تقييم الإستراتيجية الوطنية للسكان

> عدن «الأيام» فردوس العلمي:

>
تواصلت أمس أعمال ورشة العمل حول تحليل وتقييم الإستراتيجية الوطنية للسكان وإدماجها ضمن السياسيات القطاعية التي بدأت أعمالها صباح أمس الأول بفندق عدن، وتستمر يومين، وتأتي هذا الورشة- التي ينظمها مكتب الصحة والسكان بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان- تتويجيا لتوجيهات المؤتمر الوطني الرابع للسياسات السكانية، المنعقد في صنعاء في ديسمبر المنصرم، وتهدف الورشة- التي يشارك فيها 35 مشاركا ومشاركة من مدراء عموم المكاتب التنفيذية وأعضاء المجالس المحلية- إلى دمج الإجراءات والأنشطة ضمن الخطط القطاعية للجهات المعنية.

وفي الحفل ألقى الأخ أحمد محمد الكحلاني -محافظ عدن- كلمة تطرق فيها إلى أهمية الإستراتيجية الوطنية، مؤكدا أن الخطر القادم هو الانفجار السكاني، ويجب أن نتخذ لها الإجراءات السليمة، ويكون هناك تنظيم ووضوح حول هذا المشكلة، ولابد أن يكون هناك مكان محدد لكل جهة، مشيرا إلى أن المحافظة على استعداد للمشاركة والمتابعة في تقييم وتنفيذ هذه السياسة، وعلى الجميع أن يسلطوا الضوء على هذا السياسة السكانية، داعيا إلى ضرورة تنظيم الأسرة والتوعية المستمرة في المساجد والمدارس وفي وسائل الإعلام المختلفة».

من جانبه قال الأخ صالح أبو بكر الشيخ- ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان- في كلمته: «هذه أول ورشة عمل تعقد على مستوى المحافظات للانتقال فعليا من مستوى التنظير أو التخطيط ووضع السياسات إلى مستوى العمل». مؤكدا ضرورة أن تدمج المؤشرات والمدخلات السكانية في عملية التنمية، مشيرا إلى أن التحدي الأساسي أن تصبح القضية السكانية جزءا عضويا من العمل، ليس في الدولة فقط، وإنما في منظمات المجتمع المدني» معبرا عن سعادته بأن تكون لمحافظة عدن المبادرة في هذا الموضوع.

وفي ختام كلمته أكد استعداد صندوق الأمم المتحدة لتقديم أي مساعدة ممكنة فنية أو غير ذلك، مشيدا بحضور مدراء المكاتب التنفيذية وأعضاء المجلس المحلي على مستوى المحافظة أعمال الورشة، وهو ما يؤكد أن هناك عزما وتصميما على أخذ الأمور بصورة جدية، متمنيا للورشة النجاح والخروج بنتائج مفيدة.

كما ألقى الدكتور الخضر ناصر لصور مدير مكتب الصحة والسكان في عدن كلمة قال فيها: «وضعت الحكومة منذ وقت مبكر الحلول والمعالجات العلمية، وتحسين المؤشرات لمواجهة تلك التحديات المتمثلة في النمو السكاني المتزايد، والتي باتت تهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي».

وأشار الخضر بأن النمو السكاني المرتفع أحد أهم التحديات، حيث بلغت معدلات النمو السكاني طبقا لنتائج تعداد 2004م 19.7 مليون نسمة، منها عشرة مليون ذكر و 9.7 مليون إناث، وبلغ المعدل السكاني 3%.

وشكر صندوق الأمم المتحدة للسكان لإدراجهم محافظة عدن ضمن المحافظات المستهدفة للدعم في البرامج السكانية، ومنها أنشطة الصحة الإنجابية في مديريتي دار سعد والبريقة.

وفي تصريح لـ«الأيام» أكد الأخ مطهر العباسي وكيل وزارة التخطيط لقطاع خطط التنمية «أن قضية توفير الموارد المالية الكافية لتمويل البرامج الخاصة بالسياسة السكانية من أهم الإشكاليات التى تواجه العمل إلى جانب الموارد البشرية، فلايوجد المتخصصون والمستوعبون للقضايا إلى جانب بعض المعتقدات والتعصب، مما يؤثر على تنفيذ العمل بشكل صحيح».

وأوضح أن «الإستراتيجية الوطنية للسكان تم اعتمادها في أول مؤتمر للسكان في عام 1991م، ومن ثم تطويرها وتنقيحها بشراكة دولية مع الكثير من الخبرات الدولية والإقليمية والوطنية، وركزت على عدد من المحاور الأساسية التي تمثل مرتكزات لسياسات قطاعية على مستوى الوضع المحلي».

وأضاف: «أهم القضايا التي ركزت عليها الإستراتيجية قضية الوعي بالمشكلة السكانية بين المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته المختلفة، بالإضافة إلى البرامج النوعية التي تخدم قضية السيطرة على معدل النمو السكاني، ومنها الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، والبرامج التي تهدف إلى صحة الأم والطفل والرعاية الصحية الأولية من أجل معالجة إشكالية الكثافة السكانية القائمة، كما ركزت الإستراتيجية على كيفية خلق فرص عمل بشكل متوازن بين محافظات الجمهورية والمناطق المختلفة.

كما ركزت على قضية التعليم كمدخل أساسي لمعالجة مشكلة النمو السكاني ومعدل الخصوبة، من حيث توسيع فرص التعليم، خاصة للفتيات في الريف والحضر، إلى جانب الاهتمام بالتنمية المستدامة في كيفية توفير فرص العمل للشباب وتأجيل الزواج المبكر والمباعدة بين الولادات، كما ركزت على الأنشطة التوعوية المختلفة.

وأضاف أيضا: «النتائج ليست ملموسة بالشكل المطلوب، ولكن هناك انخفاض في معدل الخصوبة من حوالي 6.8 إلى 6.1، وانخفض النمو السكاني من 3.7% إلى 3%، مما يدل على أن هناك اتجاها نحو تخفيض هذا المعدل».

وأشار إلى ارتفاع نسبة الأمية واتساع مناطق اليمن، حيث يوجد حوالي 135 ألف تجمع سكاني في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى