وداعا.. صاحب المنطق الجميل

> نعمان الحكيم:

> رحمك الله أستاذي وزميلي فضل قائد.. وأسكنك فسيح جناته، وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.. وكلنا إلى الله راجعون ولكل أجل كتاب.

وعندما أقول أستاذي.. فهو فعلاً كان مدرساً في كلية التربية عام 1980م ،عندما التحقت بالكلية (منتسباً) وأنا في العمل. كان حينها - رحمه الله- أحد أعضاء لجنة القبول، ثم مدرساً للمنطق.. وكان نعم المدرس ونعم الزميل والأخ والصديق.. كان يزورني في مكتبي دائماً، ونتبادل أطراف الحديث عن المنطق والمليونيرفي كتابه الشائق وخواطره المتقاطعة في (14أكتوبر) في فترة سابقة.. كان ودوداً يحب الناس ولا يقطع زيارتهم، كان يفتخر بأن أحد طلابه (كاتب) أو (شاعر) أو (محام)، وكان طموحاً بلاحدود.. فقد كانت (الدكتوراه) هي رسالته المقبلة.. لكن الله أراد له الأجر والثواب وتوفاه قبل أن تتضاعف معاناته.

أكتب هذه الكلمات البائسة وأنا أعتصر ألماً والبكاء يغالبني، ذلك لأنه كان غاليا علي.

أستاذي الحبيب.. كان قد اتصل بي من مستشفى صابر قبل وفاته، سائلاً عن حالي، ولكنه كان يريد أن يقول شيئاً، فسألته ما المبتغى، فربما أن لك عندي ما تريد.. فقال: أخوك/ صاحب المنطق الجميل - المليونير/المفلس.. مصاب بسرطان في النخاع الشوكي.. ولكن الحمد لله قال لي الأطباء أنه خفيف وحميد.

وحمدنا الله على كل حال.. وتواعدنا على الزيارة، وكتابة خواطر عنه وهو في محنته هذه.. ولكنني قصرت وانشغلت بمهام عملية.. قاتل الله الانشغالات.. ولم أدر أن الزمن يجري مسرعاً.. حتى قرأت الخبر المؤلم في «الأيام».. وصعقت ولمت نفسي على عدم الزيارة.. ولكنها إرادة الله ولاراد لها.. وعزائي أنني سمعت صوته قبل الوفاة، وهو مليء بالحيوية والنشاط مثلما كان طوال حياته.

قال لي: أنا سعيد بأن الاتصالات لم تنقطع.. ولو أقول لك أن حوالي (70) مكالمة في هاتفي تسأل عني، وقد تكون أكثر من ذلك. وكان قد سأل عن الأستاذ سمير علي يحيى، فأبلغته بحالته، فقال: سوف أتصل به للأطمئنان، وأظن بل أنا متأكد أنه قد فعل، لأنه وفي ونبيل.

هكذا كان المرحوم.. خلوقاً محباً للخير ومدرساً متميزاً، وشاباً متوقد العطاء والفكر وراجح العقل.. هكذا كان فضل قائد علي.. فضلاً من الله لنا وعلينا جميعاً، وترك بصمات كبيرة في الجامعة والتربية وعدن بوجه عام.

ماذا نقول عنك أيها الحبيب الغالي.. سوى أن نبتهل إلى الله أن يسكنك الجنة بين من تحب، وأن يلحق بك من أحبك في حياتك الآخرة.. فأنتم السابقون.. ونحن اللاحقون.. والعزاء لكل من أحبك وعرفك أو قرأ لك.. وكبير العزاء لمدينتك الطيبة (عدن).

إنا لله وإنا إليه راجعون!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى