قضية اغتصاب تسلط الاضواء على الايدز في الامارات

> دبي «الأيام» علي خليل :

>
والدة الفتى الصحافية فيرونيك روبير
والدة الفتى الصحافية فيرونيك روبير
سلطت قضية اغتصاب فتى فرنسي سويسري في الخامسة عشرة من عمره من قبل ثلاثة اماراتيين، احدهم ايجابي المصل، الضوء على مرض الايدز في الامارات، وهو مرض ما زال الحديث عنه في هذا المجتمع المحافظ اقرب الى المحرمات.

وحكم الأربعاء الماضي على اثنين من المتهمين الاماراتيين الثلاثة باغتصاب الفتى، بالسجن 15 عاما بينما يحاكم الثالث وهو قاصر، امام محكمة خاصة.

اما بالنسبة لوالدة الفتى، الصحافية فيرونيك روبير، فان احدى اخطر الاوجه في قضية ابنها هي ان العائلة لم تبلغ بان احد المعتدين ايجابي المصل الا بعد عدة اسابيع من الحادثة.

ولا تزود الامارات منظمة الصحة العالمية باي ارقام حول عدد المصابين بالايدز بين سكان الدولة البالغين.

وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، قال هاني زيادي مدير برنامج منظمة الصحة العالمية للايدز والامراض المنقولة جنسيا في منطقة المتوسط والذي مقره القاهرة، "ليس لدينا ادنى فكرة" عن عدد المصابين في الامارات.

الا ان الصحيفة الاماراتية الناطقة بالانليزية "خليج تايمز" نقلت عن وكيل وزارة الصحة عبد الغفار الغفور قوله ان هناك 734 اماراتيا ايجابيي المصل، اي بارتفاع 35 شخصا مقارنة بارقام نشرت في نهاية 2006.

نظريا، بحسب مصدر طبي مطلع، لا يمكن للوافدين الاجانب الذي يشكلون حوالى 80% من سكان الامارات البالغ عددهم 1،4 ملايين نسمة، ان يكون بينهم اشخاص ايجابيو المصل اذ ان كل شخص يرغب بالعمل والعيش في الامارات عليه ان يخضع لاختبار دم يؤكد عدم اصابته بفيروس نقص المناعة المكتسبة و/او بامراض وبائية اخرى، ويتم ترحيله تلقائيا اذا كان مصابا.

الا ان ملايين الزائرين والسياح الذين يتوافدون سنويا الى الامارات لا يتم اخضاعهم لاي اختبار، وتعد دبي اكثر عرضة من غيرها من الامارات لكونها تستقطب اكبر عدد من السياح.

وفي حديث اجرته معه وكالة فرانس برس الاسبوع الماضي، قال العالم الفرنسي لوك مونتانييه الذي شارك في اكتشاف فيروس الايدز في الثمانينات، "دبي مدينة منفتحة جدا.. انها تستقبل عددا متزايدا من الاجانب، الا انها لن تتمكن عبر اجراء فحوصات للوافدين من حماية نفسها من الايدز. يجب ان يتم الحديث عن هذا المرض لكي يتم كبحه".

واضاف "ان ما احاول ان اقوله هو ان موقفهم الحالي (في الامارات) يمكن ان يكون له تداعيات كارثية"، في اشارة الى ما اعتبره نقصا في التوعية وفي النقاش العلني حول المرض.

من جهتها، قالت مديرة البرنامج الوطني الاماراتي لمكافحة الايدز ندى المرزوقي في حديث مع فرانس برس "نحن نرصد حالات اصابة بالفيروس ويمكننا متابعتها واعطاء المصابين النصائح حول العلاجات وسبل الوقاية".

الا ان محاكمة الاماراتيين الثلاثة اظهرت تقصيرا ما من قبل السلطات في هذا المجال اذ انها كانت على علم منذ عدة سنوات بان احد المتهمين بالاعتداء ايجابي المصل، وهو صاحب سوابق ايضا.

وقال مصدر طبي في الامارات انه "يجب ان تكون هناك مراكز طبية تقوم باختبارات فورية لضحايا الاغتصاب" للتاكد من عدم انتقال عدوى الايدز.

وهذا المطلب هو تماما مطلب السيدة روبير التي قامت بحملة لكي تنشئ الحكومة مركزا لمعالجة ضحايا الاغتصاب القصر.

وقال متحدث باسم حكومة دبي لفرانس برس ان اقتراحا في هذا الصدد سيقدم الى الحكومة.

اما المرزوقي فاكدت ان البرنامج الذي تديره يهدف الى "حماية السكان من حصول حالات اصابات جديدة".

الا ان البحث علنا في مواضيع تتعلق بالحياة الجنسية للسكان ليست بالامر السهل في المجتمع الاماراتي المحافظ ولو انه يعد من الاكثر انفتاحا في المنطقة.

ويضيف المصدر الطبي في هذا السياق ان "المشكلة هي ان موضوع الايدز يبقى الحديث عنه من المحرمات"، مشيرا الى وجود "حواجز اجتماعية ودينية تعقد الامور في ما يتعلق بالتوعية، ليس فقط في الامارات، بل في كل المنطقة".

والخطر جدي بشكل خاص بالنسبة للعاملات في الدعارة في دبي حيث ان الدعارة اخذت ابعادا كبيرة نسبيا في امارة دبي المنفتحة.

ويقول زيادي من منظمة الصحة العالمية "ان احد ابرز المخاطر في ما يتعلق بانتشار الوباء، هي الدعارة".

وكانت شرطة دبي اعلنت في اذار/مارس الماضي انه تم ترحيل حوالى 4300 امراة يعملن في الدعارة في 2006. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى