامنا».

أنقذوا مسقبلنا يا أهل القلوب الرحيمة من بلاوي الظلام الدامس

أما طالب الثانوية نور الدين محمد أحمد الحكيم فقد رسم انطباعاته عن الظلام بالقول:« لم يعد لدينا من سبيل لإنقاذ أنفسنا من الفشل في دراستنا سوى الاعتكاف تحت الفانوس لكتابة واجباتنا ومراجعة دروسنا؛ فالفانوس أصبح يحتل مكانة مرموقة في كل منزل، ومعزته خاصة في قلوبنا -نحن الطلاب- لكونه يزودنا بالإضاءة الخافتة التي تفيدنا في المراجعة والاستذكار، وأصبح لا سبيل لمقاومة الظلام إلا بالفانوس».

وتساءل قائلاً:« لاندري إلى متى سيستمر حالنا على هذا الوضع، فلا كهرباء ولايحزنون، والجهات الرسمية التي تقع عليها مسئولية إنقاذنا من الظلام الدامس لاتحرك ساكناً إزاء هذه القضية، وكأن شيئاً لا يعينها».

وقال في ختام حديثه:« إن بقاءنا لساعات طويلة نراجع دروسنا تحت ضوء الفانوس الخافت قد سبب لنا الكثير من الأضرار والمتاعب في النظر.

وهو ماقد يكون له عواقب غير محمودة في المستقبل وماقد يقف عائقاً أمام طموحاتنا وأحلامنا في مواصلة تعليمنا الجامعي».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى