الحل للأزمة يحمله رجال من طراز آخر

> ماجد حسن السقاف:

> عندما يفقد الإنسان الثقة في كل شيء من حوله.. وعندما لا يجد من ينظر إلى مطالبه ويستمع إلى شكواه ويتأثر لآهاته وآلامه وما يعانيه، عندها يفقد السيطرة على نفسه ويندفع إلى عالم المجهول ولا يمكن أن تنتظر منه حينها أن يستمع إليك أو يكترث لما تقول.. ومثلما تجاهلته وسخرت من أوجاعه وزايدت على مطالبه ومعاناته وتعاليت على بساطته وطيبته واستخدمت ثقته الممنوحة لك في غير موضعها..وذررت الرماد في عينيه للتغطية على ما اقترفت في حقه من مظالم.. لن ترى منه إلا سخطاً وغضباً على ما حملته إليه من مساوئ وأنت تتوقع منه أن يقدم إليك الورود.

وقد برز جلياً.. وبما لا يدع مجالاً للشك أن هناك مجموعة ممن وصلوا إلى الكراسي الحكومية والمحلية والمواقع القيادية المختلفة.. هم من يعمل على تغذية روح الاضطراب في الناس وتوسيع دائرة المعاناة وتعقيد الأمور من خلال ممارساتهم السيئة تجاه مطالب الناس وعرقلة أية حلول ومعالجات من شأنها تهدئة الأوضاع وخلق حالة من الاستقرار، إنهم بهذه التصرفات غير المسؤولة يخالفون توجيهات فخامة الرئيس حفظه الله القاضية بمعالجة وحل مشاكل الناس وتلبية متطلباتهم.

وكلما انفرجت أزمة أدخلوا الناس في أزمة أخرى، وهذا لا يخدم توجهات الدولة بقدر ما يسيء إلى تلك التوجهات ويفرغها من محتواها ويؤدي إلى صياغة وعي يفتقر إلى الثقة والمصداقية ومهيأ للانفجار في أي لحظة، بسبب وجود قيادات لا تهمها مصلحة الوطن ولا الشعب بقدر ما تهمها مصالحها الشخصية ومصالح المقربين إليها والمرتبطين بمصالح معها.. وهؤلاء يعرفهم القاصي والداني ويبرزون في كل موقع لا يحصل فيه المواطن على حقه ولا يجد لمشاكله ومطالبه سوى التعقيد والتأزيم المفتعل والتحايل حتى على المعالجات والمخارج بوضع عراقيل ومطبات تؤدي إلى حرمان المواطن من الحصول على حقه أو معالجة مشاكله. وعند تفاقم تلك الاختلالات وتوسيع رقعة المعاناة يتحول هؤلاء إلى أدوات للإسهام في إيجاد الحلول.. فهل يُعقل أن يتحول من أساء إلى الناس ورفع حجم معاناتهم وأوجاعهم إلى أداة لإيجاد حل لمأساتهم؟

هذه هي المشكلة الحقيقية التي يعانيها الناس وعلى السلطة إذا أرادت أن تعمل على حل مطالب الناس أن لا تجرب بالمجرب فالتجريب بالمجرب هو من أكبر الأخطاء ولا يملك الذي تم تجريبه وفشل في التجربة أن يقدم الحلول للناس لأنه المتسبب الرئيس في الأزمة وفي الاختناقات التى تشهدها بعض المحافظات، كما لا يستطيع صناع الأزمات إيجاد الحلول لانفراجها.. ولعل ما يثير السخط في أوساط المجتمع بروز من يدعون الوصاية عليه والسيطرة على مطالبه واحتوائها.. رغم فشلهم غير مرة في ذلك، وعودتهم مرة أخرى إليه.. دون مراعاة لشعور الجماهير الرافض لهم.

إن الملامسة الصادقة لأوجاع المواطن والانتقال به إلى حالة من الاستقرار والشعور بالرضاء تكمن في إيجاد حلول ومعالجات سريعة واتخاذ قرارات صارمة يلمس تطبيقها المواطن على الأرض.. ولتكن تلك المعالجات شاملة لما يجري من ضرر ولما سيأتي دون الانتظار للقادم حتى يأتي.. لأن إيجاد الحلول الجذرية للمشكلة هو القضاء عليها نهائياً دون اللجوء إلى الحلول المؤقتة (التخديرية) وعلى الدولة البحث عن آليات جديدة للتعاطي مع قضايا الساعة .. فهي بحاجة إلى إيجاد بدائل مقبولة لدى المواطن وإلى رجال من طراز آخر.. رجال همهم الأول والأخير مصلحة الوطن فوق أي مصالح أخرى ولا يوجد لديهم ما يجعلهم في موقف المشكوك به، مع تدعيمهم بالصلاحيات المطلقة لتنفيذ كل المعالجات والحلول.. عندها نستطيع الجزم بصدق نوايا السلطة لانفراج الأزمة والثقة في التوجهات القادمة للدولة. فهل تملك قيادتنا القدرة على تحقيق تلك المعالجات؟ سؤال نتركه لولاة الأمر للإجابة عنه بعمل ملموس.. لا بخطاب إعلامي مألوف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى