عجبي يازمن على الوظائف والتجارة والاستثمار

> محمد عبدالله باشراحيل:

> 1- الوظائف: عرف عن المرحوم الملك حسين بن طلال، ملك المملكة الأردنية الهاشمية السابق أنه كان لايبقي وزيرا في وزارته ولا مسئولا كبيرا في إدارته فترة طويلة، وعندما سئل عن السبب أفاد: «إن الوزارات والوظائف الهامة أراها كالماء الراكد في الحوض، فإذ ما ترك هذا الماء فترة طويلة دون تغيير فإنه يتعفن داخل الحوض ويصبح مضرا بصحة الناس، لذا علينا تغييره بين فترة وأخرى ضمانا لاستمرار نظافته ونقائه».

في هذه البلاد يظل المسئولون والمتنفذون وأقاربهم في مناصبهم ووظائفهم عقودا من الزمن دون تغيير، وبالرغم من فسادهم وعفونتهم لم يستطع أحد أن يزحزحهم من مواقعهم.. عجبي عليك يا بلد وعجبي عليك يا زمن!!

2- التجارة: عدن بشواطئها الجميلة ومينائها التاريخي الذي كان يعتبر الثالث في العالم قبل حوالي نصف قرن، وعدن التي كانت تحظى بتقاليد وأعراف ونظم للتجارة، وبها بيوت تجارية معروفة تحرص بشدة على سمعة اسمها أكثر من حرصها على تحقيق الأرباح، أما اليوم فقد ظهرت بها أسماء تجارية جديدة وغريبة، غطت إلى حد ما على أسماء الأمس المعروفة، وبرز على ساحتها تجار من طراز آخر يعتمد بعضهم على الفهلوة، والبعض الآخر يعتمد على السلع المهربة أو السلع ذات العلامات التجارية المزورة، كما ظهر في شوارع عدن البائعون الفارشون، ليس على أرصفة المشاة فحسب، بل وأمام المحلات التجارية وفي وسط الشوارع على طريق السيارات، وفوق كل ذلك لايدفعون إيجارات ولا ضرائب بل ويحظون بحماية أيضا، كما أن بعض سواحل عدن قد تحولت إلى قوالب إسمنتية تجارية وفقدت رونقها الطبيعي الجميل، مجمل هذه الأمور تشوِّه وجه عدن الحضاري ومكانتها التجارية.

فارفضي يا عدن الشموخ كل السلوكيات التي تهدف إلى تغيير معالمك وطمس هويتك ومسح تاريخك.. آه عليك يا عدن وعجبي يا زمن!!

3- الاستثمار: ليس غريباً على أحد له اهتمام بالاستثمار ويعيش في اليمن أن يسمع مصطلح (حق الحماية) هذا المصطلح الجديد على المحافظات الجنوبية لا يوجد إلا في قاموس اقتصاد الجمهورية العربية اليمنية، والقصة المسموعة حول هذا الموضوع أن مستثمراً حضرمياً أراد إقامة مشروع في البلاد، وقد قدم له النصح بأن يشرك معه أحد المتنفذين في مشروعه، وعندما تقابل الاثنان طلب المتنفذ من صاحبنا المستثمر 30% من تكلفة المشروع مقابل توفير الحماية له، وضمان عدم تعرض المشروع لأي تهديدات من الذئاب المفترسة في البلاد، فكان رد المستثمر: «أنت ستوفر لي الحماية من تلك الذئاب، وهذا شيء جميل وجيد، ولكن سؤالي من سيحميني منك أنت أيها الذئب المفترس؟!» فاندهش المتنفذ للسؤال المفاجئ.. عجبي على زمن الذئاب وعجبي عليك يا زمن!!

كبير خبراء سابق بالأسكوا الأمم المتحدة

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى