الجمعية العمومية لجمعية عدن الخيرية لـم تنتخب أحدا

> محمد فارع الشيباني:

> لقد أثار دهشتي واستغرابي الخبر الذي سلم لـ «الأيام» وقامت بنشره يوم الثلاثاء 18/12/2007م بأن الجمعية العمومية لجمعية عدن الخيرية قد اجتمعت يوم الإثنين 17/12/2007م، وقد انتخبت هيئة إدارية جديدة مكونة من أعضاء أساسيين وأعضاء احتياط وجدت اسمي بينهم، وهذا كان سبب دهشتي واستغرابي فأنا لم أرشح نفسي كما أنه لم يرشحني أحد لأكون عضوا في الهيئة الإداري العاملة أو الاحتياطية، كما أنه لم يتصل بي أحد ليأخذ رأي بذلك التعيين إذا كانت العملية تمت على ذلك الأساس ويترك لي الخيار بالموافقة على التعيين أو الاعتذار، وأعتقد أن ذلك من حقي كمواطن مازال يتمتع بجميع حقوقه الدستورية والقانونية.

وأحب هنا ولكي يفهم أبناء عدن حقائق الأمور -وذلك من حقهم- أن أعود قليلا إلى الوراء وأذكر أحداثاً وتطورات حصلت قبل اجتماع يوم الإثنين المذكور للجمعية العمومية. قبل شهور كتبت مقالة في صحيفة «الأيام» العزيزة على قلوبنا عن جمعية عدن الخيرية وكنت قد علمت أن هناك استعدادات تتم لعقد الجمعية العمومية وقلت في ذلك المقال إنه لكي تنجح الجمعية للقيام بمهامها يجب أن تكون الهيئة الإدارية للجمعية من أعيان عدن المعروفين، ومن تجار عدن الشرفاء ومن المثقفين المعروفين. تلك المقالة جعلت بعض ضعاف النفوس يعتقدون بأنني أعد نفسي للترشح لأكون عضوا في الهيئة الإدارية القادمة للجمعية، ولم يكن ذلك صحيحاً لأني لم أفكر أو أسع في يوم من الأيام من أجل ذلك، لأني كنت أعرف قدراتي وكنت أؤمن إيماناً راسخاً وحباً لعدن هذه المدينة الفاضلة وأبنائها الكرام أنه يجب أن يكون في الهيئة الإدارية أفضل من فيها والحمد لله فهم كثيرون ولست واحداً منهم.

بعد ذلك المقال في «الأيام» بدأ أعضاء الهيئة الإدارية بالنزول إلى منتديات عدن واللقاء بالناس، وقاموا بتوزيع تقرير أطلق عليه (التقرير العام المقدم لاجتماع الجمعية العمومية لجمعية عدن الخيرية الاجتماعية)، ومن بين 131 صفحة يتكون منها التقرير كانت هناك صفحتان ونصف فقط تحوي تقريراً عما قامت به الهيئة الإدارية في عامي 2005-2006م ولم يكن هناك أي شيء عن عام 2007م ،وقد كانت بقية الصفحات الـ129 هي عبارة عن صور للوثائق المتعلقة بالمحكمة في قضية محاولة الاستيلاء على جزء من أرضية الجمعية من شخصين قامت الجمعية بتأجير جزء من أرضيتها لهما بحجة الاستثمار ولم يكن هناك أي شيء من إنجازات حققتها الهيئة الإدارية. ولكي لا أطيل ففي لقاء بمنتدى الطيب بالمنصورة حضره الدكتور أحمد القاضي رئيس الهيئة الإدارية للجمعية دار نقاش طويل حول تطوير الجمعية، وفي النهاية اتفق الجميع كما وافق عليه أيضا الأخ الدكتور القاضي بأن تتشكل لجنة من ثلاثة أشخاص هم الطيب أحمد علي والدكتور محمد عبدالمجيد القباطي والأخ رياض عبدالعزيز علوان، على أن تقوم هذه اللجنة بدعوة رؤساء جميع منتديات عدن للقاء في منتدى «الأيام» لكي يقوم هؤلاء جميعا بتشكيل والاتفاق على أعضاء الهيئة الإدارية الجديدة للجمعية، وأن يطرح في اجتماع الجمعية العمومية كمقترح من جميع منتديات عدن للموافقة عليه من الأعضاء، وطلب من اللجنة الاتصال بالأستاذ هشام باشراحيل وإبلاغه بذلك الاتفاق وطلب تعاونه، وفعلا رحب الأستاذ هشام بالمقترح، وقال إنه مستعد للتعاون في كل ما فيه الخير لأبناء عدن، كما أن الدكتور أحمد القاضي طلب إبلاغ جميع منتديات عدن باختيار من ثلاثة إلى خمسة أعضاء ليكونوا أعضاء في مجلس يطلق عليه (مجلس الأمناء) يعمل على تقديم المشورة للهيئة الإدارية للجمعية، وطلب تسليمه الأسماء قبل انعقاد الجمعية العمومية لكي يعرضها هو على اجتماع الجمعية العمومية للمصادقة عليها، ولكن مع الأسف الشديد لم يعقد الاجتماع في منتدى «الأيام» وعقد اجتماع آخر في فندق ميركيور لم يحضره الكثير من ممثلي منتديات عدن، كما أن الدكتور القاضي نسي ما يخص (مجلس الأمناء).. هذا ما حصل قبل اجتماع الجمعية العمومية.. وماذا حصل في اجتماع الجمعية العمومية؟

فقد وصل الأعضاء حسب الموعد المحدد وبعد الاحتفالات الرسمية في بداية الاجتماع وبدء العمل الرسمي وجدت أن رئيس الهيئة الإدارية القاضي وبعضاً من أعضاء المجلس في المنصة ومستعدون لإدارة أعمال الجمعية العمومية، ونظرت إلى جدول أعمال الجلسة، وجدت أنه ينص على أنه سوف يترأس اجتماع الجمعية العمومية الهيئة الإدارية السابقة، التي تعتبر بموجب القانون منتهية وأنه بموجب القانون على الجمعية العمومية اختيار هيئة رئاسة تقوم بإدارة الاجتماع إلى أن يتم انتخاب هيئة إدارية جديدة، وتقدمت بنقطة نظام ولكن الدكتور القاضي الذي كان يترأس الاجتماع رفض ذلك، وقال إنه سوف يتم اختيار هيئة رئاسة عند إجراء الانتخاب للهيئة الإدارية، ولحظتها عرفت وعرف الكثيرون أن هناك شيئاً غريباً يدور، بعدها ظل الأخ القاضي يتحدث ويتحدث ويساعده الأستاذ أحمد محسن، وكان هو أيضا يحمل مكرفوناً ويقف أحيانا في جانب القاعة وأحيانا يطلع إلى المنصة ويتحدث من هناك وأحيانا أخرى يكون في وسط القاعة ويتحدث من هناك، وساد الاجتماع هتافات وصراخ غريب وفوضى متعمدة ومدبرة، وكان القيام بأي عمل يعيد الرشد غير ممكن ولم ندرِ إلا وقد طلع إلى المنصة الأستاذ أحمد القعطبي كريئس للاجتماع ومعه الأستاذ أحمد يوسف النهاري عضوا، والأستاذ علي صالح عبدالله وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية، الذي وصل متأخرا ليجلس في المنصة كعضو ثالث، وبين الفوضى والصياح والهتافات طرح الأستاذ أحمد القعطبي مقترحاً وطلب تزكيته ببقاء الهيئة الإدارية السابقة في قيادة جمعية عدن الخيرية، وأعلن بعدها بدقائق أنه تمت التزكية، وانتهى الاجتماع وقام أغلبية الموجودين بالخروج من القاعة ومغادرة المكان حتى أنه لم يعلن كم الأصوات التي أيدت المقترح المقدم، وكم هي الأصوات المعارضة، ولم يعلن اختتام أعمال الجمعية ولم تعلن أي توصيات أو قرارات كما يحصل عادة، وغادر الناس القاعة وهم يضربون كفاً على كف مستغربين ما حصل، ولقد استمر ذلك كله في ساعة واحدة فقد بدأ الاجتماع الساعة العاشرة والنصف وتفرق الناس الساعة الحادية عشرة والنصف، وفي اليوم التالي أعلن أن الجمعية قد انتخبت فلانا وفلانا وأضيف منصب جديد في الهيئة الإدارية هو منصب (الأمين العام المساعد) وهذا المنصب لا يوجد في النظام الأساسي وعادة يوجد في الأحزاب السياسية وليس في الجمعيات.

أخيرا أنا شخصيا ومعي الكثيرون نعتقد أن الاجتماع لم يكن شرعيا وأي شيء يقال إنه نتج عنه أو ينسب إليه غير شرعي والحل بيد أبناء عدن.

اللهم احفظ عدن وأبناء عدن آمين يارب العالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى