سعادة ماساكازوتوشيكاجي السفيرالياباني باليمن لـ «الأيام»:الحديث عن صناعة السيارات في اليمن مازال مبكـرا والبتـرول فـي اليمن لم تعد تستخدمه السيارات في العالم

> «الأيام» عبدالملك الشراعي:

>
السفير الياباني أثناء الحوار مع الزميل عبدالملك الشراعي
السفير الياباني أثناء الحوار مع الزميل عبدالملك الشراعي
اغتنمت «الأيام» فرصة وجود السيد ماساكازو توشيكاجي، سفير اليابان في زيارة عمل لمدينة تعز، لمتابعة مشاريع المساعدات التي تقدمها السفارة للمحافظة وخصوصا منها في مجال التعليم، وهي المشاريع التي كان لها آثار طيبة في تطوير العملية التعليمية بالمحافظة..

وفي مدينة تعز التقت «الأيام» السفير الياباني وأجرت معه الحديث التالي:

> سعادة السفير كيف ترون مدينة تعز وماهي مشاريعكم المستقبلية؟.

- هذه زيارتي الثالثة لمدينة تعز منذ ان أتيت اليمن في يناير من هذا العام كل مرة أزور فيها تعز أذهل بالمناظر الطبيعية للمحافظة بشكل عام، وأعرف عن تعز أنها قدمت من شبابها وابنائه العديد في المجالات السياسية ورجال الاعمال الذين يعملون في مجالات مختلفة بالبلاد، وأنا سعيد لأن أعود مرة أخرى لمدينة تعز أبحث مع المسؤولين والناس في تعز مجالات التعاون والتطوير الثنائي بين البلدين خصوصا في مجال التعليم الاساسي حتى يتمكن هؤلاء الطلاب مستقبلا من المساهمة في تحسين اقتصاد البلاد والانخراط في سوق العمل، وأنا هذه المرة أتيت للمشاركة في افتتاح بعض المشاريع الصغيرة التي قدمتها الحكومة اليابانية في مجالات التعليم الاساسي.

وكما ذكرت سابقا أن تعز تسهم كثيرا في دعم التنمية في اليمن من خلال التعليم، لأن هناك كثيرا من المدن الريفية في داخل المحافظة التي تقدم لها السفارة الدعم، قدمنا دعما لبعض المدارس لبناء بعض الفصول ليتمكن الطلاب من الالتحاق بشكل أكبر وخصوصا الفتيات في هذه المناطق الريفية.

وبالرغم من ان هذه المساعدة هي مساعدة بسيطة تقدمها السفارة، الا انه من الأشياء الأساسية التي نقدمها لابناء المناطق الريفية ان يكون لديهم فصول يستطيعون من خلالها الالتحاق بهذه المدارس وزيادة أرقام الطلاب في التعليم الاساسي، وبالاضافة الى هذه المشاريع الصغيرة التي نقدمها مضى وقت من مساهمتها في تقديم دعم لتطوير دعم الفتاة في محافظة تعز.

وهذا المشروع المتعلق بتعليم الفتاة في محافظة تعز صار له ثلاث سنوات وسنستمر ايضا سنة أخرى اضافية حتى نهاية هذا المشروع.

ويهدف هذا المشروع الى تطوير تعليم الفتاة من خلال إيجاد برنامج معين يتعلق بالادارة المدرسية وتحسينها وخصوصا فيما يتعلق بتطوير تعليم الفتاة، والبرنامج يهدف الى عمل نموذج في مجال الادارة وتحسين التعليم الاساسي في المدارس الابتدائية على ان تتولى الحكومة اليمنية بعد ذلك تقديم الميزانية لإدارة هذه المدارس بحيث ان هذا المشروع يمثل نمودجا لهم مستقبلا ليؤدوا نشاطهم في نفس الاتجاه

وهذه الميزانية التي ستقوم الحكومة اليمنية بتوفيرها لتلك المدارس النموذجية تهدف الى تحسين التعليم والادارة المدرسية في هذه المدارس مما يؤدي الى ان الادارة في هذه المدارس تتمكن من ان تدير برامجها التعليمية من ذات نفسها مستقبلا، وستقوم هذه المدارس باختيار المدرسين وتبني ما تراها ضروريا لتوسيع مدارسها وذلك للحصول على أي وسائل تعليمية تتطلبها مثل الكتب والمعدات والمختبرات التي تحتاجها وكل هذا بحسب خططهم المطروحة والمبنية على الدعم المقدم لهم من الحكومة اليمنية.

ويهدف هذا لمشروع الى انشاء نموذج للادارة المدرسية وهناك العديد من الطلاب في المناطق الريفية يدرسون تحت الاشجار لا توجد لديهم فصول ولا مدارس فنحن سنستمر في دعم هذه الادارة المدرسية وتطويرها في نفس الوقت سندعم بناء مدارس صغيرة لكي يتمكن هؤلاء الاطفال الذين يدرسون تحت الاشجار من الدارسة بشكل أفضل من المدارس.

نحن نجمع الآن بين جانبين جانب فني متمثل في تطوير الادارة المدرسية وجانب يتعلق ايضا ببناء المدارس وبعمل هذين الشيئين نستطيع ان نساهم في تطوير العملية التعلمية في مدينة تعز.

وتعتبر تعز من أكبر المحافظات من حيث عدد السكان والبالغ حوالي 2.6 مليون نسمة وسنواصل الدعم لمحافظة تعز لنساعد في التنمية الاجتاعية على مستوى اليمن.

ونأمل ان تمثل تعز المحافظة النموذجية في مجال تنمية التعليم الاساسي وخصوصا تعليم الفتاة نأمل ان تقتدي المحافظات الاخرى بعد ذلك بهذا النموذج في مجال التعليم الاساسي تعليم الفتاة بحيث تصل اليهم الخبرة الموجودة في تعز وايضا يتعلمون أهمية التعليم بالنسبة للتنمية بشكل عام.

>لماذا تركزون مشاريعكم على بناء المدارس وخصوصا ما يتعلق بتعليم الفتاة؟

-أعتقد انه بالنسبة لمنظمات المجتمع المدني لديهم مجال مهم جدا يمكن ان يعملوا فيه في مجال تطوير التعليم الاساسي في اليمن، فمن خلال المشاريع الصغيرة التي تقدمها السفارة أساسا في تقديم الدعم للمنظمات غير الحكومية فإن منظومة غير حكومية لها اهتمام في مجال التعليم الاساسي بإمكانها ان تقدم طلباتها او مقترحاتها للمشاريع الى السفارة وسنأخذها بعين الاعتبار من حيث دعمها.

>هل هناك مجالات تنموية أخرى تسهم بها السفارة اليابانية في اليمن خارج اطار التربية والتعليم؟.

-برامج المساعدات الصغيرة التي تقدمها السفارة يمكن ان تقدم العديد من المساعدات في مجالات مختلفة فقد قدمنا مثلا في مجالات نظافة المدن وفي تحسين مياه الريف وايضا في تحسين الحالات الصحية وبالتالي هناك مجالات عديدة أخرى يمكن ان تساهم فيها، فإذا كان هناك منظمات مجتمع مدني لديها بعض الآراء أو المقترحات أو بعض المشاريع بإمكانها التقدم بها الى السفارة وستأخذها في الاعتبار.

والى جانب هذه المشاريع التي نقدمها في مجالات التعليم والصحة، هناك ايضا مشاريع أخرى تقدمها السفارة اليابانية في مجالات مياه الريف والتدريب المهني وجميعها تمثل في نظرنا مشاريع أساسية وإسهامات حيوية يمكن لنا ان نسهم في دعمها.

>ماذا عن لقائكم بالاخ المحافظ؟

ـ ناقشنا مع المحافظ تطوير التعليم في المحافظة وذكرنا ان تعز إحدى المحافظات القيادية التي قدمت العديد من الاقتصاديين العاملين في مناطق مختلفة في اليمن وبالتالي أهمية التعليم تكون أساسية في محافظة تعز وقد ذكر المحافظ تطوير التعاون ليس فقط في مجال التعليم ولكن ايضا في مجالات عديدة أخرى.

>هل هناك صعوبة أو معوقات تعترض أجندة السفارة اليابانية للقيام بمشاريع أخرى؟

ـ لا أعتقد ان هناك شيئا يمكن اعتباره عراقيل تعيق تنفيذ المشاريع اليابانية ولكن يظل هناك مجال للتحسين مثلا اذا قدمنا مساعدة لفترة محددة فنتوقع من النظراء اليمنيين القيام بالمهمة بعد انتهائنا بمفردهم وتحمل كل التكاليف والتبعات ومثل لذلك نمودج تحسين الادارة المدرسية التي نقوم بها حاليا، فعلى الجانب اليمني ان يتحمل المسؤولية بعد انتهاء المشروع كاملاً، ونحن لا نستطيع الاستمرار الى ما لا نهاية، فعلينا التوقف في وقت من الاوقات وبعد ذلك على الجهات المعنية مواصلة المسيرة وبـإمكانياتها الذاتية.

ونحن نتوقع مشاركة الاهالي في الادارة المدرسة وهذا هو جزء من النموذج الذي قدمناه في هذا المشروع.

>قبل أيام تحدث نائب القنصل الامريكي عن برنامج التبادل الثقافي بين اليمن وأمريكا بما في ذلك المنح الدراسية، ما الذي تقدمه سفارة اليابان في هذا المضمار؟.

ـ التبادل الثقافي وتطويره شيء مهم ايضا فبالنسبة لنا برامج يتم تنفيذها في مجال المنح الدارسية من خلال ابتعاث بعض الطلاب اليمنيين الى اليابان للدراسات العليا كما لدينا برامج أخرى عديدة منها السفينة اليابانية للشباب وتضم حوالي عشرة يمنيين في هذا العام قد شارك فيها مئات المشاركين من دول مختلفة في أنحاء العالم حيث يسافر الجميع في السفينة لمدة أربعين يوما ويشاركون مع بعضهم البعض في تبادل الخبرات والمعرفة والثقافات ويتعلمون من بعهم البعض عن طريق العيش معا في هذه الفترة، كما ان لدينا برامج ثقافية أخرى حيث ندعو بعض مدرسي الجامعات لزيارة الجامعات في اليابان بالاضافة الى بعض برامج التعاون الفني.

>سعادة السفير قمتم بزيارة لمديرية ماوية هذه المديرية المشهورة بزراعة القات الذي استنزف المياه الجوفية، هل لدى الحكومة اليابانية خطط وبرامج لدعم محافظة تعز لتجاوز مشكلها المياه؟

ـ أعرف ان القات يستنزف الماء، لكن يوجد وضع ثقافي معين وليس من السهل استبدال هذا الوضع بأي وضع آخر سريع كزراعة محاصيل أخرى تستهلك كميات أقل من الماء، ولكن مع ذلك هناك نقاشات حول هذا الموضوع في الوزارة تتم بيننا وأنا أراقبها عن كثب.

>كما ذكرت محافظة تعز أكبر محافظات الجمهورية سكاناً ونسبة التعليم فيها مرتفعة وكذلك الفقر وهي بحاجة للتوسع في المجال الفني والمهني، ما هي المساهمة اليابانية في هذا الاتجاه؟

ـ هناك ثلاثة مجالات نركز عليها منها التعليم الفني والمهني، فلدينا خبير ياباني يعمل في وزارة التعليم الفني والتدريب المهني لتحديد الاحتياجات الاساسة للوزارة، في هذا المجال مثلا تحدد بعض الاولويات منها كصيانة السيارات وقوارب الصيد وكذا في الجانب الزراعي وتقنية المعلومات وتحديد المجالات التي يمكن لنا المساهمة فيها وهذه هي المرحلة التي ندرسها في الوقت الراهن، وكما تعلمون ايضا هناك ممولون آخرون من دول ومنظمات أخرى تدعم هذا المجال، فنحن بحاجة الى التنسيق ايضا مع هذه الدول في العمل لدعم التدريب المهني وسنحتاج الى بعض الوقت لتحديد هذه الاولويات.

>دول ومنظمات أخرى مثل من؟

ـ دول ومنظمات دولية أخرى متأكد أنها تعمل في هذا المجال.

>ماهي المجالات التي يشملها التعاون التجاري بين البلدين وماهي الآفاق المستقبلية لهذا التعاون؟

ـ استثماراتنا وتجارتنا مع اليمن محدودة حاليا، ولكن رجال الاعمال اليابانيين يعرفون الكثير عن بيئة الاستثمار وأعرف ان اليمن تحاول ان تنضم الى منظمة التجارة العالمية وكذلك مجلس التعاون الخليجي وكل هذا يؤدي الى تقارب في العلاقات التجارية، وأنا سأحاول ان أعطي فرصة لرجال الاعمال اليابانيين وأعطيهم نبذة عن الفرص الموجودة في اليمن لكي يتمكنوا من القيام بزيارات الى اليمن ليتسنى لهم من خلالها إيجاد علاقات تجارية مع نظرائهم اليمنيين وتأسيس مشاريع استثمارية في اليمن، ففي العام الماضي حوالي 2400 سائح زاروا اليمن من اليابان وهذا الرقم يزداد سنويا وهو مؤشر جيد بالطبع، الكثير من اليابانيين سيعرفون عن اليمن ويبدو لي ان زيادة عدد رجال الاعمال الذين يزورون اليمن ايضا سيساعد على تقارب التعاون الاقتصادي ايضا، وسأحاول ان أدعم رجال الاعمال اليابانيين بان يزوروا اليمن ويقابلوا نظراءهم من رجال الاعمال اليمنيين لتطوير هذه العلاقة.

>نظرا لموقع اليمن الجغرافي وقربها من أسواق القرن الافريقي ودول أخرى كثيرة ولأن نسبة كبيرة من السيارات في الشارع اليمني صناعة يابانية ألا توجد لدى الحكومة اليابانية وشركات السيارات اليابانية مستقبلاً النية للاستثمار في صناعة السيارات في اليمن؟

ـ أنا مسرور برؤيتي سيارات كثيرة يابانية في اليمن ولكن صناعتها في اليمن ليس مطلباً ملحاً في الوقت الحالي، مازال الأمر مبكرا لصناعة السيارات في اليمن، فقبل ذلك مازال البترول المستخدم هو بترول أعتقد فيه الكبريت الزائد والسيارات التي تستخدم في العالم لا تستخدم هذا النوع من البترول، لأنه يسبب مشاكل صحية كثيرة وهذا يتطلب إيجاد مصاف خاصة لإنتاج البترول الذي يسبب مشاكل أقل في الجانب الصحي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى