اليمن حالة تدميرية

> عياش علي محمد:

> قالوا.. وقالوا.. والعهدة على الذين قالوا.. إن أمريكا إذا عطست فإن جميع دول العالم تصاب بالزكام والأنفلونزا، والذين قالوا ذلك فقد (عنوا) أن الولايات المتحدة لها تأثيرات قوية على دول العالم كونها قوة عظمى عالمية.

وإذا عطست روسيا فإن عطسها سيؤدي إلى حرائق في عدد من دول العالم، كونها قوة دولية حمراء تنثر اللهب في كل مكان. والذين قالوا ذلك إنما يعنون كتل اللهب التي تحملها روسيا بأيدلوجيتها، وبالكواكب السيارة التي تدور في فلكها.

واليابان إذا عطست فإن مصانع العالم تتوقف. والذين قالوا ذلك إنما قالوه بحكم قدرة هذا البلد الأسيوي على التحكم بأسواق العالم وصناعاته.. فالطفل المولود من أم يابانية يخرج إلى العالم حاملا معه ماتيسر من تكنولوجيا صناعية.

لكن إذا عطست اليمن، فماذا سيحصل لهذا العالم الملتهب بالانحباس الحراري. وماتأثير العطس اليمني على مستقبل البشرية..؟

الذين قالوا.. والعهدة على الذين قالوا.. إن اليمن إذا عطس فإنه لن يدمر العالم.. ولكنه قد يهدم نفسه، ويصيب جيرانه من تدمير ذاته.

فالأحداث التي شهدها اليمن عقب عقدين من الزمن أوضحت لنا أن اليمن إذا عطس فإنه يدمر كل شيء بناه لنفسه أو حتى تلك التي بناها له الآخرون، فهو (حالة تدميرية) تهب على موارده المالية الاقتصادية والإنسانية.

وهكذا قالو لنا.. والعهدة على الذين قالوا لنا، إن اليمن عدو نفسه، ومكره على الذين يحبونه، لايرحم نفسه ولايدع الآخرين يرحمونه.

فقد دمر كل شيء تم بناؤه في جنوب وطنه، ابتداء من الأسطول البحري السمكي مرورا بالأسطول البري (النقل البري) وانتهاءا بالأسطول الجوي (اليمدا)، وكلها قطاع عام مملوك للدولة.. إضافة إلى مصانعه وأياديه العاملة، وأصحاب الياقات الزرقاء والعسكرتارية معا.

وقالوا والعهدة على الذين قالوا.. إن اليمن لايرى ولايسمع ولايتذوق ماجاء به أسلافه، وتعبوا فيه، اليمن لايحب مايحبه الآخرون بل يحب من لايحبه.

ومع ذلك فإن اليمن له أيضا مميزات أخرى تفوق بها على دول أخرى تمارس مهنة العطس، فاليمن إضافة إلى عطساته، فإنه يجيد أيضا مهنة النفخ، والنفخ كما يقولون والعهدة على الذين يقولون، هو خروج طاقة هوائية ضخمة من الفم تحيل كل شيء إلى كتلة رماد تذروها الرياح.

ففي بحر ثلاثة أشهر استطاع اليمن أن ينفخ ما مقداره 250 مليار ريال كمبلغ إضافي على ميزانية عام 2007م ويحولها إلى رماد.

وحتى مشاريع الصناعات لم تستقر على الأرض، لأن المناخ مداري، وهبوب الرياح مستمرة، وحركة المد والجزر واسعة، وكما يقول الرواد: لم تستقر أعمدة الصناعة ولاخرساناتها، ويظل اليمن هكذا حتى يتم معالجة مناخيرها العطاسة، وحلقها النافث لزخات الهواء التي تحيل كل شيء إلى فتات وفضلات (لاتودي ولاتجيب).

رحماك رأفة بنا، فنحن اليمنيين قد وقفنا بين (تيارين) لايرحمان سكان هذه الأرض، فهم مجبرون للعيش تحت سقف من يعطس ومن ينفخ، حتى إنه كما يقولون والعهدة على من يقولون: إن معيشتنا ومأوانا ومرتباتنا قد وقعت تحت تأثير هذين التيارين، وأصبحنا مجردين من كل شيء، لانرى ولانسمع ولانستمتع، لأن العطس والنفخ قد أخذ كل شيء منا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى