السيدة بوتو عادت فماتت

> علي سالم اليزيدي:

> سقطت السيدة بناظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة وابنة الزعيم السياسي الباكستاني الراحل (ذوالفقار علي بوتو) صريعة إثر الصراعات الداخلية الباكستانية المترعة قبل أشهر في صفقة مع الرئيس مشرف، وتزعمها حزب الشعب المعارض وما طرحته من اتجاه ضد الحكم والقمع والإرهاب وهو ما نادت به، بل قال المراقبون إنها تباهت به لحد التمادي المفرط!

كارثة اغتيال بوتو التي عادت فماتت، تؤيد ما يذهب إليه البعض من ربط العودة السياسية بالموت أو كما يقول المثل عندنا «الردة تقتل الذئب» كل الذين عادوا ماتوا وسقطوا تحت أقدام الحكم، وهذا يثبت فرضية مفادها أن كل من خرج من الباب السياسي قد لا يخرج منه حيا مرة أخرى!

الكثير من المراقبين قلقون بشأن ما يجري في باكستان، فهم ينظرون إليها على أنها دولة منهارة مليئة بالجهاديين والمتشددين الإسلاميين والأسلحة النووية والمناطق المقفرة، وكل ما بها من فوضى سيكون كارثيا بكل معنى الكلمة، ويبقى السؤال بعد حادثة اغتيال السيدة (بوتو) ماهو الوضع القادم أمام مشرف؟ هل يمكن أن يدوم حكمه؟ كان يمكن أن تكون حالة مشرف أفضل مما هي عليه الآن! عندما تسلم الحكم عام 1999م كانت باكستان في حالة انهيار تام ومفلسة اقتصادياً ومعزولة سياسياً وعلى علاقة وثيقة مع حركة طالبان وبالتالي تنظيم القاعدة، وقد نجح في تصويب مسار البلاد ودفعها نحو الاعتدال وقطار الزمن، أعاد الحياة إلى الاقتصاد، ومنح النساء حقوقهن، وفتح حرية الإعلام ( منعت كلها من البث بعدئذ) إلا أن مشرف لم يحاول قط إقامة قاعدة سياسية لمقاربته المعتدلة والتحالفات مع أحزاب علمانية رئيسة أخرى مثل الرابطة الإسلامية وحزب الشعب، إذ رأى مشرف في هذه الأحزاب تهديداً لحكمه، لذا تحالف مع قوى كيفما كانت لتعزيز نفوذه سواء أكانت ذات طابع إقليمي أم ديني، وهو بدرجة أساسية يعتمد على الجيش الذي لايزال القوة المسيطرة على الساحة الباكستانية، وحتى الآن يبدو أن الجيش مازال يدعمه!

الواقع في باكستان على غرار أماكن أخرى مبهم، ويرى المراقبون الآن أن سقوط بوتو صريعة أياً كان من صرعها يجعل باكتسان تغرق من جديد في الفوضى والفساد والتطرف، ومصرع السيدة الأنيقة السياسية بنانظير بوتو هو اغتيال للمرأة والجمال قبل السياسة في 2008م، حسب تعبير زميلي الصحفي سالم العبد لحظة سماع النبأ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى