وتلك الأيــام ..زمن ينتهي منا

> عبدالقادر باراس:

> يشارف العيد على نهايته، كأنها سويعات من الزمن، اختفت فرحتها من ابتساماتنا دون أن نستذكر طعم حلاوتها ومذاقها، أو حتى نحدد ملامح ماضيها المرسومة في ذاكرتنا، بعد أن أصبحت طقوسا للاحتفال بها، ولم تعد تعطينا فرحة ذاك الزمان في أعماقنا، فغاب الحب الحقيقي، وفقدنا ابتساماتنا الجذلى، ولم يبق منها سوى اسمها، ومفرقعات الأطفال وألعابهم ومراجيحهم.

وكم يحزننا في العيد أن نرى من فقد عزيزا عليه، لا يجد عناوين للفرحة التي تلاشت حتى من الأطفال الذين ينعمون بدفء آبائهم، فما بالنا بنفوس الأيتام والفقراء والمعوزين العالقين بآهات الألم وأنات الإهمال وأوجاع أرض طحنها الفساد!

انتهى العيد وزمن ينتهي منا حتى في أفراحه، ونحن خلال أيام سنودع عاما بأكمله لنستقبل عاما جديدا، لنتوقف متأملين.. نغمض أعيننا ونوقظ فكرنا ونمسك قلما وورقة لتدوين كل تفاصيل حياتنا لعام أنهيناه، لنحاسبها وكأننا عشناها في لحظات.

انتهى العام، وزمن ينتهي منا بحلوه ومره، وبخيره وشره، ليطل عام جديد لا نعلم ما ستحمله لنا أقداره من الطيبات والمآسي، ومن الأفراح والأحزان.

مضى عام على رقعة أرضنا ميّزته الأحداث والتطورات التي لاتزال تعصف رياح حراكها، حاملة همومها وما رافقها من إرهاصات لتأخذ منحاها في التصاعد لنيل حقوقها المسلوبة، وإن طالت وتآكلت وصدئت الوعود والشعارات، لكن ليس لها مكان مغلق في طمسها بالألاعيب والتضليل.

وفي لحظات توديع العام لنا من الأمنيات والأحلام ما يلازم واقعنا، ومانتمناه في خضم كفاحنا لكي ننتصر على أنفسنا، لننسى ماضي مآسينا وفراقنا، ونزرع في قلوبنا روح التسامح ونمنع عنا نار الفتنة، وألا نضيع من أعمارنا في إلقاء اللوم والخلاف على الآخرين والزمن، ولنوازن بين حاضرنا وماضينا، لنستكشف أن حاضرنا أسوأ من ماضينا، وواجب علينا أن نتخلى عن الأطماع غير المشروعة، ونعود أنفسنا على تقديس مضامين ومعاني الإنصاف والعدل والقناعة، وندخل في أفئدتنا الرحمة، وألا نزعم أو نظن أن سعادتنا مرسومة في مخيلتنا على أنها مجرد حديقة مليئة بالزهور والورود بقدر ما نعيش نحن من بين السعداء لتكون زهورنا وورودنا مخضرة في ابتساماتنا لنستنشقها بطهارة أرواحنا.

وهكذا الحياة بالأحداث تتغير، والزمن ينتهي منا، وأمنياتنا لكم جميعا سنة جديدة مليئة بالخير والعطاء، وعيد مبارك وكل عام وأنتم بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى