قبل أن تنصرف الجماهير الإيطالية للإحتفال بأعياد رأس السنة الدوري الإيطالي يبوح بالكثير من أسراره :بــطــل عــازم على الــبــقـــاء على عـرشـــه ..ذئـاب أفــقـدتها المنافــسـة الكثير من شـراستها

> «الأيام الرياضي» عمر اليعقوبي :

>
عام 2007م شارف على الانتهاء , وكغيرها من الدول الأوربية التي تتخذ من الديانة المسيحية ديناً لها ,أوقفت ايطاليا كافت النشاطات سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو رياضية إيذاناً ببدء مراسيم الاحتفال بأعياد الكريسمس وميلاد السيد المسيح .. ومعه انصرف عشاق الدوري الايطالي من جماهير ومتابعين إلى الراحة حتى يحين موعد عودة دوران محركاته من جديد , ولكن قبل ذلك التوقف الاضطراري للبطولة الايطالية بدأت الكثير من الحقائق والأسرار تتضح لدى المتابعين والمتعمقين في خفايا الكرة الايطالية , فعلى القمة بدأت حقيقة بروز ملامح بطل يسعى وبقوة للبقاء على عرشه متربعاً , ً متسلحاً بعتاد فاق منافسيه عدداً وعدة .. في ظل غياب المنافسة الحقيقية والجدية من ملاحقيه فبدت الذئاب متعبة وقد أرهقتها ضراوة الصراع مبكراً ،وسيدة عجوز على الرغم من نفضها لغبار عار الفضيحة إلا أنها بحاجة للمزيد من العمليات والأدوات التجميلية لتعود أكثر شباباَ .

فيما ظهر عملاق ميلانو عاجزاً على عكس تألقه أوربياً على أدائه محلياً فرفع الراية البيضاء مبكراً .. وحذت حذوه نسور العاصمة مع الاختلاف أنها فقدت القدرة على التحليق داخلياً وخارجياً .. فيما بدت البقية الباقية بين أندية تبحث عن مراكز تؤهلها لنيل إحدى البطاقات الأوربية وأندية تبحث لنفسها عن منطقة دافئة تقيها حرارة النهاية، وأندية آيلة للسقوط ويبدو أنها تستعد لخوض منافسة أكثر شراسة على البقاء بين مصاف أندية النخبة ..وبعيد عن كل هذا الصراع بزغت نجوم شابة أضاءت سماء الكالشيو فيما خفت ضوء نجوم أخرى كان متوقعا لها أن تكون أكثر توهجا .

البطل المنتظر

هو نادي الإنتر الذي ظهر قوياً لايرحم سواء على أرضه أوخارجها فبعد أن أعطيت الانتر بطولة الموسم قبل الماضي شكك الكثير في ذلك التتويج الذي جاء عن طريق المحاكم لكن هذا النادي جسد شخصيته على أرضية الملعب فحقق البطولة التي تليها .. وبعد هذا التتويج المستحق يبدو أن هذه الشخصية التي أفتقدها الإنتر لمواسم عديدة أصبحت ملازمة له طيلة هذا الموسم جعلت منه البطل المنتظر في ظل غياب المنافس الحقيقي.

يملك الإنتر تشكيلة أساسية تضم أفضل لاعبي العالم وبدلاء لايقلون قيمة عن نظرائهم الأساسيين وجهاز فني اكتسب الخبرة الكافية على خلق التوازن الكافي بين هذه الكوكبة من اللاعبين .. ومن خلفه إدارة قمة في الاحترافية .. كل تلك الحقائق جسدتها نتائجه وأرقامه على أرضية الملعب فهو يمتلك أقوى خط دفاع فلم يدخل مرماه سوى 9 أهداف فقط وأقوى خط هجوم بـ 37 هدفا ويمتلك أفضل ثنائي هجوم هما السويدي زلاتان ابراهيموفيتش والارجنتيني خوليو كروز بتسجيلهما سوياً 19 هدفا وبعيداً عن أفضلية الخطوط فالانتر هو النادي الوحيد الذي لم يخسر حتى الآن إذ حقق الفوز في 14 مباراة وتعادل في 4 حصد من خلالها 43 نقطة جعلته يغرد وحيداً على القمة وبفارق 7 نقاط عن أقرب منافسيه نادي روما .

ذئاب أفقدتها المنافسة شراستها

منذ انقضاء المراحل يبدو نادي روما الأقرب لتأجيل الحسم المنتظر للإنتر .. فهو على الرغم من أنه يفتقد لنجوم كبار إلا أنه يمتلك مجموعة منسجمة من اللاعبين الشباب يقودهم الملك توتي ومن خلفهم مدرب يمتلك الكثير من الشجاعة وهو لوتشانو سباليتي إلا أن ما يعيب هذا الفريق كما يقول الخبراء شيئان أولهما فقدان الفريق لشخصية الفريق البطل خاصة عندما يغيب القائد توتي فنرى فريقاً عادياً يمكن لأي فريق أن يتغلب عليه .. والشئ الثاني عدم قدرة الفريق على خلق التوازن المطلوب بين اللعب في البطولة المحلية وبطولة دوري الابطال وذلك بسبب الارهاق الشديد الذي يصيب لاعبيه الاساسيين نتيجة اللعب في البطولتين الكبيرتين لعدم وجود البديل الكافي القادر على تعويض غياب أحدهم .. وعلى الرغم من ذلك نجد أن روما هو ثاني أفضل الاندية نتائجاً بعد الانتر فهو حقق الفوز في 10 مباريات وتعادل في 6 وخسر مباراة واحدة فقط كانت أمام المتصدر نادي الانتر فجمع 36 نقطة محتلاً المركز الثاني تفصله نقطة واحدة فقط عن صاحب المركز الثالث اليوفنتوس .

عجوز نفضت عنها غبار العار

اليوفنتوس أو السيدة العجوز كما يحلو لعشاقه تسميته،ذلك الفريق الكبير الذي سيطر على الألقاب المحلية طولاً وعرضا، بعد أن تعرض هذا النادي لكثير من المشاكل والقضايا والتي دفع هذا النادي ثمنها غالياً بالهبوط إلى مصافي الدرجة الثانية والتي أدت إلى هجرة أغلب نجومه الذين يشكلون العلامة الفارقة فيه .. ووصف الكثير هذه الحادثة بأنها وصمة عار على هذا النادي ولأنه من طينة الكبار نفض عنه غبار هذا العار و عاد هذا النادي العريق سريعاً الى مكانه الطبيعي بين أقرانه وكأن هبوطه ليس إلا استراحة محارب أو فاصل قضائي كما سمته جماهيره .

وتعتبر نتائج اليوفي هذا الموسم أكثر من ممتازة قياساً بما حل به من نكبات فلم يكن أغلب المتفائلين من عشاقه هذا الموسم يتوقع أن يكون الفريق في هذا المركز بعد انقضاء هذه الاسابيع .. فعلى الرغم من قلة الموارد إلا أن هذا النادي تسلح بمجموعة المخلصين من أفراده الذين لم يتركوه في ساعة العسرة والذين استطاعوا أن يبقوا النادي في مكانه الطبيعي ، وللنظر في نتائج اليوفي نجد أنه يملك ثاني أفضل خط هجوم برصيد 36 هدفا بعد الإنتر القوي ،ويملك أفضل هداف في الدوري وهو الفرنسي تريزيجيه .. أما نتائجه فقد حقق الفوز في 10 مناسبات وتعادل في 5 وخسر في مباراتين كانتا أمام أودينيزي ونابولي ،وجمع 35 نقطة محتلاَ المركز الثالث لا تفصله سوى نقطة واحدة عن روما الثاني و6 نقاط عن أودنيزي الرابع وثمان نقاط عن المتصدر الإنتر .

عملاق مبدع خارجياً وعاجز محلياً

ميلان أو الروسونيري كما يحلو لعشاقه أن ينادوه به بعد أن عوقب الموسم الماضي بخصم 8 نقاط من رصيده على خلفية فضيحة التلاعب الشهيرة التي هزت أركان الكرة الايطالية والتي عزاها البعض إلى أنها أهم الاسباب التي أحبطت عزيمة هذا النادي للمنافسة على البطولة المحلية في الموسم الماضي، خاصة ابان ترنحه في الماضية .

وعلى العكس من ذلك في البطولة الاوربية والتي كان يقدم فيها مستويات راقية اختتمها بتتويجه كبطل لها , ونسج على نفس المنوال بفوزه بكأس السوبر الاوربية مطلع هذا الموسم مماجعل أغلب المتابعين يتوقعون أن ينعكس ذلك الاداء على مستواه في البطولة المحلية وهو ما كان بالفعل فضرب بقوة في أول مباراة في جنوى وضد فريق المدينة بثلاثية نظيفة , ولكن مع عودة عجلة دوري الابطال للدوران تحول ذلك الاداء وكأنه نسخة كربونية للذي سبقه .. فتذبذب الاداء محلياً فيما بقي على ثباته أوروبياً .. وعند النظر إلى نتائجه نجد أن الفريق لم يحقق سوى 4 انتصارات فقط و6 تعادلات و4 هزائم كانت آخرها أمام الغريم نادي الانتر الاسبوع الماضي .. وتذبذب المستوى هذا الموسم خلافا لغيره من المواسم مما يثير أكثر من علامة استفهام فالفريق أصبح عاجزاً عن تحقيق أي فوز على أرضه فيما يقدم خارج الارض أداء جيدا يستبشر به جمهوره خيراً لكن سرعان مايعود إلى تذبذبه إما يتعادل أو يخسر على أرضه ، وعزا أغلب النقاد والمتابعين هذا التراجع لعاملين إثنين أولهما أن إدارة الفريق لم تعزز خطوط الفريق بدماء جديدة واكتفت بنفس أسماء الموسم الماضي والتي يبدو أن مخزونها المهاري واللياقي قد بدأ في النضوب،وثانيها الى معدل الاعمار الكبيرة للاعبيه والذي بدوا غير قادرين على مواصلة نفس الاداء في كل أسبوع على الرغم من امتلاك الفريق أفضل لاعبي العالم وهو البرازيلي كاكا .. والذي اعترف باستحالة المهمة وقال أن الفريق رفع الراية البيضاء في المنافسة على البطولة بعد أن وصل الفارق بينه وبين المتصدر إلى 25 نقطة على الرغم من أنه يمتلك 3 مباريات مؤجله وأن هدف الفريق هذا الموسم من البطولة المحلية ضمان مركز مؤهل لدوري الابطال الاوروبي وهو قادر على ذلك خاصة مع السماح للموهبة الجديدة الكسندر باتو والعودة غير المضمونة للظاهرة رونالدو وضخ الفريق بدماء جديدة في فترة الانتقالات الشتوية .

نسور فقدت قدرتها على التحليق

لاتسيو أو النسور كما يحلو لأنصاره تسميته به فاجأ الجميع هذا الموسم بمستواه المتدني الذي لم يكن أبداً بمستوى تطلعات جماهيره , فبعد أن خاض موسما ناجحاً في الموسم الماضي وتأهل لدوري الأبطال الاوروبي ها هو الآن يقبع في المراكز الاخيرة ويتلقى الهزيمة تلو الأخرى .

هذا المستوى المتدني لم يشهده الفريق منذ فترة طويلة خاصة الهزائم الثقيلة التي تعرض لها وأبرزها الخماسية التي تلقاها من ميلان في روما , والرباعية من فريق مدينة ميلانو الآخر نادي الانتر , ويبدو لاتسيو حذا حذو ميلان في الدوري لكنه فشل في الحذو حذوه في بطولة دوري الابطال الاوروبي فقد ودع البطولة من دورها الاول باحتلاله المركز الاخير في مجموعته .. لكن بعد هذا الخروج يبدو أن هناك بوادر صحوة في الأفق لهذا الفريق لانتشاله من ما هو عليه والمضي به قدماً نحو المراكز المتقدمة.

أما لعبة الكراسي من أجل احتلال المقاعد الاوربية فهي ليست ببعيدة كثيراً عن فرق القمة ولكنها أندية عرفت مقدار ماتتمتع به فرق القمة من إمكانيات فقارنت نفسها أمامهم فوجدت نفسها غير قادرة على خوض ذلك الصراع (رحم الله إمرءاً عرف قدر نفسه) فرسمت لنفسها أهدافا قادرة على تحقيقها بموجب ماتمتلكه من امكانيات خارج نطاق المشاركة من أجل المشاركة أو الظهور المشرف كأندية أودينيزي الذي يعتبر ظاهرة هذا الموسم باحتلاله المركز الرابع بجدارة واستحقاق نظراً للنتائج التي حققها هذا الموسم وأبرزها الفوز على اليوفي وفي تورينو بالذات ومع الانتر في سانسيرو وإذا استمر على نفس النحو فلانستغرب أن نجده ضمن الكبار بدوري أبطال أوروبا كما فعل مع مدرب روما الحالي.

وكذلك فيورنتينا النادي الذي يقدم كرة قدم جميلة بقيادة مدربه الرائع سيزاري برينديلي الذي قاده نحو المراكز المؤهلة لدوري الأبطال ,فهو فريق يلعب على ثلاث جبهات هي الدوري والكأس المحلية وكأس الاتحاد الاوروبي , ورغم هبوط مستواه وتراجعه الى المركز الخامس إلا أنه قادرعلى العودة إلى مكانه بفضل لاعبيه الممتازين كالروماني ادريان موتو والحارس الفرنسي سبستيان فري والهداف المخضرم رامبو الكرة الايطالية كريستيان فييري .

ولكن الامر يختلف قليلا مع باليرمو الذي يحتل المركز السادس فنجد أن نتائجه متذبذبة ومستواه غير مستقر فرغم أنه حقق 6 انتصارات إلا أنه خسر 4 مباريات أقساها الخسارة القاسية أمام اليوفي بخماسية ..وهذا يعني أن نتائجه تراجعت عن ما كان عليه في الموسم الماضي في نفس الفترة حيث كان يحتل المركز الثاني خلف الإنتر .

أندية آيلة للسقوط

وتشمل هذه المنطقة الأندية التي تحتل المراكز من 13 (بارما) إلى صاحب المركز الاخير (كالياري) للتقارب الكبير فيما بينها في الكثير من النواحي كالاداء والنتائج وفارق النقاط التي تفصلها عن بعضها , وتبدو أن هذه المنطقة ستشهد صراعاً لايقل شراسة عن صراع القمة مع الاختلاف في وضعية الفرق والذي يتوقع أن يكون مثيراً كالعادة في المراحل الاخيرة .

نجوم خيبت الآمال

كما أبدعت أغلب النجوم التي كانت تعلق عليها الآمال كتوتي وإبرهيموفيتش وتريزيجيه وكاكا وغيرهم .. خيبت نجوم أخرى تلك الآمال لعل أهم تلك الاسماء مهاجم نادي الانتر أدريانو والذي انتقل مؤخراً لساو باولو البرازيلي على سبيل الإعارة ومهاجم ميلان الآخر رونالدو الذي لم يلعب سوى مباراة واحدة فقط و يبدو أنه يحذو حذو زميله أدريانو بالعودة لموطنه الاصلي كما تشير آخر الاخبار , وكذلك ظهر الفرنسي باتريك فييرا الذي أرغمته الاصابة على البقاء خارج الملاعب منذ بداية الموسم .

> كانت هذه قراءة أولية لما حملته لنا البطولة الإيطالية حتى الآن على أمل أن تحمل لنا الجولات القادمة منافسات أكثر تكافؤا عن ما شاهدناه خاصة مع العودة المتوقعة للأندية الكبيرة .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى