أهلي تعز ولعنة الصعود

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> عميد الحالمة الأهلي التعزاوي هو ولاشك ناد له تاريخ عريق، بل هو مدرسة ومؤسسة رياضية واجتماعية إن صح التعبير، ويعد رمزاً من رموز الحالمة، ويحق لمنتسبيه أن يفخروا ويفاخروا به، لما يمثله لهم من أشياء كثيرة، شأنه كشأن الأندية الكبيرة كالتلال وأهلي صنعاء وشعب حضرموت وصقر تعز، وغيرها من الأندية ذات التاريخ المشرق وذات البعد الاجتماعي والثقافي.

وبما أن دوام الحال من المحال فقد فعلت الظروف والزمن فعلهما بحق أحمر الحالمة الذي تهاوى فريقه الكروي بدرجة غير معقولة، ليصل به الحال إلى قاع الثالثة، وهو التصنيف الأخير في الخارطة الكروية في يمننا السعيد، ليبتعد الأغلبية عنه، وبات في حكم المنسي عند الكثيرين،إلا من محبيه ومناصريه المخلصين، الذين ظلوا واقفين إلى جانبه حتى استعاد قواه وعاد إلى مكانه الطبيعي في مصاف أندية الأضواء، أو النخبة لتعود البسمة لشفاه أعضائه ومحبيه ليكتب الفريق الأهلاوي صفحة أخرى مشرقة بإذن الله ويعود التنافس والإثارة لملعب الشهداء بالحالمة تعز.

غير أن سيناريوهات ما بعد الصعود بدأت تتكشف وبوضوح حينما اشتعلت حرب داحس والغبراء بين زملاء الأمس وفرقاء اليوم، للأخذ بزمام الأمور في إدارة الأهلي، التي يتصارع عليها القوم فكل يدعي شرعيته في قيادة العميد التعزاوي،لينقسم الجميع إلى فريقين متحاربين كل يكيد للثاني، مستخدمين كل الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة لإقناع القاعدة الأهلاوية بأنهم الأحق والأجدر بقيادة النادي في الفترة القادمة..غير أن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: أين كان هذا الحب وهذا السباق تجاه كراسي الإدارة بالأمس، والفريق يعاني الويلات في دوري المظاليم ويكابد المشقة في توفير الدعم المادي والمعنوي للفريق الأحمر، لتقريب العودة المحمودة التي حصلت في الموسم الحالي بقيادة الكابتن نبيل مكرم ولاعبيه الذين وضعوا نصب أعينهم مصلحة الفريق وتاريخه، فكان لهم ما أرادوا؟

أن ما يحصل اليوم في هذه المؤسسة الكبيرة والقلعة الشامخة المسماة (الأهلي) لهو بمثابة القنبلة التي يتحاشها الأهلاوية،والتي ستنسق هذه العودة التي جاءت بعد السنين العجاف، من خلال سيناريو الحب لهذا النادي الذي ظهر فجأة، وهم الذين بالأمس تخلوا عنه في صورة قبيحة لمفهوم الحب والإخلاص، الذي ولى في زمن المال والمصالح الخاصة التي هي السائدة في وسطنا الرياضي اليوم.

إن حكاية أهلي تعز تكاد أن تكون نسخة مكررة في أكثر من ناد، ولعل ما يحصل لأندية عدن العريقة اليوم كالوحدة أو الميناء أو شمسان من الابتعاد والتوسل الإداري لقيادات هذه الأندية، والتي كانت بالأمس يتمنى أن يجد الواحد من هذه الكوادر الكثيرة موطئ قدم في سلمها الإداري.

إنه الزمن الغريب ولعنة الصعود التي حلت بالأهلي والتي ربما يدفع ثمنها الأهلاوية كثيراً، إذا ما استمر التسابق الإداري والحرب المستعرة بين الفرقاء في البيت الأحمر، الذين وضعوا مصالحهم الشخصية أولاً وقبل كل شيء، والله يعينك يا أهلي لتعود معافى وفارساً كما عهدناك في الميادين الرياضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى