برّك جمل واشبع لحم

> سعيد عولقي:

> افتكر أنه لما تزيد المقترحات وتكثر كثير الاجتهادات وطرح الحلول للمشاكل المعلقة، ما عاد يصبح شيء من المخارج سالك، لأن الصورة تزدحم بعدما تحتشد فيها الاحتقانات الناتجة عن الممحاكات والمكايدات، وتصير معتمة وما عاد يبقاش لها لون، أصل إيش.. أنته لما تجي تضرب برش يطلع لك لون، لكن هذا اللون أساسا يكون انضرب فوق مادة بها لون سابق بطبيعة الحال، أو حتى أكثر من لون، هكذا تتماهى الألوان المتوالية واحد فوق الثاني واللي بعده وإلى آخره.. تخرج في نهاية الرسم بلوحة سلطحية ملطحية لاتعرف فين أولها وإيش آخرها، والحالة تعبانه مش إنها مليحة، لكن قال قائل هو حسن فرور:« سلكي بما تملكي ولا تجلسي تتحكحكي» وهو عميد (الجسة) حقنا.

وفي هذا الظرف التاريخي الحساس من الجلوس على الرصيف ساعة العصاري تكون (البقعة) زينة كما يقول سالم باحميد:« البقعة زينة وعادها باتزين». وكلمة بقعة هذه باللهجة الحضرمية مش معناها أرض أو لها أي علاقة بالبقع ولا الأراضي، ولمزيد من الاستفسار تواصلوا معنا على العنوان البريدي: البكعازينة داش جسة دوت نت.

هل خرجنا بأي حصيلة من هذا الكلام؟ طبعا لا.. ولا حصيلة ولا بصيلة، وعاده الواجي واجي في المراكب. واحد قال لعبدالله هوجلن إنه دخل مركب مليان من كل نوع من الأشياء التالفة، قالوا له ممنوع، قال طيب.. وبعدين رجع دخل مركبه من حتة تانية (بالمصري يعني) ولا أحد قدر يهش ولا ينش.. قال يوسف إسماعيل ماخري، وهو من أكبر المشجعين لفريق برشلونة وحصل على صدمة- كما قال- عندما هُزم فريقه المحبوب أمام فريق ريال مدريد، قال يوسف إن العيد هذه المرة في عدن أشبعها بالكباش البربرية المحسنة من كل نوع مما بقي في الصومال من دواب وبشر يرعونها، وإن زمن طربوشك أمحر يا بربري قد عاد من ثاني، بس بعض الناس في الدكة حق الكباش ناس لوبيش يدخلوا الكبش ويسرقوا الطربوش الأحمر، لأنه ما شفناش ولا كبش واحد لابس طربوش أحمر.. أما اللحم ما شاء الله، زيما يقول المثل العدني (برك جمل واشبع لحم!) دردبيس الدنيا دردبيس.. كل واشكر.. كلوا يا مساكين لما تشبعوا، والله يعوض علكيم الطربوش الأحمر على الأقل في معانا هانا هنا في الجسة واحد تعرفوه اسمه حسين النعج، أصر أنه ما يشل الكبش إلا مع الطربوش، كيف يعني كبش بسبعتعشر ألف وما تندوني له طربوش؟ قالوا له:« ماله يا حسين يا نعج، الطربوش الأحمر هذا للبرابر، وأنته كبشك ما شاء الله بلدي مش يقع له طربوش، يا رجَّال حتى عيب عليك، بايضحكوا عليك الناس!؟» وهنا تدخل الأخ يوسف مرفدي، وهو يطبطب على ظهر حسين العريض ويقول له:« خلاص امشي يا حسين أنا باسوّي لك حل للطربوش» وصعدوا على نعجة حسين، آسف قصدي صعدوا على سيارة حسين البيجو أو البيجوت كما نلفظها نحن والكبش امباع امباع.. ما عاد اتفارعش من ساعة ما سمع بقصة الطربوش الأحمر.

المهم أنه هلَّ هلال العيد كالعادة ولا شفنا من كبش النعج لا لحمه ولا شحمه، قال حسن فرور، وكلام الفرور مصدق عندنا ومعمد تعميد كبير.. قال:« لابد يا جماعة في الطريق إلى البيت اتواجه الأخ حسين النعج بقطيع من الذئاب المفترسة، هاجموه وافترسوا عله الكبش اللي بلا طربوش، فلو كان يعني يا معني لبسه الطربوش ذيك الساع ما كان با يحصل من هذا الشيء شيء!» قال حسين:« خلاص».. المهم ربك ستر وسلامة الرأس، والكبش باتجي بداله كباش!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى