المسرح فرحة المواطن في العيد والغلاء والزحمة كابوس يقتلها

> «الأيام» فردوس العلمي وخديجة بن برك:

>
عائلة حميدان تشتري حلويات العيد
عائلة حميدان تشتري حلويات العيد
العيد دائماً له حكايات مكتوبة في ذهن البشر، العيد سُنة يختلطها العديد من العادات والتقاليد، يعشقها البعض ويمارسها بشكل دائم، ولا يكون العيد لهم عيداً إلا إذا مارسوا تلك الطقوس السنوية في ليلة الوقفة المباركة استعداداً للعيد.

وفي ليلة العيد يستغل الناس (السويعات) الأخيره المتبقية لاستكمال احتياجات العيد، تراهم يستغلون الوقت يقفون أمام محلات بيع البهارات والحلويات يشترون احتياجاتهم منها قبل أن تقفل أبوابها.

في العيد ترى الناس منشغلين الكل يبحث عن مبتغاه، ربما تختلف العناوين، ولكن العنوان الوحيد الذي لا يتغير في العيد هو الزحمة، فأينما وجهت بصرك تجد أمامك أمماً من البشر متزاحمة بشكل يثير العجب والاستغراب، وعندما تسأل عن سبب الزحام؟ يقال لك:«أنت في عدن أم الجميع».

الكل يجري ليكون في العيد بين أحضانها (عدن الحنونة) التي تتحمل شوارعها وفنادقها ومنازلها وحتى شواطئها الزحمة بصدر رحب.

وفي هذا العيد تتكرر فرحة الناس بالمسرح، فمن فرحة المواطن بهدية فرقة خليج عدن المسرحية المعروفة بـ(عائلة دوت كوم)، التي قدمت مسرحية(حلا حلا يستاهل) فتوافد لها المواطنون بمختلف شرائحهم، فكان لها حضور فاعل وكل المقاعد محجوزة.

و مايلفت النظر في العيد أن كل الموجودين في سواحل عدن أو فنادقهت أو مسرحها أهم ضيوف عدن من كل محافظات اليمن، وكثير من الدول العربية الذين جاءوا إلى عدن لاستكمال فرحة العيد، وكما يقول زوارعدن: «لا يحلو العيد إلا على ترابك يا عدن».

وكثير من أبناء عدن يتحدثون قائلين: «نحن نقضي إجازة العيد بالبيت و باستقبال الضيوف، ونكتفي بفرحه فليس هناك مجال، فكل مكان مزدحم» وما يغضبهم أن أيام إجازة العيد قليلة لا تفي بالغرض.

لمعرفة المزيد عن انطباعات وعادات العيد التقينا بعدد من المواطنين ورصدنا الكثير في السطور الآتية:

الطير يحلق ويعود

> عائلة وديع حمدان كانت في حلويات (ميلانو) بمدينة كريتر لشراء حلويات العيد، و كانت الفرحة مرسومة على وجوههم، لم لا وهم بعد سنوات غربة يذوقون طعم العيد على أرض الوطن (عدن) فهذه أم رياض حمدان تقول:«غادرنا عدن من زمان في منتصف الستينيات (أيام الجبهه القومية) والحمد لله ها نحن نُعيِّد في عدن أرضنا بعد سنوات طويلة من الغربة ، ما أجمل أن تشم رائحة تراب الوطن الممزوجة بفرحة العيد». وتضيف أم رياض:«عُدنا إلى عدن لنشعر بطعم العيد وطعم حلويات العيد، فمهما كان العيد في أي وطن جميل لا يحلو إلا على أرض الوطن» وتبتسم وهي تقول:«جميل أن نعود ونجد هذه الأماكن الجميلة لبيع الحلويات المصرية، فكما نشتاق لها خاصة في الأعياد» وتبتسم بفرحة وهي تقول:«ما طار طائر وحلق لبعيد إلا ولابد أن يعود لأرضه شكرا لـ«الأيام» وعيد سعيد للجميع».

أفضل ماشاهدت الإمارات وعدن

> الشيف ربيع حسونه (مصري الجنسية) مسؤول في إدارة وتشغيل حلويات ميلانو يقول: «أنا موجود في عدن أكثر من تسعة أشهر في مجال الحلويات، زرت أكثر من خمس دول عربية وعملت كـ(شيف) حلويات وكانت أفضل تلك الدول الإمارات وعدن ،وهذا ثاني مرة يصادف وجودي في عدن والحمد لله العيد له فرحة أينما كنت، وتزيد الفرحة لوجودي في عدن».

وعن أهم أنواع الحلويات المطلوبة يقول: «تختلف أذواق الناس ، ولكن أهم أنواع الحلويات: البسبوسة، البقلاوة،الكنافة، عش البلبل، بلح الشام، زلابيا، وأنواع مختلفة من الكيك والتورتات من الكعك الحالي.

و رغم أن أغلب الحلويات المعروفة هنا مثل:الهريس، حلويات اللبن، الصوري، والكعك المعمول بالتمر، لكن هناك زبائن للحلويات المصرية، فكثير من الناس تعرف أسماء الحلويات المصرية، وهناك إقبال عليها هنا في عدن، فالزبائن يعرفون قيمة الحلويات المصرية».

الغلاء طال كل شيء

> الغلاء طال كل شيء حتى البهارات رغم هذا لا أحد يشتكي منها أو يلاحظها فهذه هي الحجة (فطوم أم علي)، في العقد السادس من العمر، كانت في محل البهارات تشتري احتياجات العيد تقول: «يابنتي العيد يشتي كل شيء، الأطفال يشتوا ثياب العيد، والعيد يشتي كبش، والكبش يشتي حوائج وأني أشتري الحوائج ، و رغم أن سعرها ارتفع بس أيش نعمل لابد من الحوائج».

وتضيف: «نحضره لبكرة ويعلم الله نعيش له أو لا، فالعيد فرحة يجتمع فيها الأهل والأبناء يسألون علينا».

سألت الحجة فطوم عن أهم احتياجاتها في هذه الليلة المباركة قالت: «نشتري البهارات (لحوائج) بمختلف أنواعها بالإضافة إلى شراء الشعيرية (العطرية) والسوجي وكلها حلويات لزوم الزربيان».

وتقول عن الحلويات:«كنا زمان نعمل الكعك أبو تمر وغريبات وكيك في البيت ونرسله للمخبز ولكن الوضع اختلف ...».

حجزت كل المقاعد لمشاهدة المسرحية

> ومن مسرح سينما هريكن كان هناك جمهور حاضر لمشاهدة مسرحية (حلا حلا يستاهل)، التي حجزت كل مقاعدها. وهنا انطباعات الجمهور.

أصررت على أن أحضر المسرحية

> أم حسن أحمد جاءت من صنعاء تقول: «ما شدني هو أني شاهدت في العام الماضي مسرحية لنفس الممثلين اليوم وحينما رأيت الإعلان أصريت أن أحضر هذه المسرحية ايضاً وذلك لثقتي أنها ستكون في نفس مستوى مسرحية (عائلة دوت كم) وهذه المسرحية فكرتها جميلة تسلط الضوء على الشباب الذين يدرسون في المعاهد المهنية وكذا الخريجين الذين لا يجدون عمل وبعض الأمور الخاصة في الحياة ومصاعبها وكذا الممثلين أدوا أدوارهم بشكل جيد إلا أن بعض التقنيات يجب أن تتوفر في المسرح ويجب أن يتم دعمهم من قبل الدولة حتى يعود المسرح كما كان في السابق ونحن نشجع هؤلاء الشباب الذين رسموا البسمة على الوجوه».

بهية السقاف من عدن قالت:«المسرحية جميلة ولها هدف وخاصة أن كاتبها ومخرجها عمرو شخصية موهوبة استطاع أن يترجم لنا الواقع الذين نعيشه عبر مسرحية فكاهية».

أمل عياش صحفية قالت:«عمرو جمال عودنا دائما على الجديد حيث كان هدفه أن يجذب الجمهور واستطاع ذلك، أتمنى من الجهات المعنية والمسؤولة أن تهتم بهذا الشاب المتألق وأن تأخذ بيده خاصة إذا ما تم توفير الدعم الكافي له بالتأكيد سيبدع أكثر».

لقطة من مسرحية (حلا حلا .. يستاهل)
لقطة من مسرحية (حلا حلا .. يستاهل)
البنك الدولي يدعمنا

> عمرو جمال كاتب ومخرج مسرحية حلا حلا يستاهل قال:«هذه ثالث مسرحية ولكن تجارياً هذه المسرحية الثانية، وقد اعتمدت في العام الماضي على مصروفنا الخاص وكونا (عائلة دوت كم) وبعدها تشجع البنك الدولي وقام برعاية العمل وبعدها واجهتنا بعض العراقيل كونه على نهاية السنة المالية وكانت أغلبية الشركات قد استنفدت مبالغ الدعايات. وتوجهنا بعدها للسلطة المحلية والمحافظ الذين لم يبخلوا علينا وكذا الاستاذ عبدالله باكداده ايضا كان متعاونا معنا وصحيح أننا تعبنا كثيراً وشعرنا بالمهانة في بعض الأوقات كون البعض ليس واعيا بأنه يوجد مسرح والبعض لا يعرف منهم فرقة خليج عدن وما فاجأني في هذه المسرحية هو الحضور الكثيف ولم أتوقع في يوم أن يكون الحضور بهذا الشكل حتى أن المسرح قد امتلأ بينما كان خارج المسرح الكثير الذين لم يجدوا مقاعد.

ونوجه شكرنا الخالص لمالك سينما هريكن لأنه تعاون معنا بشكل كبير وأخذ منا مبلغاً رمزياً جداً وقد وفر لنا السينما على مدار عشرة أيام بعمل البروفات فيها مجاناً وكذا الاستاد حسن سعيد لولا جهوده لما رسمنا البسمة على وجوه الحاضرين».

المتعب هو البحث عن الدعم

> فهد شريح مدير فرقة خليج عدن: «حاولنا جاهدين تفادي الزحمة وقمنا بتقسم العمل واستطعنا ذلك وما أتعبنا هو عملية الدعم وعلى مدار ثلاثة أشهر ونحن نحاول أن نكون مبلغاً ضئيلاً جداً. ونحن كنا فريق عمل واحد وقد عملنا بجهد لعمل كل شيء بأنفسنا كوننا لا نستطيع أن نحضر عمالاً للعمل حيث كنا نحن النجارين والمهندسين ونطالب الجهات الحكومية أن تولي اهتماماً للمسرح حتى يعود كما كان وخاصة أن عدن هي أم المسرح.

توقعت هذا من المسرحية وخاصة أني على ثقة في عمرو جمال بتقديمه للمسرحيات أو عرض استعراضي أو كوميدي وهذا العمل خاصة يجب أن يقف أمامه الناقد وقفة جادة لأنه أوجد حلولاً لكثير من المسائل التي يعاني منها الشاب وخاصة الجيل الحالي وكان جريئاً جداً في طرحه للموضوع وكان أجرأ في إخراجه للمسرحية وهذه المسرحية كانت هدية العيد منهم لنا».

ولنا كلمة

> العيد بهجة رغم المنعصات هكذا اتفق الكل وأجمعوا على أن الغلاء واختفاء اسطوانات الغاز والزحمة كلها تركت ظلالها على العيد مما غيَّر الفرحة في نفس المواطن وجعلها تتدحرج من القلب ككرة من الثلج تبحث عن إجابة لسؤال أرهقها كيف نفرح ونقضي العيد دون غلاء دون زحمة؟ فكلها أحلام بعيدة المنال؛ فالزحمة والغلاء لا مفر منهما.. عيدكم سعيد وكل عام والجميع بخير. اللهم اجعل أعيادنا دون زحمة وغلاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى