> الفلكي/سالم عمر الجعيدي:
مع إطلالة كل عام جديد يطيب لعلماء الفلك استعراض مجمل الأحداث السماوية المقبلة، وسرد أهم التوقعات الفلكية فيها، جريا وراء الرغبة في إبراز طرائف المفارقات، وغرائب الاتفاقات، ومواضع المناسبات الفلكية، مما يستحق الإشادة والذكر لها.
وكانت الغاية التي أنشدها في مقالاتي طيلة سنوات تواصلي بصحيفتنا الغراء «الأيام» هي توجيه القارئ للتفكر في ملكوت السموات والأرض، وتدبر عظيم صنع الله في كونه وبديع خلقه عز وجل، ودعوة العامة للشعور بمتعة التأمل في صفحة السماء، وهي متعة لايستغرق فيها المرء حتى يشعر في داخله بتفاعل لذيذ، وتواصل وجداني خفي بينه وبين السماء، يدق معناها عن الفهم، ويستعصي إدراكها على الوهم، ويعجز القلم فيها عن الوصف، إلا أن أحدنا لايكاد يخرج من روعة هذا الشعور حتى يتملكه الهدوء وصفاء النفس، وتزول عن كاهله الحياة ومشاغلها وضوضاء المدينة ورتابتها، وقد أشار القرآن الكريم في آيات عدة إلى ضرورة التفكر في خلق السماء والأرض، والنظر إليها باعتبارها إحدى السبل في دلائل وحدانية الله عز وجل، ومعلوم أن الشارع لايأمر بالنظر والتفكر إلا إذا كان السبيل إليه مهيأ، وقد كان الأمر كذلك، إذ إن القدماء ما كانوا يبصرون شيئا على وجه البسيطة بعد غروب الشمس سوى نجوم صفحة السماء، فحفظوا صورها وبروجها عن ظهر غيب، واهتدوا بها في ظلمات البر والبحر، واتخذوها أنيسا في السفر وسميرا في الحضر، أما في عصرنا الراهن فقد غابت السماء عن أعيننا تماما، وغطت علينا أضواء المدينة وأنوار الطرق وأعمدة المصابيح وتلوث الأجواء، ولم تعد لأبناء عصرنا بعد ظهور التقنيات الحديثة حاجة لرفع أبصارهم لمراقبة النجوم، فـأصبحت السماء- كما قيل - كتابا مفتوحا إلا أن من تحتها أمّيّون لايأبهون حتى للنظر والمطالعة، لذلك كان العزم يحدو الكثيرين من علماء الفلك في إشاعة ثقافة علم الفلك وتراثه العريق، وإعادة صياغته بلغة سهلة وميسرة، وفي أسلوب يستهوي المثقف العادي، ولأجل هذه الغاية أحببت أن أعرض هنا الخطوط العريضة لأبرز التوقعات الفلكية للعام 2008م للميلاد الموافق 1429للهجرة، في نقاط كالتالي:
أولا: العام 2008 للميلاد يستغرق العام 1429 للهجرة من مبتدئه لمنتهاه، وبتعبير آخر فإن رأسي السنتين 1429و1430 يقعان كلاهما في العام 2008م، فكأن السنة الميلادية استغرقت كامل أيام السنة الهجرية الجديدة، إذ إن مستهل الهجري 1429يوافق10 يناير 2008م، ومستهل 1430يوافق 29 ديسمبر من نفس السنة الميلادية، ويعود ذلك إلى أن عدد أيام السنة الميلادية تزيد عن الهجرية بأحد عشر يوما، ويتكرر هذا التوافق على نفس المنوال كل 32 عاما، بل يمكن القول إن كل شهر قمري يستهل في العشر الأوائل من يناير، فإنه سيتكرر حتما مرة أخرى في نفس العام، فإذا كان كل مستهل شهر رجب يصادف 5 يناير فإن رجب التالي سيصادف 24 ديسمبر من نفس السنة الميلادية، وتلك قاعدة قديمة يعرفها العاملون في الروزنامات.
ثانيا: تبدأ ولادة هلال محرم في الساعة 2:37 بعد ظهر يوم الثلاثاء 8 يناير 2008م، الموافق 30 ذو الحجة 1428 للهجرة، وسيغرب القمر قبل الشمس من مساء نفس اليوم، وبالتالي استحالة رؤية الهلال في ليلة الحادي والثلاثين، وفي هذا دليل على ما أجمع عليه الفلكيون من أننا قد تقدمنا شهر ذي الحجة بيوم كامل، وسيستمر هذا التقدم للأسف حتى في شهر محرم المقبل، فإن مستهل محرم وفق شهادة شهود ذي الحجة سيكون يوم الأربعاء 9 يناير، أما وفق حسابات الفلكيين فالصواب لديهم أن مستهل السنة الهجرية الجديدة 1429 هو يوم الخميس10 يناير 2008م، والواقع أن الخطب بنظري يسير في هذا الاختلاف، إذ إن غاية ما يتعلق بشهر محرم هو صوم يوم عاشوراء، الذي رتب عليه الشارع فضيلة عظيمة، وقد أرشد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى صوم تاسوعاء معه، فلذلك نقترح صوم يومي الجمعة والسبت المصادف 19 و 18 يناير، خروجا من الخلاف.
ثالثا: سيقع- بإذن الله تعالى - خسوفان مرئيان للقمر يمكن مشاهدتهما في الجزيرة وعامة الوطن العربي، أحدهما في فجر الخميس 21 فبراير، بمنتصف شهر صفر، وهو خسوف كلي، وثانيهما مساء السبت 16 أغسطس 2008م بمنتصف شهر شعبان، وهو خسوف شبه كلي.
والقاعدة المشهورة لدى الفلكيين في التوقعات أنه إذا وقع خسوف أو كسوف فلا يتوقع تكرره إلا بعد مضي ستة أشهر، لأجل تحقق عودة موضع القمر إلى إحدى العقدتين، ففي الأول تشير الحسابات إلى وقوع الخسوف في شهر صفر، وبالتالي لا نتوقع تكرره إلا بعد ستة أشهر منه، أي في شهر شعبان كما ذكرنا ذلك آنفا، وهذه القاعدة تسهل علينا اختصار الوقت والجهد، وعدم تكرار الحسابات المطولة في أشهر غير مظنون بها.
أما القاعدة الثانية فهي أن أي خسوف للقمر يتبعه كسوف للشمس، إما سابق عليه أو لاحق، بمقدار نصف شهر، ويكون دائما في الجهة المقابلة لموقع الخسوف، وهذه قاعدة مطردة، فخسوف منتصف شعبان السابق الذكر يسبقه كسوف كلي للشمس بفجر الخميس 7 فبراير، سيقع في جنوب أستراليا، وخسوف شهر شعبان يسبقه خسوف كلي في القطب الشمالي، وشمال الصين يقع في صبيحة الجمعة من الأول من شهر أغسطس، وطالما أن خسوفي القمر مرئيان باليمن، فالكسوفان غير مرئيين عندنا، وسيأتي مزيد الحديث عن هذا في مقالة لاحقة بإذن الله.
رابعا: بالنسبة للكواكب فإن مما ستمتاز به سماء الأفق الشرقي طيلة شهر يناير هو وجود نجمتان لامعتان لاتخطئهما العين، يمكن مشاهدتهما يوميا قبل شروق الشمس بساعة تقريبا، أحدهما هو كوكب المشتري، والآخر هو كوكب الزهرة، وهو الأكثر لمعانا وسطوعا، ويقع بأعلى كوكب المشتري، ومع مرور الأيام يشاهد اقتراب أحدهما من الآخر حتى الأول من شهر فبراير، حيث يقع الاقتران التام بينهما في منظر بديع ثم يبدأ الانفصال بينهما في اليوم التالي.
خامسا: يسير القمر طيلة العام في مدار يرتفع نحو الشمال قليلا، فيشاهد في كل شهر يستر نجم القلب ببرج العقرب، كما سيشاهد في فجر 20 مايو، ونجم رجل الأسد ببرج الأسد، كما سيقع في فجر 21 فبراير.
سادسا: بحلول منتصف شهر أغسطس سيبلغ الكرة الأرضية في مدارها السنوي مسار الجسيمات التي يتولد منها مجموعة الزخات الشهابية التي تبلغ سرعتها 32 كيلو متر في الساعة، وهي الزخات المعروفة باسم (برسيدز RERSEIDS)، ويمكن مشاهدتها في مدينة عدن وبقية مدن اليمن منتصف الليل عند نقاء الجو في غير الليالي المقمرة، وتحدد الإرصادات الماضية لإحصائية الزخات بستين شهابا في الساعة الواحدة.
وكانت الغاية التي أنشدها في مقالاتي طيلة سنوات تواصلي بصحيفتنا الغراء «الأيام» هي توجيه القارئ للتفكر في ملكوت السموات والأرض، وتدبر عظيم صنع الله في كونه وبديع خلقه عز وجل، ودعوة العامة للشعور بمتعة التأمل في صفحة السماء، وهي متعة لايستغرق فيها المرء حتى يشعر في داخله بتفاعل لذيذ، وتواصل وجداني خفي بينه وبين السماء، يدق معناها عن الفهم، ويستعصي إدراكها على الوهم، ويعجز القلم فيها عن الوصف، إلا أن أحدنا لايكاد يخرج من روعة هذا الشعور حتى يتملكه الهدوء وصفاء النفس، وتزول عن كاهله الحياة ومشاغلها وضوضاء المدينة ورتابتها، وقد أشار القرآن الكريم في آيات عدة إلى ضرورة التفكر في خلق السماء والأرض، والنظر إليها باعتبارها إحدى السبل في دلائل وحدانية الله عز وجل، ومعلوم أن الشارع لايأمر بالنظر والتفكر إلا إذا كان السبيل إليه مهيأ، وقد كان الأمر كذلك، إذ إن القدماء ما كانوا يبصرون شيئا على وجه البسيطة بعد غروب الشمس سوى نجوم صفحة السماء، فحفظوا صورها وبروجها عن ظهر غيب، واهتدوا بها في ظلمات البر والبحر، واتخذوها أنيسا في السفر وسميرا في الحضر، أما في عصرنا الراهن فقد غابت السماء عن أعيننا تماما، وغطت علينا أضواء المدينة وأنوار الطرق وأعمدة المصابيح وتلوث الأجواء، ولم تعد لأبناء عصرنا بعد ظهور التقنيات الحديثة حاجة لرفع أبصارهم لمراقبة النجوم، فـأصبحت السماء- كما قيل - كتابا مفتوحا إلا أن من تحتها أمّيّون لايأبهون حتى للنظر والمطالعة، لذلك كان العزم يحدو الكثيرين من علماء الفلك في إشاعة ثقافة علم الفلك وتراثه العريق، وإعادة صياغته بلغة سهلة وميسرة، وفي أسلوب يستهوي المثقف العادي، ولأجل هذه الغاية أحببت أن أعرض هنا الخطوط العريضة لأبرز التوقعات الفلكية للعام 2008م للميلاد الموافق 1429للهجرة، في نقاط كالتالي:
أولا: العام 2008 للميلاد يستغرق العام 1429 للهجرة من مبتدئه لمنتهاه، وبتعبير آخر فإن رأسي السنتين 1429و1430 يقعان كلاهما في العام 2008م، فكأن السنة الميلادية استغرقت كامل أيام السنة الهجرية الجديدة، إذ إن مستهل الهجري 1429يوافق10 يناير 2008م، ومستهل 1430يوافق 29 ديسمبر من نفس السنة الميلادية، ويعود ذلك إلى أن عدد أيام السنة الميلادية تزيد عن الهجرية بأحد عشر يوما، ويتكرر هذا التوافق على نفس المنوال كل 32 عاما، بل يمكن القول إن كل شهر قمري يستهل في العشر الأوائل من يناير، فإنه سيتكرر حتما مرة أخرى في نفس العام، فإذا كان كل مستهل شهر رجب يصادف 5 يناير فإن رجب التالي سيصادف 24 ديسمبر من نفس السنة الميلادية، وتلك قاعدة قديمة يعرفها العاملون في الروزنامات.
ثانيا: تبدأ ولادة هلال محرم في الساعة 2:37 بعد ظهر يوم الثلاثاء 8 يناير 2008م، الموافق 30 ذو الحجة 1428 للهجرة، وسيغرب القمر قبل الشمس من مساء نفس اليوم، وبالتالي استحالة رؤية الهلال في ليلة الحادي والثلاثين، وفي هذا دليل على ما أجمع عليه الفلكيون من أننا قد تقدمنا شهر ذي الحجة بيوم كامل، وسيستمر هذا التقدم للأسف حتى في شهر محرم المقبل، فإن مستهل محرم وفق شهادة شهود ذي الحجة سيكون يوم الأربعاء 9 يناير، أما وفق حسابات الفلكيين فالصواب لديهم أن مستهل السنة الهجرية الجديدة 1429 هو يوم الخميس10 يناير 2008م، والواقع أن الخطب بنظري يسير في هذا الاختلاف، إذ إن غاية ما يتعلق بشهر محرم هو صوم يوم عاشوراء، الذي رتب عليه الشارع فضيلة عظيمة، وقد أرشد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى صوم تاسوعاء معه، فلذلك نقترح صوم يومي الجمعة والسبت المصادف 19 و 18 يناير، خروجا من الخلاف.
ثالثا: سيقع- بإذن الله تعالى - خسوفان مرئيان للقمر يمكن مشاهدتهما في الجزيرة وعامة الوطن العربي، أحدهما في فجر الخميس 21 فبراير، بمنتصف شهر صفر، وهو خسوف كلي، وثانيهما مساء السبت 16 أغسطس 2008م بمنتصف شهر شعبان، وهو خسوف شبه كلي.
والقاعدة المشهورة لدى الفلكيين في التوقعات أنه إذا وقع خسوف أو كسوف فلا يتوقع تكرره إلا بعد مضي ستة أشهر، لأجل تحقق عودة موضع القمر إلى إحدى العقدتين، ففي الأول تشير الحسابات إلى وقوع الخسوف في شهر صفر، وبالتالي لا نتوقع تكرره إلا بعد ستة أشهر منه، أي في شهر شعبان كما ذكرنا ذلك آنفا، وهذه القاعدة تسهل علينا اختصار الوقت والجهد، وعدم تكرار الحسابات المطولة في أشهر غير مظنون بها.
أما القاعدة الثانية فهي أن أي خسوف للقمر يتبعه كسوف للشمس، إما سابق عليه أو لاحق، بمقدار نصف شهر، ويكون دائما في الجهة المقابلة لموقع الخسوف، وهذه قاعدة مطردة، فخسوف منتصف شعبان السابق الذكر يسبقه كسوف كلي للشمس بفجر الخميس 7 فبراير، سيقع في جنوب أستراليا، وخسوف شهر شعبان يسبقه خسوف كلي في القطب الشمالي، وشمال الصين يقع في صبيحة الجمعة من الأول من شهر أغسطس، وطالما أن خسوفي القمر مرئيان باليمن، فالكسوفان غير مرئيين عندنا، وسيأتي مزيد الحديث عن هذا في مقالة لاحقة بإذن الله.
رابعا: بالنسبة للكواكب فإن مما ستمتاز به سماء الأفق الشرقي طيلة شهر يناير هو وجود نجمتان لامعتان لاتخطئهما العين، يمكن مشاهدتهما يوميا قبل شروق الشمس بساعة تقريبا، أحدهما هو كوكب المشتري، والآخر هو كوكب الزهرة، وهو الأكثر لمعانا وسطوعا، ويقع بأعلى كوكب المشتري، ومع مرور الأيام يشاهد اقتراب أحدهما من الآخر حتى الأول من شهر فبراير، حيث يقع الاقتران التام بينهما في منظر بديع ثم يبدأ الانفصال بينهما في اليوم التالي.
خامسا: يسير القمر طيلة العام في مدار يرتفع نحو الشمال قليلا، فيشاهد في كل شهر يستر نجم القلب ببرج العقرب، كما سيشاهد في فجر 20 مايو، ونجم رجل الأسد ببرج الأسد، كما سيقع في فجر 21 فبراير.
سادسا: بحلول منتصف شهر أغسطس سيبلغ الكرة الأرضية في مدارها السنوي مسار الجسيمات التي يتولد منها مجموعة الزخات الشهابية التي تبلغ سرعتها 32 كيلو متر في الساعة، وهي الزخات المعروفة باسم (برسيدز RERSEIDS)، ويمكن مشاهدتها في مدينة عدن وبقية مدن اليمن منتصف الليل عند نقاء الجو في غير الليالي المقمرة، وتحدد الإرصادات الماضية لإحصائية الزخات بستين شهابا في الساعة الواحدة.