> انتهى الدور الأول للدوري‏ المصري الذي تميز بدور الفرق الصغيرة وبظهور نجوم لها‏,‏ كما تميز بالصراع‏,‏ واللعب حتى الدقائق الأخيرة‏,‏ وبأن أفضل المباريات لم يكن كبيرا الكرة المصرية طرفا فيها‏..‏ واختصر هذا الدور في النقاط التالية ‏:‏

‏1-‏ أحسن فريق هو بتروجيت‏,‏ الذي يلعب كرة هجومية ويتميز بخط وسطه الحيوي والديناميكي‏,‏ وبالجرأة الهجومية‏,‏ والضغط المبكر على الخصم‏,‏ والإنتشار الجيد السريع‏..‏ لكن يعيب الفريق سوء التمركز عند الدفاع‏,‏ وعدم التركيز‏!‏

‏2-‏ أحسن مباريات الدور الأول كانت بين إنبي وحرس الحدود‏,‏ والترسانة وإنبي‏,‏ والإسماعيلي والإتحاد‏,‏ وبيتروجيت وإنبي‏,‏ وبيتروجيت والجيش‏,‏ والألمونيوم والمقاولون‏,‏ وبيتروجيت والمصري‏,‏ وبيتروجيت وحرس الحدود‏,‏ والمقاولون وبيتروجيت وحرس الحدود وبيتروجيت‏,‏ وبلدية المحلة وحرس الحدود ‏..‏ واتسمت تلك المباريات بالصراع وتبادل الهجمات والتهديف‏..‏ فكان فيها كرة قدم‏!‏

‏3-‏ أسوأ المباريات المساحة هنا لاتسمح بتعدادها‏,‏ لكن منها مباراة بتروجيت واسمنت السويس التي انتهت بفوز الأول ‏8/ صفر‏..‏ فغزارة الأهداف لاتعني قوة مباراة‏!‏

‏4-‏ أحسن اللاعبين تجدهم في فرق كثيرة ليس بينها الأهلي أو الزمالك‏,‏ ومنهم أسامة محمد‏,‏ ووليد سليمان‏,‏ والعجيزي‏,‏ وعلاء إبراهيم‏,‏ ومحمد سمارة‏,‏ ومحمود عبد الحكيم‏,‏ ومحسن هنداوي‏,‏ وبوبا منساه ودي كونيه‏..‏ وغيرهم‏!‏

‏5-‏ من أبرز الظواهر أن ‏64‏ هدفا سجلها لاعبون في الدقائق الأخيرة‏,‏ والاسبوع الثالث مثلا شهد 5 أهداف بين الدقيقة‏90‏ و‏93..‏ وهذا تغيير في عقلية اللاعب المصري الذي أصبح يلعب بلا يأس‏,‏ وكان دائما يبدأ بيأس‏!‏

‏6-‏ من أبرز الظواهر أيضا كثرة الأهداف المسجلة من تسديدات بعيدة المدى‏,‏ ودون أن نذهب بعيدا نذكركم بهدف أحمد شعبان لاعب وسط بيتروجيت في مرمى الزمالك في الدقيقة‏90‏ من المباراة‏!‏

‏7-‏ الأهداف التي جاءت بالخطأ وصل عددها إلى ‏9‏ أهداف‏,‏ تسمى بأهداف النيران الصديقة ‏..‏ ففي بعض المباريات كان خطر الزميل أشد من خطر الخصم‏,‏ ومن أجمل تلك الأهداف إن كان فيها أي جمال‏,‏ هذا الهدف الذي سجله رامي عادل في مرمى الأهلي في مباراة غزل المحلة ‏..«معلش يارامي جت فيك‏»!‏

‏8-‏ أحسن قرار لحكم كان لسمير عثمان‏,‏ في مباراة الإتحاد وغزل المحلة‏..‏ حين لمح الخطأ بطرف العين‏,‏ وعكس اتجاه اللعب‏,‏ محتسبا ضربة حرة مباشرة ضد فريق الإتحاد‏..‏ أما أسوأ القرارات فكان عدم احتساب هدف إينو في مرمى اسمنت السويس‏!‏

‏9-‏ أسوأ انفعال لمدرب كان لعلاء نبيل الذي كان غاضبا من السيد توفيق وأونكل حظ في مباراة فريقه مع المصري‏,‏ وأطرف انفعال لمدرب يفوز به بجدارة مختار مختار مدرب بيتروجيت‏,‏ حيث يتميز بموروثنا الشعبي الشهير الذي نستخدم فيه كلمات من نوع‏:‏ ياساتر‏,‏ يالهوي‏!‏

‏10-‏ أحسن مدرب هو مانويل جوزيه‏,‏ لأنه يستخدم عناصر قوة الأهلي في تحقيق الفوز‏,‏ وأهمها روح الفانلة الحمراء والشعبية ونظام العمل المؤسسي داخل النادي‏,‏ واستخدام أساليب لعب وتكتيكات تقود إلى الإنتصارات‏,‏ وهذا على الرغم من أن كرة الأهلي لم تكن ممتعة بالمرة في معظم المباريات‏!‏

‏11‏ ـ غياب الجمهور عن الملاعب من عجائب مباريات الأهلي والزمالك تحديدا‏..‏ وهما أكبر فريقين في الكرة المصرية‏,‏ بينما يقبل الجمهور على مباريات الفرق الأخرى في جميع المحافظات‏!‏

‏12‏ ـ أحسن ملاعب الدوري هي ملعب حرس الحدود بالمكس‏,‏ والكلية الحربية بالقاهرة‏,‏ والجيش بجهاز الرياضة العسكري‏ ..‏ إنها ملاعب مغطاة بالنجيل والعشب الأخضر الجميل‏,‏ بينما الملاعب الأخرى كلها مزروعة بالقصب والذرة والقمح في إطار سياسة الأمن الغذائي‏,‏ وهي مسألة أمن قومي كما تعلمون‏!‏

‏13-‏ ننتهي بالزمالك‏,‏ فقد تعامل الجميع معه بطريقة‏:‏ الزمالك عاد إليه الوعي والروح‏..‏ الزمالك ذهب منه الوعي وطلعت الروح‏,‏ أحكام دائما متسرعة‏,‏ كأن الزمالك العريق صاحب شعره‏,‏ ساعة تروح وساعة تيجي‏..‏ وهو من أسوأ فرق المسابقة في الدور الأول‏,‏ ولعب واحدة من أسوأ مبارياته أمام بيتروجيت‏,‏ ولولا عبد المنصف لخسر بخمسة أهداف‏ ..‏ ولو شاهدتم المباراة مرة أخرى سترون نصف لاعبي الفريق يمشون وكأنهم يتنزهون في القناطر‏,‏ والنصف الآخر من الفلاسفة والمفكرين الذين يتأملون في الكون وفي الحياة ‏..‏ ولاتشغلهم تلك البالونة التافهة المستديرة ‏..‏ وأسوأ ما في المباراة أن كل زميل كان يشك في قدرة زميله على المرور بالكرة فلايسانده إطلاقا‏,‏ ويقف بليدا ومتحديا ومنتظرا‏!‏

والآن نفهم السر‏,‏ فالكثير من جيل الزمالك الجديد يبدأ إسمه بصابر‏..‏ صابر محمود‏..‏ صابر عبد الفتاح‏ ..‏ صابر متولي ‏..‏ صابر هاشم ‏..‏ صابر عبد المحسن‏ ..‏ صابر عمر‏..‏ صابر عبد الصبور‏..‏ وهناك طبعا صابرين‏!!‏