البحث عن بيضة الديك

> نعمان الحكيم:

> الحقيقة المرة مرارة العلقم والصبر (العِبلي) بلغة الأرياف هي تلك الأمور الغريبة الناجمة عن إصرار لايقره عقل أو تفكير سليم.. ألا وهو مجانبة كل الأمور الهادفة لحل مشاكل الأرض، سواء تلك التوجيهات الرئاسية أم الوزارية المسنودة بقوة الدولة، وتلك مصيبة تضاعف من المشكلات وتجعلها أكبر مما كانت عليه، والمصيبة أن الكل يسمع ويرى ولكنهم يمارون في ذلك ويقفون وكأنهم في مس من سحر جعلهم لايعون ولايفقهون!

اليوم نقرأ تصريحا غريبا مفاده أن أهل لحج لا أرض لهم، وأنهم إنما يبحثون عن بيضة الديك وسط مساحة واسعة الثراء، خضرة وعطرا وتاريخا وملكا عرفه الناس منذ مئات السنين، نقرأ اليوم أنه لا وجود لأراضي كل من العزيبة والعبيدة والزبيرة والعقارب وآل البان والعريقة، وأن تلك الادعاءات إنما تخلق مشاكل للدولة، ما يعني عرقلة المشاريع.. إلخ.

يا سبحان الله! أصحاب الحق لاحق لهم، والدولة ولي الأمر أضافت ظلما إلى الظلم السابق، فالدولة السابقة (قبل الوحدة) أممت، والدولة (حاليا) تضم وتصادر، بل وتلغي الحقوق، إذا إلى أين يلجأ اليمانيون لحل مشكلاتهم، بعد أن هضم إخوانهم اليمانيين حقهم في ظل دولة الوحدة، التي نقول عنها إنها جاءت لرفع الرأس وإحقاق الحق وإزالة الظلم وإنصاف المظلوم.. و.. و.. إلخ.

هناك من يعرقل، هناك من يشعل النار، هناك من يتوجه بقوة لعرقلة المساعي الرئاسية، هناك من لاتعجبه ممارسات رئيس الدولة لأنهم سيفقدون مصالحهم الشيطانية، هناك من يعمل بقوة لإلغاء توجيهات رئيس الدولة الذي نشعر بأنه يتوجب عليه كرئيس لكل اليمانيين أن يعيد الأمور إلى نصابها.

حقيقة إن الكتابة عن مشاكل الأرض تبدو ضربا من الخيال، أو هي الجنون كله، لأن الوحدة بالنسبة للبعض مصلحة، ولو على (خراب مالطة) كما يقول المثل، ومن منطق بسيط نقول: كيه بالله عليكم قولوا لمن نهب واستولى أن يرد كل شيء إلى أصحابه، وأن يحتكم إلى القانون والعرف والأخلاق، وقبل ذلك الاحتكام إلى شرع الله في هذه الأمور، كيه (عر) يرجعوا شي، والله إنهم سوف يعودون إلى ما كانت عليه أمور الشطرين، وسيضع كل واحد منهم (برميلا) في منطقته حفاظا على حقه وأملاكه.. وهلم جرا.

ياناس! هذه بلادنا لاتتركوها تتشظى، ولاتشعلوا النيران فيها، أما يكفيكم ما ارتكبتم من جرائم، إذا توقفوا، أو انصاعوا إلى القانون وادعموا دعما حقيقيا توجيهات رئيس الدولة، وكونوا صادقين في التعامل والحلول، ولاتعتقدوا أنكم أكبر من قدرة الله سبحانه وتعالى، فالظالم لا بد له من يوم يقع في ظلم أكبر، وكل واحد له (حفرة صغيرة) تنتظره و(دود) ينخر جسده، مهما ملك وطغى وبغى وتجبر!

اجعلوا الناس يحبون الوحدة بدل كرهها، إنها حقبة زمنية قصيرة قد مرت من عمر الوحدة، فماذا جنينا؟ وماذا كانت النتائج؟ إنها آلام وصيحات المظلومين، وكره للوحدة (من خلال الممارسات الشيطانية).

إن حكمة رئيس الدولة يجب أن تضع حدا للفساد والفاسدين، يجب أن نرى (كباش فداء) حقيقيين، نراهم يقفون في قفص العدالة، يجب أن نرى فرحة الناس بالعدل والخير والرفاه، يجب أن نراهم في مسيرات الدعم والتأييد للوحدة، وليس العكس، وهو مايجري اليوم بالتمام!

ويا أهل لحج، لابد لهذا الكوم من يوم.. مع الاعتذار عن التعبير السالف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى